الجديد

العمق المغربي / الاثنين، 17 نونبر 2025
جدل “النظافة والابتذال” في السينما المغربية.. هل يخنق الإبداع أم يحمي الجمهور؟

يشهد الوسط السينمائي خلال السنوات الأخيرة نقاشا واسعا حول ما يسمى بـ”الأفلام العائلية والنظيفة”، وهو تصنيف بات يتكرر في تصريحات عدد من المنتجين والمخرجين عند الترويج لأعمالهم. ويستخدم هذا المفهوم كوسيلة لجذب أكبر عدد من الجمهور، عبر تقديم الفيلم كخيار “آمن” لا يتضمن مشاهد جريئة أو مضامين قد تعتبر حساسة، غير أن هذا التوجه أثار موجة من الانتقادات، خاصة من طرف مهنيين ونقاد يعتبرون أن هذه التصنيفات تفرغ النقاش الفني من محتواه وتحوله إلى نقاش أخلاقي ضيق. ويرى عدد من المهتمين بالمجال السينمائي، أن استعمال مصطلحات من قبيل “النظيف” و”العائلي” أصبح جزءا من الخطاب التسويقي أكثر منه رؤية فنية، فالتصنيف لا يعتمد على القيمة السينمائية أو جودة المعالجة، بل على طمأنة فئة من الجمهور بأن الفيلم لا يحتوي على عناصر قد تُثير الحساسية. وينظر العديد من المهنيين إلى هذا التصنيف باعتباره نهجا تجاريا أكثر منه اختيارا فنيا، خاصة في ظل رغبة بعض المنتجين في تحقيق إقبال سريع دون الخوض في مواضيع مركبة أو زوايا جريئة. وتحذر أصوات داخل الساحة السينمائية من أن هذا الاتجاه يؤدي إلى تكريس أفلام روتينية تكرر نفسها، وتبتعد عن الابتكار، وتكتفي بحدود “الاحترام الاجتماعي” بديلا عن القيمة الفنية. ويرى متخصصون أن النقاش الذي رافق انتشار هذا التصنيف يكشف أيضا تحولا في علاقة الجمهور بالسينما، فبدل التركيز على البناء الدرامي والاختيارات الجمالية والطرح الفكري، صار جزء من النقاش العام ينحصر في سؤال: هل الفيلم “مناسب للعائلة” أم لا؟، وفق تعبيرهم. ويعيد هذا التحول، حسب ذات المصدر، إنتاج شكل جديد من الرقابة الذاتية، ويدفع بعض المخرجين إلى تفادي مواضيع حساسة أو زوايا جريئة بدافع ضمان التوزيع والإقبال الجماهيري. وفي هذا السياق، يرى الناقد السينمائي فؤاد زويريق، أن تقسيم الأفلام إلى “نظيفة” و”غير نظيفة” تصنيف شعبوي، لأنه يختزل الفن في معيار أخلاقي، ويتجاهل القيمة الجمالية والمعرفية للعمل. واعتبر زويريق، أن بعض الأفلام التي تسوق نفسها كأعمال “عائلية” أو “نظيفة” ليست سوى منتوجات سطحية تفتقر إلى العمق الفني، وتستعين بهذا التصنيف فقط لأنها لا تمتلك قوة درامية أو رؤية إخراجية تسمح لها بالصمود أمام النقد. وقال زويريق، إن هذه الأفلام تستغل حساسية الجمهور لتقديم أعمال ضعيفة على أنها “صالحة للمشاهدة”، بينما هي في الأصل تعيد إنتاج الابتذال في قالب محترم اجتماعيا، حسب تعبيره. وشدد ذات المتحدث، على أن السينما في جوهرها ليست درسا في الأخلاق، ولا وسيلة لفرض سلوكيات معينة، بل فضاء للتعبير والنقاش والجرأة، لذلك فإن اختزالها في معيار “النظافة” يحد من دورها الطبيعي، ويفرض عليها حدودا ضيقة قد تفقدها قيمتها الفنية. وأضاف زويريق: “السينما ليست درسا في التهذيب، ولا مساحة لتأكيد ما نعرفه مسبقا، بل هي مساحة لزعزعة المسلمات وتوسيع أفق الإدراك، وهي بذلك ترفض أن تختزل في معيار الطهرانية أو المثالية الأخلاقية التي يدعو إليها البعض، لأنها تبنى على حرية التعبير وجرأة الطرح وقدرة الصورة على تجاوز حدود الوعظ إلى فضاء السؤال والمعنى، وهي أيضا مساحة للتفكير، وللمساءلة، ولرؤية الذات والعالم من زوايا أكثر تعقيدا وجرأة”

لو سيت انفو / الاثنين، 17 نونبر 2025
تكريم الفنانة اللبنانية كارول سماحة بفرنسا -صور

جرى تكريم  الفنانة اللبنانية كارول سماحة بالعاصمة الفرنسية، ومنحها درع “Art et Résilience”، وذلك خلال احتفالية ” Femmes, on vous aimeé”، بحضور الوزيرة الفرنسية إليزابيث مورينو والسفير اللبناني في فرنسا ربيع الشاعر وعدد من المسؤلين الفنسيين واللبنانيين. وحرصت كارول على تقاسم مجموعة من صور حفل تكريمها عبر حسابها الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات انستغرام، علقت عليها قائلة: “كان شرفا كبيرا أن يتم الاحتفاء بي في باريس خلال حفل Femmes, on vous aime، تحت رعاية الوزيرة الفرنسية وبحضور السفير اللبناني في فرنسا، تأثرت كثيرا بتسلمي درع Art et Résilience، فهو تذكير بكل تحد شكل رحلتي”. يذكر أن هذه الاحتفالية قد تم تنظيمها من قبل جميعة “لبنان” بهدف دعم مبادرات تعليم الفتيات المحرومات في لبنان. Une publication partagée par CAROLE SAMAHA كارول سماحة

الشرق الأوسط / الاثنين، 17 نونبر 2025
مسرحية «الليلة الكبيرة» تستعيد وهجها بجولة في أنحاء مصر

تستعيد مسرحية «الليلة الكبيرة» وهجها كل حين بإعادة عرضها للجمهور بعد مرور أكثر من 64 عاماً على عرضها الأول، وانطلق العرض المسرحي الشهير في جولة بأنحاء مصر، ضمن المرحلة السادسة لمشروع مسرح المواجهة والتجوال الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في البيت الفني للمسرح لنشر الإبداع الفني بالمحافظات، بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث يعرض الأوبريت في محافظتي الفيوم والمنيا حتى 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. وشهد مسرح جامعة الفيوم، تقديم عرض «الليلة الكبيرة» لفرقة القاهرة للعرائس، وسط تفاعل كبير من طلاب الجامعة، وبمشاركة مؤسستي «حياة كريمة» و«مصر الخير»، وفق بيان لهيئة قصور الثقافة، الاثنين. المسرحية من كلمات الشاعر صلاح جاهين، وألحان سيد مكاوي، وإخراج صلاح السقا، وعرائس ناجي شاكر، وتم تقديمها للمرة الأولى عام 1961، وتعد من أشهر العروض في تاريخ المسرح المصري، إذ يقدم العرض لوحات فنية نابضة بالحياة تجسد أجواء المولد الشعبي من خلال عدة شخصيات منها «المصوراتي، وبائع الحلوى، والأراجوز، والشيخ والمنشد، والعمدة والقهوجي، ولاعبو السيرك» وغيرها ليمنح الجمهور تجربة فنية تحتفي بالتراث المصري الأصيل، وشارك في الأغاني سيد مكاوي، وشفيق جلال، وعبده السروجي، وحورية حسن، ومحمد رشدي، وهدى سلطان، وشافية أحمد، وإسماعيل شبانة، وصلاح جاهين. استعادة «الليلة الكبيرة» بعد مرور 64 عاماً من إنتاجها (وزارة الثقافة) ومن المقرر أن يقدم العرض في عدد من المواقع بمحافظة الفيوم، وتصاحبه ورش فنية ومعرض للكتاب وآخر للفنون التشكيلية، كما يقدم في محافظة المنيا بعدة أماكن، وسبق أن تم تقديمه في محافظات أخرى من بينها المنوفية. وأطلقت وزارة الثقافة مشروع مسرح المواجهة والتجوال، تحقيقاً لمبدأ العدالة الثقافية، ووصول الفنون لكل أنحاء مصر، وشهدت المرحلة السادسة التي انطلقت سبتمبر (أيلول) الماضي، فعاليات في محافظات قنا، وأسيوط، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، ودمياط، والبحيرة، والغربية، ومن المقرر استكمال الجولات في باقي المحافظات حتى يونيو (حزيران) 2026. وأكد رئيس قطاع المسرح بوزارة الثقافة، المخرج هشام عطوة، أن «المشروع يواصل نجاحه في الوصول بالمنتج الثقافي والفني إلى القرى والمناطق الأكثر احتياجاً»، مشيراً في بيان سابق للوزارة إلى أن «تقديم عرض (الليلة الكبيرة) يأتي لإحياء إحدى أهم العلامات الفنية الخالدة في الوجدان المصري، وإتاحة الفنون لكل المواطنين في مختلف المحافظات». ويقدم العرض المسرحي «الليلة الكبيرة» صورة فنية و«اسكتشات غنائية» متنوعة لمواقف في الموالد المصرية، وما تضمه هذه الاحتفالات الشعبية من فنون وألعاب وبيع وشراء وغيرها من المشاهد التي كانت تزخر بها الموالد المصرية

الشرق الأوسط / الاثنين، 17 نونبر 2025
ماذا يحدث عندما نفكر؟

في عالمنا اليوم، يبدو أن ظواهر مثل الحقيقة والواقع تغمرنا باستمرار في سياق الحياة اليومية. لكن لا بأس إذا تداخلا، تماماً، في بعضهما بعضاً. يبدو أنه لا يوجد تعارض أو التباس أو أي سوء فهم بينهما. فما نسمعه ونراه ليس أكثر ولا أقل مما هو موجود. ولا يوجد شيء سوى ما ندركه. لكن هل كل ما نلاحظه، هو فعلاً واقع أو حقيقة أو كليهما؟ حسب الفيلسوفة الألمانية حنه آرندت، لا حقيقة ولا واقع، وأن كليهما لم يظهرا كما هما. إن الفكر، حسبها، يدعو إلى عدم اللجوء للتأمل فقط، بل إلى العمل على تغيير الحياة العامة والأحداث، مؤكدة على ضرورة أن يكون الفكر حراً ومسؤولاً في الوقت نفسه. وبهذا فهي تحث الفلاسفة على العمل. وتثمن مقولة كارل ماركس الشهيرة، التي جاءت في الأطروحات الإحدى عشرة، رداً على فيورباخ، والتي تقول: «لقد اكتفى الفلاسفة حتى الآن بتفسير العالم بطرق مختلفة، لكن المهم هو تغييره». اليوم، ونحن نعيش في عالم الخوارزميات، نتساءل؛ هل تسونامي المعلومات الذي يتجاوزنا وبشكل وفير ومباشر، يغنينا عن التفكير والتفكر؟ يبدو أن كتاب حنّة آرندت «حياة العقل» (1978)، مازال آنياً. وفيه تتناول «ماذا يحدث عندما نفكر؟» وهو السؤال الذي ركزت عليه في كتابها المنشور بعد ثلاث سنوات من وفاتها، والذي نستكشف فيه ماهية التفكير، وأين ومتى بالفعل، يحدث ذلك. بدايةً، فالتفكير يختلف عن المعرفة، إذ تُركز المعرفة على الحقائق أو الظواهر التي سبقت مواجهتها في الواقع، بينما يُركز التفكير على ما لم يُكتشف أو يُبرهن عليه بعد. في اللوحة الشهيرة لرودان المسماة «المفكر»، يبدو لنا فيها، في وضعية نموذجية، يده تحت ذقنه، وهو يحدق في المشهد الضبابي غير المحدد بعد، إذ يبدو لنا أن المشهد المُفكَّر به مغطى، دائماً، بطبقة من الثلج. ونلاحظ أن شيئاً يبرز هنا وهناك؛ تماماً كما بعض الكلمات أو بعض الذكريات التي تقفز إلى الذاكرة على شكل شظايا. يوحي هذا التمثال أنه من دون التحلي بالصبر وسعة الخيال والمسح البديهي لأفق الفكر، لا يمكن القبض على أي فكرة، وإن التفكير يتطلب عقلاً ترابطياً منفتحاً وحيوياً. ثم تطرح آرندت السؤال المحير حول «أين» و«متى» نكون عندما نفكر. ولكن هل للتفكير زمن محدد؟ تلاحظ آرندت أن التفكير «يبقى دائماً مشوشاً، خارج النظام. وذلك، لأنه يقاطع جميع الأنشطة العادية». التفكير ينقلنا إلى مكان آخر، يمكن فهمه كنوع من «العالم الوسيط» - بين العالَم والشخص المُفكر - حيث تتوقف عقارب الساعة، التي تعدّ تحسب الزمن وترتب الأحداث ترتيباً زمنياً. بينما ونحن نفكر، نجد أنفسنا في «زمنٍ بيْني»، كما كتبت آرندت، «يُنشئ فجوةً بين الماضي والمستقبل». هذه الفجوة، كما في زرادشت نيتشه، تُخلق تحت البوابة التي كُتبت عليها «اللحظة»، والتي تتصادم تحتها مسارات المستقبل والماضي. من هذا التصادم تنشأ «اللحظة الدائمة»، أو الآن الدائم، الذي كان يُطلق عليه في فلسفة أواخر العصور الوسطى اسم «nunc stans نونك ستانس». من الناحية اللغوية، يُعدّ المصطلح اللاتيني «نونك ستانس» تناقضاً لفظياً لأنه يجمع بين مفهومين متعارضين - طبيعة اللحظة العابرة وديمومة الوقوف - مما يخلق معنى جديداً. ويشير هذا «الوقوف الآن» - من بين أمور أخرى - إلى مصطلح «nunc aeternitates نونك أتيرنيتيس» أي (الآن وإلى الأبد)، الذي كان يُعتبر «استعارة للزمن المقدس أو الإلهي والأبدي» في فلسفة العصور الوسطى. ويمكن فهمه على أنه التقاء محورين زمنيين متعارضين في لحظة «أبدية». تصف آرندت الخرق الذي يُحدثه الفكر في الزمن الكرونولوجي بأنه «الأثر الصغير غير الملحوظ للَّازمن». وتتابع: «فقط في خرق (نونك ستانس) يمكن للوجود الإنساني المراوغ أن يكشف عن نفسه كاستمرارية خالصة لـ(أنا)». كما أنها توضح حالة غامضة إلى حد ما، من خلال مثل معروف عن كافكا: يدخل شخص مفكر في معركة مع خصمين خائفين، أحدهما «يدفعه من الخلف والثاني يمنعه من التقدم إلى الأمام». وكان على المفكر أن يقاتل مع كليهما مراراً وتكراراً، لكن حلمه هو أن «يتمكن، في يوم من الأيام، وفي لحظة غفلة، من القفز من خط المعركة، لكي يصبح حكَما على خصميه المتقاتلين مع بعضهما البعض». التفكير ينقلنا إلى مكان آخر، يمكن فهمه كنوع من «العالم الوسيط» التفكير ينقلنا إلى مكان آخر، يمكن فهمه كنوع من «العالم الوسيط» بمعنى آخر، من يقف في «اللحظة» يواجه كلا الزمنين في آنٍ واحد. وهكذا، من خلال الوقوف بانتباه في «المنتصف»، يمكن لـ«الجديد»، الجديد غير المتوقع، أن يأتي إلينا من الماضي. لذا، لا يمكن لأي شخص يقف في اللحظة الراهنة أن يتجنب أي شيء أو يختبئ وراء أي عذر. لهذا السبب، يرى نيتشه أن الإنسان الشجاع المُتشبث بالحياة هو وحده من يُدرك الخلود في هذه اللحظة. إنها مقولة رائعة، خلدها العديد من الفلاسفة، ويدركها كل من فكر أو أبدع في تلك الأثناء. نقول إن الزمن توقف للحظة، لأننا لا نملك كلمات لوصف هذه اللحظة، لكن الزمن، بالطبع، استمر ببساطة. لقد حررنا أنفسنا إلى أجل غير مسمى من التجربة التي، عادة، يسجننا فيها الزمن - تجربة المحدودية والاضطراب والزوال - ودخلنا في اتصال مع بُعد زمني أغنى وأوسع وأكثر خصوبة بكثير. ولهذا السبب فإن «الذات المفكرة لا عمر لها»، كما لاحظت آرندت، وهي في سن السبعين تقريباً؛ لأنه كم يجب أن يكون عمرك إذا كنت خارج الزمن أثناء اللحظة غير المحروسة؟ ليس للتفكير مكان إقامة ثابت. الآن بعد أن تعرفنا على الإجابة التي تخص «متى» نفكر، تحاول آرندت أيضاً الإجابة على سؤال «أين». حسب قولها، فإن مساحة الفكر هي في الواقع «لا مكان» أو «يتوبيا». وذلك «لأن التفكير لا يملك وطناً؛ فهو يتمثل على شكل غياب وينسحب من وجود الأشياء». وفقاً لمبدأ «المايوتك maieutic» السقراطي، ينشأ التفكير هنا. هذا المصطلح اليوناني الذي يشير إلى «قابلة - مولدة» - وصف به سقراط طريقته، التي كانت تهدف إلى مساعدة العقل على «ولادة» الأفكار. إنه حوار يجري بين الناس وداخل الموضوع نفسه، ويحرك كل ما هو ثابت في داخلنا. إن الذات المفكرة هي متجولة أو «بدوية»، لا تتجه نحو معتقدات أو أفكار ثابتة، بل «تتجه نحو ما لم يتم التفكير فيه بعد». ليس للتفكير مسكن ثابت؛ ولأنه بلا مأوى، يمكنك ممارسته في أي مكان في العالم، ويُفضل أن تكون متجولاً مغترباً. هذا ما كتبته آرندت عندما كانت تعيش في باريس: «طوبى لأولئك الذين ليس لديهم وطن، لأنهم ما زالوا يرونه في أحلامهم». إنها نسختها لمقولة بول فاليري الشهيرة: «Je pense donc je ne suis pas» «أنا أفكر، إذن أنا لستُ موجوداً». في التفكير، لا بدّ من اختراق حضور الأشياء والذات من أجل إلقاء الضوء على شيء ما، في طي الغياب. فمن دون ساعة على معصمه وسقف دائم فوق رأسه، يحاول المُفكِّر مراراً وتكراراً الدخول في حوار داخلي مع نفسه ومع العالم

الشرق الأوسط / الاثنين، 17 نونبر 2025
الجسد... الوعي والحرية واللغة والآخر

قد تبدو الكتابة عن الجسد مثيرة للجدل، لكنها ستبدو أكثر إثارة حين تتحول إلى سردية تتجاوز الممنوع، وتستفز المخفي من السيرة، ولما يمكن أن تحمله من الهواجس والمكبوتات، لا سيما تلك التي تتحدث عن علاقة الجسد بالوعي والحرية واللغة والآخر، إذ لا يحضر هذا الآخر بوصفه شبحاً، بل جسدٌ له إغواءاته وشهواته، وربما عدوانيته في تمثيل الانتهاك والاغتصاب والمراقبة والحبس. الجسد في هذا السياق ليس غامضاً، وليس إيروسا مجرداً، بقدر ما هو رهان وجودي، وتمثيل للذات في صراعها التاريخي والجندري، وأن ما يكتنفه من الغموض والاختباء لن يكون بعيداً عن علاقة ذلك بالسلطة والهوية والخطاب، وهذا ما يدفعه إلى توظيف الحكي بوصفها حافظاً للزمن كما يقول بول ريكور، لمواجهة سرديات الحذو والتابو، ولما يتداعى منهما عبر السيرة والمقدس والاعترافات. توظيف سردية جنوسة الجسد تدخل في خيار تشكيل تاريخ مضاد أو سري، أو في تحويل موضوع الجسد إلى نصٍ عيادي كما في الروايات النفسية، أو إلى نص مراقَب كما في الروايات البوليسية، أو إلى نص شهواني يعمد إلى خرق المألوف، كما في روايات ألبرتو مورافيا، أو فلاديمير نابوكوف، أو حتى في روايات فرانسو ساغان وسيمون دي بوفوار وغيرهم. في معظم أعمال هؤلاء الكتاب، يتحول الجسد إلى رهان متعال لتمثيل التمرد والشهوة، والى نص وجودي وفلسفي، تؤسطره الأساطير والأسفار والمغازي والحكايات، أو تؤطره المفاهيم، حيث يتبدى حضوره السردي عبر الصراع ومستوياته وأقنعته المتعددة، وعبر التمثيل الجنسوي والطبقي والجندري. هنا، يستدعيه الكتّاب والمؤرخون والحكواتيون، الجسد وكأنه رافعة سيميائية تنكشف من خلالها أوهامه في البطولة أو في الحب، أو تحولاته في الاغتراب والخيانة والانسحاق، والى ما يجعل منه عنواناً لتمثلات رمزية في القص، حيث الجسد الحكواتي، أو في الصراع السياسي حيث الجسد الآيديولوجي الثوري، أو في الجندر حيث الجسد الشهواني المتمرد، الذي لا يفصل علاقته بالجنس عن علاقته بالوجود، ولا يفصل وعيه بالحرية عن تمرده وشغفه بالبحث عن الإشباع الداخلي، بوصفه تعويضاً عن العجز والعطب والخواء، أو بوصفه تمثيلاً لمواجهة الفقد والانتهاك، أو تمثيلاً للرفض والاحتجاج إزاء الخارج المتوحش، الصانع للسجن والرقابة والشر والحرب والاغتصاب. عدد كبير من الروايات العربية استغرقها هذا التحول الفارق، فوجدت في الجسد مجالاً لتمثيل مستويات بنائها السردي، أو للكشف عن صراع شخصياتها في تمثيل وجودها، وفي التعبير عن هوسها بالحرية والاعتراف واللذة الغائبة، أو لتعرية علاقتها بمحنة «الواقع العربي» عبر لا وعيها النكوصي المسكون بسايكوباثيا القمع والاغتصاب والتغييب، والتي كثيراً ما تحضر بوصفها كناية عن التغريب الطبقي والفشل الثوري، أو عن القمع والإخصاء السياسي، كما في روايات عبد الرحمن منيف أو عبد الرحمن مجيد الربيعي أو حيدر حيدر أو الطاهر وطار، أو بوصفها تمثيلاً لفحولة تعويضية كما في روايات جبرا إبراهيم جبرا أو علي بدر مثلاً. لكن حضور الجسد بوصفه الإيروسي هو ما يُثير الجدل حول علاقة هذا الجسد بالوعي والرغبة، وبالتمرد على التاريخ والتابوات الاجتماعية والدينية، إذ يتحول الجسد إلى رهان سيميائي للذات الباحثة عن وجودها وهويتها وإشباعاتها الرمزية، وللتورية بها مع الشبهات السياسية، مثل روايات أيمن الدبوسي، سلوى النعيمي، علوية صبح، إبراهيم بادي، علي المقري، أمل الجراح، أمين الزاوي، فضيلة الفاروق، حزامة حبايب، منى برنس، علية ممدوح، حنان الشيخ وغيرهم. تحولات هذا الجسد المُراقَب، والمقموع، والمخصي لم تكن بعيدة عما تصنعه السرديات، تلك التي تجعله فضاءً لتمثيل وقائع الصراع السياسي والاجتماعي والطبقي، ولإيقاظ ما هو مخفي من مكبوتها النفسي والشهواني والعدواني، حتى بدت الكتابة عنه وكأنها خزّان «مونودراميا» للذات التي تجعل من اعترافها التطهيري، ومن صوتها الداخلي وكأنهما أقنعة لتورية المعارضة والرفض، وعلى نحوٍ دفع بعض الروائيين والروائيات إلى استمراء لعبة الكتابة عن الجسد، بوصفها كتابة ساحرة وغاوية عن «سر الأسرار» وبيت الحكي والجنيات، الذي يستدعي إثارة الأسئلة التي تخص الغامض والمستور من علاقته بالتاريخ والمثيولوجيا، مثلما هو المخفي من علاقته المضطربة بالآيديولوجيا، والهوية، والجندر، والنضال الاجتماعي، وبالانتهاك الذي تتمثله السلطة، عبر خطابها ومراقبتها وقمعها. ما يحضر من تلك السرديات يتحول إلى سرديات موازية تجسّ أزمة الذات المحبطة، حيث يُستدعى «الجنس» بوصفه تمثيلاً تفريغاً، أو كناية عن العقد النفسية والمراضة الاجتماعية، وأزمة إحباط البطل في الرواية العربية، حيث يتبدى هذا الإحباط عبر استيهامات الذات والهوية واللغة، أو عبر استيهامات مضادة للذات المعلولة، حيث شهوة «الافتراس» الجنسي، افتراس «السجين» أو افتراس المُختطف، أو افتراس القاصر، كتعويض رمزي عن غياب الإشباع الطفولي، كما في رواية «لوليتا» مثلاً، وفي سيرة «الاعتراف بلا اعتذار» للروائي الروسي إدوارد ليمنوف، وحتى رواية مثل «برهان العسل» للكاتبة سلوى النعيمي، التي تجد في علاقة الجسد بالأفكار نوعاً من تعويض الغائب، من خلال المواجهة مع المكبوت في كتب التاريخ. مثل هذه الروايات العربية لا تحكي عن سيرة خذلان الجسد، ولا عن اغترابه الجنسي والسياسي، بل تكشف عن تاريخ تحولاته، وعن المخفي من علاقته بـ«النسق المضمر» الذي يتوارى خلف لغة متوترة، وحكايات تستعيد أنموذج الليالي، أو أنموذج الحكواتي الشاطر

الشرق الأوسط / الاثنين، 17 نونبر 2025
تحولات البشر والمكان في رواية لبنانية

عن دار «الشروق» بالقاهرة، صدرت الطبعة المصرية من رواية «ميكروفون كاتم صوت» للكاتب اللبناني محمد طرزي التي سبق لها الفوز بجائزتي «نجيب محفوظ» و«كتارا» للرواية العربية. تعكس الرواية سمات السرد عند المؤلف من حيث التركيز على أصوات المهمشين وتوظيف تقنيات الكوميديا السوداء. وتتميز كذلك بعناصر استعارية ومجاز عميق وشخصيات قوية وأسلوب سردي يعتمد على السهل الممتنع، وبرغم أنها تتحدث عن لبنان اليوم فإنها خرجت من محدودية المكان والزمان المفترض لتكتشف واقعاً إنسانياً عاماً عن أزمة الإنسان المعاصر في مدن تدفن الروح وتقتل الحلم. يقدم محمد طرزي تشريحاً للبنان الصغير جغرافياً، صاحب الجراح الكبيرة على مستوى الروح، في الفترة من 2018 إلى 2022، أي الحقبة التي تحيط بانهيار العملة اللبنانية والانفجار في المرفأ حيث نتعرف على شخصيات متنوعة ومهمشة تكافح لفهم الحياة والبقاء على قيدها في ظل ظروف تزداد صعوبة. ومن أجواء الرواية نقرأ: «ألقى سلطان نظرة هادئة على شواهد القبور المغسولة بالمطر المتلألئة كالمروج البيض في أولى ساعات الصباح، لم تكن الشمس قد أشرقت بعد لكن الأفق مضاء وفوق البحر سحابة طويلة بلون البنفسج. نزل درجات ثلاثاً ومضى يسير ببطء بين القبور ممسكاً بكوبه الساخن المزين بالأزهار، استقر عند شجرة فيكوس معمرة جلس تحت أغصانها الفضية مستسلماً للدقائق السحرية الأولى من النهار. رنت في الجو ضربات الحفار فرفع الشاب رأسه وتطلع نحو الرجل الذي يدك الأرض دكا مخرجاً من جوفها رملاً رطباً يكدسه بمحاذاة عربة يد صغيرة، نهض بعدها واقفاً ومشي بهدوء نحو مصدر الصوت متلمساً القبور وماسحاً عن شواهدها الندى. رفع الحفار الواقف في الحفرة الغائرة عينيه مصلحاً قبعة القش فوق رأسه، رد التحية بوجه عابس يُعرف به ويعطي تفسيراً لتسميته بـ«أبو الغضب»، ارتطم رفشه بنتوء صخري فمتخط بقوة ماسحاً أنفه بظاهر كفه قبل أن يثبت الرفش تحت الجسم الصلب ويشده بنفس مقطوع: (أوه...أوه...) تأمل سلطان الحفرة السوداء، بدت مثل فم نهم لا يميز بين روح كبيرة وأخرى صغيرة فيما الحفار بدا وهو يعض لسانه مثل طبيب أسنان أبله يجاهد لاقتلاع ضرس الأرض المسوس حتى يستبدل به جثة إنسان (أوه...أوه). زفر الحفار، شد ظهره للخلف واضعاً يديه عند مستوى كليتيه ورد مكلماً نفسه: (صعبة) ثم توجه إلى سلطان طالباً إليه مناولته المعول الملقى بجانب الحفرة. انزلقت قبعة القش على عيني الحفار فأصلحها وشرع يضرب بقوة الكتلة الصخرية، نبح كلب وصاح ديك وغزت المقبرة رائحة المطر بينما الضربات تواصل دويها في هدأة الصباح. بعد عشر ضربات تقريباً تفتت النتوء الصخري، صارت الحفرة ممهدة الآن، وأصبح بوسع الوافد الجديد وضع رأسه مطمئناً فوق الرمل عله ينعم بنومه الأبدي. مع إشراقة الشمس استيقظت المقبرة شيئاً فشيئاً، ارتفعت أصوات الذين ينظفون القبور وعلت جلبة المتسولات الملفعات بالأسمال وهن يتوزعن عند الأضرحة الفاخرة»

الشرق الأوسط / الاثنين، 17 نونبر 2025
«مهرجان الدرعية للرواية» يجمع هواة الأدب بكتّاب ومؤلفين محليين وعالميين

في نسخته الثانية، يجمع «مهرجان الدرعية للرواية» أبرز الكتّاب والمؤلفين المحليين والعالميين، في تظاهرة تحتفي بالرواية والفنون السّردية بمختلف أشكالها، لتلتقي الرّواية بالموسيقى والفنون البصرية في أمسيات تفاعلية، تتناول فن السّرد بوصفه أحد أهم أشكال التعبير الإنساني، وتربط بين الإرث الرّوائي الشفهي العريق وأدوات السرد الحديثة. ويعكس «مهرجان الدرعية للرواية»، الذي انطلق الأحد، ويستمر أسبوعين، ويستقبل زوّاره يومياً من الخامسة مساءً؛ مكانة «حيّ البجيري» التاريخية الذي يتمتع بأهمية ثقافية كبيرة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، إذ مثّل الحيّ مركزاً ثقافياً ومنارةً للعلم، واستقطب العُلماء والطّلاب من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وخارجها، ويكرس مكانته مركزاً يلتقي فيه المثقفون والشعراء والمفكرون. ويُعد المهرجان أحد أبرز برامج موسم الدرعية (2025 - 2026) ملتقى للكتّاب والرواة والقرّاء من المملكة والعالم، حيث يحتفي بالكلمة والسرد. ويجمع المهرجان بين العروض القصصية والقراءات الأدبية وورش العمل والحوارات الثقافية، ليُبرز دور الحكاية في صون الهوية السعودية ونقلها للأجيال. «ملتقى الرواة» في «مهرجان الدرعية للرواية» (واس) وإثراءً لتجربة الزّوار، يقدم «مهرجان الدّرعية للرّواية» أكثر من 40 ورشة عمل وجلسة حوارية باللغتين العربية والإنجليزية، وما يزيد على 20 محاضرة، وأمسيات مُلهمة، يشارك فيها أكثر من 30 متحدثاً من الأدباء والمتخصصين في القصة والسّرد. كما يضم المهرجان «مجلس الرّاوي» الذي يستضيف يومياً قصة مختلفة، وتجربة «قصّ لنا قصة» التي تتيح تسجيل الذكريات الشخصية والتأملات في أجواء هادئة، إضافةً إلى «من الراوي؟» حيث يمكن للزُّوار تجربة آلة بيع الكتب التي تخفي الأغلفة والعناوين؛ لتشجع على الاكتشاف والتفاعل مع قصص غير متوقعة. لقطات من أول جلسة حوارية «المرأة السعودية تعيد تخيّل الحكاية والمجتمع» ومنطقة الأنشطة التي شهدت تفاعلاً جميلاً من الزوار.لحظات مليئة بالسرد والاكتشاف والطاقة الإبداعية التي يعكسها مهرجان الدرعية للرواية.#موسم_الدرعية#قصتك_تبدأ_هناHighlights from the first panel discussion,...pic.twitter.com/UDUhEN0z83 — Diriyah Season | موسم الدرعية (@DiriyahSeason)November 17, 2025 علاوةً على ذلك، يقدم المهرجان تجربة «الدرعية بين السُّطور» التفاعلية، من خلال اختيار كبسولات صغيرة، يضم كل منها نصاً مخفياً يحوي مقتطفاً قصصياً مُلهماً، أما «رفّ العطاء» فهو عبارة عن عربة مخصّصة للتّبرع بالكتب. وصمم «ملتقى الرُّواة» كزاوية أدبية سهلة الوصول، تضم 6 أجنحة توفّر فرصاً للاكتشاف والتصفّح والتّفاعل المُباشر مع عالم الأدب في أجواء ثقافية مُثرية. pic.twitter.com/wOcrQVlkgE — Diriyah Season | موسم الدرعية (@DiriyahSeason)November 17, 2025 ويُسهم «مهرجان الدرعية للرّواية» في تعزيز الهوية الثقافية الأصيلة لحيّ البجيري التاريخي، من خلال الاحتفاء بالقصص التي تعكس التجارب الإنسانية المحلية والعالمية، مع جذور متأصّلة في التُّراث السعودي، ضمن تجربة أدبية تربط بين الماضي والحاضر، وتبرز الدرعية مركزاً ثقافياً عالمياً تتقاطع فيه التجارب الإنسانية، وتلتقي فيه القصص السعودية بروحها الأصيلة مع الأساليب السّردية الحديثة. يُذكر أن «موسم الدرعية 2025 - 2026» يأتي استمراراً لرؤية هيئة تطوير بوّابة الدّرعية في تعزيز مكانة الدرعية؛ كمهد للدولة السعودية ومنصة دائمة للتفاعل الثقافي، حيث يتضمن الموسم برامج تعكس القيم السعودية الأصيلة بأسلوب معاصر، بما يتماشى مع المُستهدفات الثقافية والسّياحية اللتين تعدّان من ركائز التنمية المُستدامة في «رؤية السعودية 2030»

هبة بريس / الاثنين، 17 نونبر 2025
دعاء لحياوي تستعد للمشاركة في حفل جوائز الكاف

تستعد الفنانة المغربية دعاء لحياوي لتقديم مشاركة مميزة فيحفل جوائز CAF Awards، المقرر بعد غد الأربعاء في العاصمة الرباط. ومن المرتقب أن تقدم لحياوي خلال الحفل باقة من أغانيها الشهيرة، في عرض فني ينتظره كبار الشخصيات الفنية والرياضية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية. وتشكل هذه المشاركة فرصة للفنانة المغربية لتأكيد حضورها الفني وإبراز موهبتها أمام جمهور واسع من محبي الموسيقى والرياضة العربية والإفريقية

هبة بريس / الاثنين، 17 نونبر 2025
مهرجان الذاكرة المشتركة بالناظور.. “تشويش” يعرض حقيقة مرعبة عن سرقة الأطفال ويشعل النقاش

محمد زريوح تتواصل فعاليات مهرجان الذاكرة المشتركة فيالناظوربتقديم عروض سينمائية تعكس الواقع الاجتماعي وتسلط الضوء على قضايا إنسانية مؤثرة. كان اليوم الاثنين 17 نونبر 2025 موعدًا مع فيلم “تشويش”، الذي عرض في المركز الثقافي بالناظور بحضور لجنة الحكام وجمهور واسع. لاقى الفيلم إعجابًا كبيرًا من الحضور، إذ تناول قضية حساسة تتعلق بسرقة الأطفال وبيع أعضائهم، ما أثار العديد من النقاشات والمخاوف حول هذه الظاهرة. يستعرض فيلم “تشويش” قصة مؤلمة تسلط الضوء على معاناة الأطفال ضحايا الاتجار بالأعضاء، ويكشف عن الآثار النفسية والاجتماعية لهذه الجريمة المروعة. الطفلة في الفيلم تعرضت لأبشع أنواع الاستغلال، مما يضع المشاهد أمام واقع مرير يعيشه العديد من الأطفال في العالم. من خلال سرد درامي مشوق، يقدم الفيلم صورة حية للمعاناة التي تصاحب هذه الظاهرة على مستوى الأفراد والمجتمعات. وتميز العرض بتفاعل كبير من الحضور، حيث أثنت لجنة الحكام على الأداء التمثيلي المتميز والسيناريو المحكم الذي يعكس عمق الموضوع. كما عبّر الجمهور عن تقديره للجهود المبذولة في تسليط الضوء على قضية تهم الجميع، مما دفعهم إلى التفكير مليًا في كيفية معالجة هذه الظواهر الاجتماعية التي تمس الأطفال بشكل مباشر. وتتواصل فعاليات مهرجان الذاكرة المشتركة بعرض مجموعة من الأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية التي تعالج قضايا اجتماعية وإنسانية متنوعة. يهدف المهرجان إلى نشر الوعي المجتمعي وتعزيز الحوار الثقافي بين الأجيال من خلال أفلام قادرة على تحفيز التفكير النقدي والتفاعل مع القضايا الراهنة. تسعى العروض السينمائية في المهرجان إلى إثراء المشهد الثقافي في الناظور، حيث تعمل على تقديم أفلام تسلط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمعات في شتى أنحاء العالم. بهذه الطريقة، يصبح المهرجان منصة هامة لتعزيز فهم أعمق للقضايا الإنسانية التي تمس الجميع. من خلال هذه الفعاليات، يقدم مهرجان الذاكرة فرصة فريدة للجمهور للتفاعل مع القضايا المعاصرة عبر الفن السابع، ويشجع على التفكير النقدي في حل هذه التحديات. كما يواصل المهرجان تقديم أفلام تحفز الوعي وتدعو إلى التغيير الاجتماعي من خلال الارتقاء بالفكر الثقافي في المنطقة

يابلادي / الاثنين، 17 نونبر 2025
مطارات المملكة تتزين بألوان كأس أمم إفريقيا 2025 توتال إنيرجيز

شرع المكتب الوطني للمطارات في تنفيذ حملة واسعة النطاق لتمكين المسافرين من عيش أجواء أكبر حدث رياضي في القارة، كأس أمم إفريقيا 2025 توتال إنيرجيز. وأفاد بلاغ للمكتب أنه، بالتعاون مع اللجنة المحلية المنظمة والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وعشية حفل جوائز الكاف 2025 الذي سينظم في 19 نونبر بالرباط، وفي إطار الاستعداد لكأس أمم إفريقيا 2025 توتال إنيرجيز، يتم الشروع في تنفيذ سلسلة من الأنشطة داخل مطارات المملكة. ومن خلال هذه المنظومة البصرية والحسية، يعتزم المكتب تحويل فضاءات العبور بالمطارات إلى منصات احتفال حقيقية : أقواس عملاقة، مجسمات ضخمة للكأس، ممرات غامرة، ومناطق تفاعلية للمشجعين. وتهدف هذه الحملة إلى تقديم تجربة راسخة تحتفي بشغف اللعبة، إذ تم تصميم كل شيء لينغمر الزائرون في أجواء كأس أمم إفريقيا 2025 توتال إنيرجيز منذ لحظة وصولهم أو مغادرتهم، حيث يبقى الهدف هو جعل المطارات المغربية أولى ساحات الشغف وتقاسم اللحظات، لتصبح كرة القدم لغة عالمية للترحيب والفخر والوحدة الإفريقية. وفضلا عن البعد الاحتفالي، تعكس هذه المبادرة استراتيجية المكتب الوطني للمطارات القائمة على جعل تجربة السفر محور أولوياته. فبشراكة وثيقة مع السلطات الترابية لوزارة الداخلية، والمديرية العامة للأمن الوطني، والدرك الملكي، وإدارة الجمارك، إلى جانب وزارة النقل واللوجستيك، يعزز المكتب التنسيق مع مختلف المتدخلين لضمان استقبال سلس وآمن للمسافرين. وتتناغم روح الفريق مع الانضباط العملياتي وشغف الخدمة لتقديم تجربة استقبال بالمطارات تليق بحماس كرة القدم الإفريقية. وتندرج هذه الحملة ضمن دينامية أوسع يعيشها المغرب؛ دينامية بلد يتنفس كرة القدم ويحتفي بها. فبفضل إنجازات أسود الأطلس، ومنتخب فئة أقل من 20 سنة، وبفضل الشغف المشترك مع شعوب القارة، تجسد كأس أمم إفريقيا 2025 توتال إنيرجيز صورة إفريقيا متحركة، فخورة وطموحة، توحدها الرياضة. وقد تم الشروع في تفعيل هذه المنظومة لاستقبال الوفود، ونجوم كرة القدم الإفريقية، والمرشحين، والمسؤولين، ووسائل الإعلام الدولية القادمة إلى المغرب لحضور حفل جوائز الكاف 2025. ويتواصل هذا الزخم تدريجيا وبوتيرة متصاعدة إلى غاية كأس أمم إفريقيا، المقررة من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026. وستواكب هذه المجهودات المكثفة تدفقات المسافرين قبل وأثناء وبعد المنافسة. وخلص البلاغ إلى أن هذه المبادرة من قبل المكتب الوطني للمطارات وشركائه تجسد تكامل الجهود بين مختلف الفاعلين الوطنيين الملتفين حول الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. فمن مدارج المطارات إلى مدرجات الملاعب، ومن قاعات المطارات إلى الملاعب، سيصدح صوت واحد : المغرب يستقبل إفريقيا بشغف وفخر

جميع الحقوق محفوظة لموقع رعد الخبر 2025 ©