الجديد

هسبريس / الاثنين، 28 أبريل 2025
شهادات تبسط مسار الناقدة رشيدة بنمسعود بين الكتابة والنضالات الحقوقية

تعقّبٌ لمسار ناقدة مغربيّة بارزة ارتدت فيه قُبعات كثيرة ومختلفة، أجراه المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثلاثين إنصافًا للباحثة رشيدة بنمسعود. وجمعت الفعالية مجموعة من الأسماء التي تربطها علاقات إنسانية، أدبية، معرفية أو أكاديمية معها، للإدلاء بشهادات في حقّ “مناضلة سياسية وحقوقية وكاتبة، مدافعة عن الإبداع النسائي من خلال بناء منهجي متحرّر من الحساسية الجندرية والمزايدة باسم جنس معيّن”. الكاتب والناقد محمد آيت العميم وصف بنمسعود بـ”المناضلة المتزنة والأصيلة”، مضيفا أنها “حققت تراكماً كبيراً من الخبرات المعرفية، من خلال منجزها، سواء على مستوى الفكر، أو النقد، أو النضال في مجال حقوق المرأة، أو في السياسة”، فقد “متحت من اسمها خصائص ميزتها في الأوساط الثقافية والسياسية والنضالية، فتتمتع برُشد، وعقل هادئ، وتبصّر؛ هذا الرشد طريق لمفتاح السعادة، وتحقيق صلابة الإرادة، وإدارة الأمور على وجهها الصحيح”. وعبّر آيت العميم عن سعادته بالفرصة التي أُتيحت له كي يشهد في حقّ امرأة يكنّ لها احتراماً كبيراً، وقال: “حين قرأت كتبها، قلت: يا بُشراي، هذه كتب حقيقية، تفتح للقارئ أفقاً جديداً للتفكير في قضايا ظلّت مدة طويلة مَظنّة سوء الفهم أو التفاهم، فكانت نعم دليل وسط الغابة ذات السُبُل المتشعبة”، مضيفا “كنت أنقّب طيلة حياتي عن أخبار النساء (…)، لكن ما وصلنا من تراثهن عبثت به الأيدي، وأخفت الكثير منه”. وشدد على وجود “أيادٍ خفيّة” عملت على “سحب كمّ هائل من شعر النساء لغايةٍ في نفس الرجل، الذي لم يكن باستطاعته تقبّل المزاحمة”. وتابع قائلا: “أعتقد أن الرجل صاحب العقل الذكوري يخاف من هذه المزاحمة (…)، لكني حين قرأت بنمسعود وجدت في كتبها أنفذ حجّة، وكانت تجيب عن أسئلة ظلّت عالقة في ذهني، فوجدت لديها الجواب الشافي والكافي.. كيف لا وهي تُعتبر ناقدة وكاتبة طليعية ورائدة؟”. وأضاف “منذ صدور كتابها الذي تحوّل إلى عمدة الدراسات حول الكتابة النسائية عام 1994، رغم أنه أُنجز في تاريخ قبل هذا، عام 1987، وربما هو أبعد من ذلك من حيث الانشغال والتأمل، جاء عملها ناضجاً منذ صدوره، وكان مُلهِماً لتَتَالى الدراسات في هذا الموضوع”، مشيرا إلى أن “العتاد المنهجي العلمي، لاسيما المنهج السيميائي، الذي درسته في أصوله بفرنسا، مكنها من التحكم في موضوعها: المرأة والكتابة، سؤال الخصوصية، بلاغة الاختلاف”. وأوضح أن “العنوان يحمل بداخله أطروحة الكتاب، أي البحث عن وجود حساسية نسائية فيما تكتبه المرأة، والتنقيب والكشف عن خصوصية الكتابة النسائية، ومن ثم مساءلة التراث الأدبي عن حدود وإمكانيات وجود أدب نسائي متميّز، بغية تأريخ هذا السؤال وتجاوز المنظور النقدي الذكوري، الذي يحاول أن يجعل المرأة المُبدعة مجرد صدى واسترجاع لما يكتبه الرجل”، مضيفا “توقفت عند الاختلافات الموجودة بين الجنسين عند استعمالهما للغة، إذ لا يمكن فصل الأدب عن اللغة”. “توقفت أيضاً عند حضور الثقل التاريخي باعتباره مكوناً عاملاً فيما تكتبه المرأة”، يقول آيت العميم، قبل أن يتابع “بما أن الكاتبة صاحبة مشروع واضح المعالم وتعرف وجهتها، فقد عززت ذلك بكتاب آخر يحمل عنوان جمالية السرد النسائي، مبتعدة عن الأسئلة النظرية، واجترار الأسئلة التقليدية، وإنتاج الخطاب السجالي، إذ سعت من ورائه إلى تعميق أطروحتها، والوقوف عياناً على طبيعة الكتابة النسائية ومغايرتها”. الكاتبة والأديبة العالية ماء العينين أشارت في بداية شهادتها إلى أن الأكاديمي سعيد يقطين وصف رشيدة بنمسعود بـ”النقرة الصافية”، وقالت: “هذا وصف يمتلك قوته ورمزيته انطلاقًا من شخصية قائله ومكانته أخلاقياً، وعلمياً، ونقدياً؛ فيقطين عندما يقول كلمة أو يختار لفظاً لا يكون ذلك عبثاً، فهو اختار “النقرة”، أي الفضة، بلفظها المغربي الخاص، وهو لفظ يرمز إلى الخصوصية، التفرد والتميّز”. وأكدت ماء العينين أن اسم المحتفى بها “له مكانته في المشهد الثقافي، والعلمي، والوطني المغربي؛ تجربة ناقدة، ومثقفة، ومناضلة سياسية”. وقالت إن “الاعتراف بريادتها كناقدة يكرّس بصمتها الخاصة في مسار النقد الأدبي في المغرب عموماً، ولكن بالنسبة للنساء بشكل خاص. فهي، وإن كانت جزءاً من حركة نقدية نسائية عربية، إلا أنها حققت الريادة في مشروعها النقدي”. وأوضحت أن “النقد قد يكون اختياراً أتى نتيجة مسار علمي معين، لكنه أحياناً يمثل جزءاً من شخصية الإنسان، قَدَراً أو طريقاً مرسوماً، تلقّفته روح تتلمّس خطواتها الأولى، تطرح الأسئلة وتقاوم السائد في حركة دائمة، بحثاً عمّا يتيحه العقل من مسارات التفكير والتأمل والتساؤل”، مشيرة إلى أن “بنمسعود كانت من اللواتي فتحن أعينهن على السؤال والتساؤل، في وسط عزَّز في روحها أهمية المعرفة؛ فقد لقّنت جدتها والدتها كل ما هو جميل في التقاليد الفاسية الأندلسية، فكانت مع والدها محرّكاً أساسياً لتعليمها مع إخوتها. البداية من دار الفقيهة الشريفة بنيجيى، امرأة استثنائية”. واسترسلت قائلة: “إذن البداية كانت على يد امرأة فقيهة، وهذا درس عميق من دروس الحياة الذي رافقها طويلاً”، مسجّلة أنه “في هذا الجو المفعم بالمعرفة والذكر والجمال كان للمرأة حضور كبير في بدايات رشيدة، ورسم معالم شخصية نسائية استثنائية سيكون لها شأن في محيطها ومجتمعها، وطنياً وعربياً. وهكذا كتبت رشيدة سيرة نساء طمرتهنّ عقول راكدة، مغمورة تحت وطأة التّحجّر والتسلّط”. وتابعت أن الناقدة البارزة كانت على موعد مع أول تجربة جمعوية في سنوات الدراسة الثانوية، عندما أسست مع صديقاتها جمعية “الخُديجات”، نسبةً إلى خديجة زوجة الرسول محمد، موردةً أنه عند “التأمل في اسم الجمعية يفكّر الإنسان أن هذه الشخصية لا بدّ أنها لامست أذهان المنتسبات إلى الجمعية، فهي امرأة تشكلت وتكاملت قبل زواجها بالرسول، وكانت سيدة أعمال بلغتنا المعاصرة، ولها استقلاليتها المادية”. وسجّلت ماء العينين أنها تعرفت على المحتفى بها علمياً أولاً، قبل أن تتعزّز العلاقة بالمودّة والصداقة. وقالت: “ربما التقينا في بعض مؤتمرات اتحاد كتاب المغرب، لكنني تعرفت عليها كناقدة عندما كنت أبحث في الشعر النسائي الحسّاني “التّبراع”، مضيفة “منذ أن اطلعت على هذا الإبداع، وأنا فتاة، صار اهتمامي به يتجه نحو البحث العلمي (…) قرأت كتاب المرأة والكتابة لبنمسعود، فوجدت فيه إجابات وافية عن أسئلتي؛ والأهم أنني اكتشفت تجربة نقدية نسائية رائدة”. الصحافي والكاتب عبد الحميد الجماهري طرح سؤالاً: “كم من سورة تلزمنا لتلخيص حياة الكاتبة، والسياسية، والمناضلة، والبرلمانية، والأكاديمية، والمثقفة، والحقوقية، والباحثة، والناقدة، والمغربية رشيدة بنمسعود؟”، وأجاب “ليس للحيرة في السؤال من جواب سوى الاستحالة، طالما هي حياتها مترامية المعنى والشساعة، فيصبح من المستحيل تلخيصها”، معتبراً أن “الجواب يُضمر فيه السؤالُ عجزَه، ويُضمر فيه السؤالُ سؤالاً آخر: كيف استطاعت هي، الواحدة، أن تعيش تعددها، فتعيش الممكنات الكثيرة في تعدديتها، وتربّت عليها لكي تتعايش جنباً إلى جنب في شخصيتها الوحيدة والفردية؟”. وواصل الجماهري شهادته قائلاً: “الجواب يكمن في أنها استطاعت ما يستحيل عند الكثيرين والكثيرات منا، لأنها لم تكن لتعترف به أنه مستحيل، أو ببساطة لم تكن تعرف أنه مستحيل”، معتبراً أنها “أجيال من النساء في أنثوية واحدة، فليس هناك موطن عمل لم تطأه تجربتها الفريدة: من العمل الحقوقي إلى العمل الثقافي، من اتحاد الكتّاب إلى الجمعيات، من العمل الديمقراطي في معبده السياسي، الحزبي، والنقابي، والمؤسساتي في البرلمان، إلى العمل الجماعي في القضايا النسائية”. وتابع قائلا: “من المفارقة أن من رآها عدّد مستحيلات غيرها ما بين المنابر والمجلات، بين الكتابة عن التفرّد المغربي في ترويض المستقبل، والتعدد الديمقراطي في مسارات الحياة الوطنية، لها اسمها وطريقها الذي جهّزت سبيله بالجد، وسارت تتقدّم فيه واثقة، مخفورة بالوعود دوماً”. وأضاف “لقد تحققت هويتها الفردية المنسجمة والمتماسكة في الكيان وفي الوجود، فتوزّعت ذاتها بين هويات متعددة، في الفعل كما في التفكير، في وقت كانت رفيقاتها، أجيالاً وفرادى، يمكثن في مربعات متعارف عليها، منهنّ من تستنفد العمر كله في المتاريس السياسية لوحدها”. وحُبّب إلى الجماهري من شؤون سيرتها “الشعر، وفلسطين، والانتقال الديمقراطي، وروعة الوجود الأنثوي في الأدب الخالي”، ذاكراً أن “له معها قواسم درويشيات المياه الباطنية، التي تنادي قارئها من خلال ما وجدته هي في جماليات المكان، في صور فلسطين، وهي تحضر باسمة مع عرفات ومع مارسيل خليفة، وفي الأدب وكل ما يضم هويتنا الفلسطينية مثل سحر خليفة. ولقد أسعفتني بدورها عندما تكثفت في سيرتها روافد الأكاديمي والأدبي، وتكثفت الأمكنة التي تجمع السحر من أطرافها. ولي في ذلك اختيار واضح في البحث عن زواج السحر الثوري بالسحر البرجوازي الأنيق، ما بين ظهر المهراز وباريس”. وأشار الجواهري إلى “تفردها، هي التي حملت أحلام ظهر المهراز، وجعلته أعلى تلة في الإطلالة على المغرب المُشتهى، وحملته معها إلى صدر أمه في برية باريس، وتطعم بذلك نفسها المحلّي بالهواء الكوني، وتعدّدت ينابيعها بعد أن علم كل الناس مشربهم؛ فصار لباريس في قلبها كومون وكومونة، واتجهت إليها بمناخات الحرم الجامعي المغربي في نهايات سبعينيات القرن الماضي كما لو كانت تبحث لجمهورية ظهر المهراز عن بدايتها في الكومونة الباريسية، كما لو كان طريقها هو الجسر العلمي الإجباري للربط بين الوطني والكوني في رمزيات الفضاء المنفلت”. بعد الإصغاء إلى كافّة الشهادات، قالت بنمسعود: “أعتبر أن الحديث عن المرأة والكتابة، والبحث في مشروعية القول بالخصوصية والاختلاف في ما تكتبه المرأة، لا يُعد ترفًا ولا مزايدة أو تحيزًا أو تحاملًا، ولا حتى نزوعًا نحو الترتيب والتفاضل بين ما يكتبه الرجل وما تكتبه المرأة من أدب، بقدر ما هو عمل منهجي موضوعي له مشروعيته وشرعيته ما دامت الكتابة صوتًا للفكر، ووسيلة للتأمل، وتجسيدًا لرؤية خاصة للعالم”. وشدّدت المحتفى بها، قبل أن تتسلّم درع التكريم من لطيفة مفتقر، مندوبة المعرض، على أن قولها بأن الكتابة النسائية مختلفة “بدأ مع أول إصدار المرأة والكتابة.. سؤال الخصوصية، بلاغة الاختلاف؛ وقد عرف هذا الكتاب صدىً واسعًا لدى عدد من الكتّاب، خصوصًا عربيًّا، وليس مغربيًّا، فوطنيًّا قليلة هي الأقلام التي انتبهت إليه، وتصدّرتها الأكاديمية والأديبة العزيزة العالية ماء العينين”، مضيفة “هناك من ناصر الفكرة وسلك مسلكها، وهناك من اختلف، وهذا حقّه. وهناك من منحني، بكل تواضع واعتزاز، موقع السّبق والريادة”، كما فعل الناقد الأكاديمي الدكتور سعيد يقطين في تقديمه لكتاب جماليات السرد النسائي. وبخصوص النشأة، قالت الناقدة والفاعلة السياسية: “وُلدتُ في مدينة القصر الكبير، المدينة التي طلع منها شعاع القمر الأحمر، والتي أخصبت رمادها القصيدة الشعرية المغربية الحديثة. مدينةٌ تجثم هادئة ساكنة عند أطراف نهر اللوكوس. تعيش بتاريخ عريق مغمور”، مضيفة “لم توفّر لنا، نحن البنات، آنئذٍ سوى ثنائية البيت والمدرسة. لا مراكز ثقافية أجنبية، لا دور شباب ترعى شغفنا وتؤطّره، لكنها غرست فينا، رغم ذلك، حبّ التعلّم وشغف القراءة. كانت عتبتي الأولى دار الفقيهة كما سبق أن قيل”. وذهبت المتحدثة مباشرةً إلى “اللحظة المفصلية”: كلية ظهر المهراز بفاس، وتابعت قائلة: “كانت قلعةً للمعرفة، والنضال، وحبّ الوطن، والدفاع عن المبادئ والحقوق”. وأبرزت أنه “في آخر يوم لي بهذه الكلية، خاطبنا أستاذ اللغويات عبد الوهاب التازي سعود، وكان حينها عميدًا للكلية، سائلاً: من يريد منكم أن يحصل على منحة ويتابع دراسته العليا بباريس؟’ فكنتُ أول من رفعت يدي من بين الطالبات في القسم. سألني: ماذا ستدرسين؟. قلت: النقد الأدبي الحديث. ردّ: لا، يمكنك دراسته في بلدك، لماذا لا تدرسين العبرية؟ فوافقت على الفور”. وأوضحت أن موافقتها على دراسة اللغة العبرية كانت بمثابة تأشيرة عبور إلى باريس. وتابعت “في باريس درست في جامعة السوربون، وكوليج دو فرانس، والمدرسة العليا. تابعت باهتمام دروس علماء كبار في السيميائيات، ونظريات الشكلانيين الروس، والبنيوية النصية عند رولان بارت، وغريماس، وآخرين”، لافتة إلى أن ما دفعها للبحث في موضوع الكتابة النسائية هو “تعدّد المواقف والتمثّلات. أولها دعوات صريحة من بعض الفقهاء والكتّاب إلى منع المرأة من الكتابة”. وأجملت المتحدثة كلمتها بالقول: “ما راكمته حول موضوع المرأة والكتابة، والكتابة والاختلاف، سيظهر قريبًا في كتاب جديد تحت الطبع، لكني أستطيع أن أقول اليوم إن ما أُسميه بـ”الكتابة الأنُوثيّة”، بدل الكتابة النسائية، ليس حكرًا على ما تكتبه المرأة فقط؛ بل هو خاصية مشتركة”، داعيةً إلى التعامل مع الحساسية النسائية كمعطى فني وثقافي، وخاصية مهيمنة، ليست حكرًا على المرأة وحدها، بل تحترق بمستويات متباينة ما يبدعه الجنسان معًا على حد سواء؛ إنها حق مشترك لخاصية إنسانية”

هسبريس / الاثنين، 28 أبريل 2025
كتاب جديد يعرف بصحافيي فلسطين

عن منشورات مركز “بيت المقدس للبحوث والدراسات”، أصدرت “وكالة بيت مال القدس الشريف – المملكة المغربية” كتابا عنوانُه “واقع الصحافة والصحافيين في مناطق النزاعات.. القدس وفلسطين نموذجا”، يقدم دراسات أكاديميين وباحثين في جوانب متعددة؛ من بينها “الحماية القانونية المعطلة” للصحافة الفلسطينية في ظل “العدوان الإسرائيلي”، وموقف القانون الدولي الإنساني من الانتهاكات ضد الصحافيين، وأسئلة تغطية المراسل الحربي للنزاعات المسلحة، ودور ومسؤولية وسائل التواصل الاجتماعي في إثراء تغطية الحروب انطلاقا من حالة الحرب على غزة. وفي تقديم العمل الجديد، قال محمد سالم الشرقاوي، مدير وكالة بيت مال القدس، إنه “من غير المنصف أن يمكث العالم، منذ عام ونيف، مشدودا إلى الشاشات، ينظر إلى خسائرنا الفادحة في غزة والضفة ولبنان، من دون أن يرف له جفن؛ لتبقى أعز انشغالات الناس، في عوالم أخرى، هي من سيكون الرئيس الجديد، بينما لا أحد منا هنا يعلم ما سيكون من أمره غدا!”. ويواجه الصحافيون في مناطق النزاعات، ومنها فلسطين، تحديات غير مسبوقة، تتراوح بين الخطر الجسدي على حياتهم، من خلال التعرض للملاحقة والاعتقال والقتل، إلى القيود الصارمة التي باتت تُفرض على وسائل الإعلام. ورغم الصعوبات، أردف التقديم، “تظل الصحافة في مناطق النزاع ذات أهمية بالغة في أداء وظيفتها الأساسية، المتمثلة في توثيق الانتهاكات الحقوقية وفضح ممارسات القوى المتحاربة، التي قد تشمل القمع أو العنف الموجه ضد المدنيين. ولا يقتصر هذا الدور على الصحافيين العاملين بشكل مباشر في مناطق النزاع؛ بل يشمل أيضا الوسائل الإعلامية التي تغطي تلك الأحداث من الخارج، في ظل القيود المفروضة على الوصول إلى المناطق المتأثرة”. ويقدم الكتاب الجديد، الذي تصدره “وكالة بيت مال القدس”، دراسات تحليلية “تستعرض، بوعي نقدي، التحديات البنيوية والمهنية التي تُعيق العمل الصحافي في سياقات النزاع، مع التركيز على الحالة الفلسطينية باعتبارها نموذجا بالغ التعقيد، لتداخل الإعلام مع الديناميات السياسية وسياقات الاحتلال”. ويشكل هذا الكتاب الجماعي، وفق محمد سالم الشرقاوي، “مرجعا معرفيا مهما لفهم تداخل الإعلام مع النزاع؛ من خلال تسليط الضوء على الأدوار المتعددة التي تضطلع بها الصحافة في بيئات مضطربة ومعقدة سياسيا وأمنيا”، بغوصه “في عمق الإشكاليات المحيطة بالممارسة الإعلامية، كاشفا عن العلاقة الإشكالية بين الإعلام ومنظومة الاحتلال، وما تفرضه من قيود رقابية وممارسات قمعية تمس جوهر الرسالة الصحافية”

هسبريس / الاثنين، 28 أبريل 2025
إرث نيتشه الفلسفي المغيب .. إليزابيث وأوهام "الطوباوية في باراغواي"

تحملنا رواية ” نيتشه في باراغواي” (Nietzsche au Paraguay) لكريستوف وناتالي برنس (Christophe Prince, Nathalie Prince)، إلى تجربة تاريخية مَنسية تتقاطع فيها الأوهام الكبرى بالمآسي الإنسانية. تسلط الرواية الضوء على مشروع “نويفا جيرمانيا”، الذي أسسته إليزابيث نيتشه، شقيقة الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، مع زوجها برنهارد فورستر في أدغال باراغواي، سعياً إلى إنشاء مستوطنة ألمانية نقية عرقياً، بعيدة عن “فساد الحداثة”، غير أن هذا الحلم المثالي سرعان ما اصطدم بواقع قاسٍ، ليكشف عن وهم عبثي لم يصمد أمام قسوة الطبيعة وتقلبات المصير. تزوجت إليزابيت نيتشه من بيرنهارد فورستر عام 1886، وسافرا معًا إلى الباراغواي بهدف إنشاء مستعمرة ألمانية أطلقا عليها اسم ” نويفا جيرمانيا ” كما أسلفت؛ على الرغم من استمرار مراسلات نيتشه مع شقيقته، فإن علاقتهما اتسمت بالتوتر، وشهدت فترات متعاقبة من الخلاف والمصالحة. ولم يلتقيا مرة أخرى إلا بعد تدهور حالته العقلية وفقدانه لاستقراره النفسي. عُرف نيتشه بحياة مليئة بالصراع مع الألم، سواء على المستوى الجسدي أو العقلي، إذ عانى طوال سنوات من صداع شديد، وآلام مُبرحة في الرأس، نتيجة إصابته بمرض الزهري، الذي يُرجَّح أنه التقطه خلال إحدى زياراته إلى بيت دعارة في لايبزيغ. ورغم معاناته المستمرة، فقد كرس حياته للفكر والفلسفة، وظل عقله متقدًا حتى لحظة انهياره الأخير. تمزج رواية” نيتشه في باراغواي” بين حبكة المغامرة وعمق التأمل الفلسفي، لتكشف عن فصل غامض من تاريخ مضطرب. في نسيجها السردي، تمتزج الوقائع بالأفكار بانسيابية، مما يعكس الترابط العميق بين الأحداث والرؤى. وبهذا، تشكّل الرواية تجربة أدبية متعددة الأبعاد، حيث يلتقي السرد التاريخي بالتأمل الإنساني في جدلية متقنة تمحو الحدود بين الوهم والواقع. بهذا المعنى، لا تقتصر الرواية على استعادة الماضي، بل تنفذ إلى عمقه، فتفككه وتعيد تأويله نقديًا، كاشفةً عن المعاني الخفية في صنف من السرديات التاريخية، ومساءلة الخطابات التي شكلت وعينا به. وعلى هذا الأساس، لا يُقدَّم الماضي بوصفه سردًا مغلقًا، بل فضاءً مفتوحًا على أسئلة جوهرية حول المصير والحرية والسلطة. وبهذا، تتجاوز الرواية حدود الحكاية التقليدية، لتضفي على السرد بعدًا فكريًا يفسح المجال لتعدد التأويلات وانفتاح المعنى. تنطلق الحكاية في رواية “نيتشه في باراغواي” من هذا العمق الفكري الذي تصطدم به الشخصيات، فتجد نفسها مدفوعة إلى اتخاذ قرارات تجسد مواقفها وتعبر عن رؤاها، كاشفة بذلك عن صراعها الداخلي مع مفاهيم الوجود والحرية والهوية الإنسانية، فلا تنفصل المغامرة عن الفكر، بل تتداخل معه في نسيج سردي متماسك، حينَ تتحول كل لحظة إلى اختبار وجودي لأسئلة جوهرية حول العدالة، والهوية، والمعرفة، مما يمنح الرواية بعدًا تأمليًا يعمّق دلالاتها ويفتح أفقها على تعدّدية التأويل. هكذا، تتحول المغامرة إلى تجربة فكرية تتجلى فيها المعضلات الفلسفية من خلال مواقف تكشف عن تعارض القيم وتفاعلها ضمن سياق درامي مشحون بالتوتر والدلالة؛ إنها رحلة فكرية تمزج بين البعد التاريخي والجدل العميق حول الطوباوية، ومسار الأفكار حين تُنتزع من سياقها الطبيعي وتُوظَّف لأغراض مغايرة. لا تكتفي الرواية برصد الأحداث، بل تتأمّل في انحراف المشاريع الإيديولوجية، واستغلال الفلسفة كأداة للسلطة، والتناقض بين المثال والواقع. من هنا، تحفز الرواية القارئ على مساءلة الحدود الفاصلة بين الحلم السياسي والحتمية التاريخية، مسلطةً الضوء على المصير المعقد للأفكار حين تنتقل من رؤى نظرية إلى واقع يُعاد تشكيله وفق المصالح والأهواء. بهذا المعنى، تتناغم المغامرة الفكرية في الرواية مع الطموحات المثالية التي تسعى الشخصيات إلى تحقيقها، إذ تصبح التحديات التي تواجهها تجسيدًا حيًا للأسئلة الفلسفية التي تحكم خياراتها وتشكل رؤيتها للعالم. من هنا، يمكن فهم طموحات وأحلام إليزابيث نيتشه وزوجها بيرنهارد فورستر في إنشاء مجتمع مثالي يقوم على مفهوم النقاء العرقي والمبادئ الجرمانية، باعتباره محاولة للهروب من تأثيرات الحداثة، التي يريان فيها تهديدًا جوهريًا للقيم التقليدية التي يؤمنان بها، إذ يجدان في الباراغوايْ، بما توفره من مساحات شاسعة وفرص غير محدودة، البيئة المثالية لتحقيق هذا الطموح الوهمي. لكن، وكما تكشف الرواية، فإن الواقع أكثر تعقيدًا مما تصوّره أيديولوجيتهما، إذ تتعارض الظروف الفعلية مع الأفكار التي يتبنيانها، مما يجعل مغامرتهما تنقلب إلى مواجهة حتمية بين المثال والواقع. وبهذا، يتحول سعيهما إلى صراع فكري يعكس التوتر بين الطموحات المثالية وقسوة الحقائق، مما يضفي على الرواية بعدًا تأمليًا، ويفتح المجال لتساؤلات فلسفية حول حدود الأحلام وإمكان تحققها في عالم تتشابك فيه الإيديولوجيا بالواقع. يتخلل السرد في الرواية تبادل مراسلات بين نيتشه وشقيقته تكشف عن التباين العميق بين رؤيتيهما للعالم وللمشروع الاستيطاني، حين تتحول هذه الرسائل إلى ساحة مواجهة فكرية مشحونة بالتوتر والتناقضات. لا تقتصر الرواية على إعادة تقييم المساعي الطوباوية، بل تتجاوز ذلك إلى استكشاف كيفية تحول الأفكار إلى أدوات للهيمنة السياسية، كاشفةً عن محاولات المثالية فرض نفسها على واقع معقد، لا يمكن اختزاله في أطر نظرية جامدة. إنها رحلة تسلط الضوء على هشاشة الأحلام أمام قسوة الواقع، بحيث يغدو التاريخ نفسه ساحة لإعادة صياغة الحقائق وفقًا للمصالح والصراعات التي تحكمه. في هذا السياق، تتأرجح الرواية بين جنون الملحمة الاستعمارية، التي تغذيها أوهام الطوباوية العرقية، والتأملات الوجودية العميقة لنيتشه، الذي يكشف في رسائله عن غضبه من مشروع شقيقته وحسرته على انحراف أفكاره عن مسارها الأصلي. ورغم رفضه القاطع لأن تُستغل فلسفته في تبرير مشروعات بعيدة عن رؤيته الفكرية، فإن أفكاره، رغم اعتراضه، تتحول إلى أداة لتكريس سياسات لا علاقة لها بمبادئه الأساسية. وهذا يعكس كيف يمكن للمثالية أن تُستخدم لتشكيل الواقع بما يتماشى مع الأهداف السياسية والمصالح الشخصية. بهذا الشكل، تعرض الرواية لرؤيتين متناقضتين ومتداخلتين: إذْ توثق من جهة لمحاولة استيطانية عبثية تغذيها أوهام الطوباوية العرقية، وتقدم، من جهة أخرى، لقراءة نقدية لفكر نيتشه، حين يتمّ تأويله بشكل مشوّه على يد شقيقته، ليصبح بذلك أداة لخدمة إيديولوجية عنصرية تتعارض تمامًا مع المبادئ الأساسية لفلسفته. لم تُدرك إليزابيث نيتشه، رغم كونها شقيقة الفيلسوف الشهير، جوهر فلسفته، بل عمدت إلى تحريفها لخدمة مشروعها المتطرف. كانت تروج لفكرة أن مسعاها الاستيطاني هو تجسيد لرؤية نيتشه، بينما كان هو في تلك الفترة يعاني من المرض العقلي والجسدي مبتعدًا تمامًا عن أي طموحات استعمارية. من خلال إشارات ضمنية، توحي الرواية بأن فشل مشروع “نويفا جيرمانيا” كان استشرافًا مبكرًا للكوارث التي ستجتاح أوروبا لاحقًا، بما في ذلك صعود النازية في القرن العشرين وما ترتّب عليها من دمار وهلاك. على هذا النحو، تظهر إليزابيث فورستر-نيتشه في الرواية شخصية متسلطة، غارقة في أوهامها، تسعى جاهدة لتحقيق مشروع استيطاني محكوم عليه بالفشل منذ البداية. بمهارة دعائية لافتة، تستغل شهرة شقيقها الفيلسوف لتضفي على مسعاها طابعًا فكريًا زائفًا، متجاهلةً التناقض الصارخ بين أفكاره ورؤيتها الإيديولوجية المتطرفة. من هنا، تصبح إليزابيث تجسيدًا للمتعصب الإيديولوجي الذي يرفض الاعتراف بالهزيمة، مهما كانت الأدلة القاطعة على سقوط مشروعه. يبرز عنادها بديلا للحقيقة، ويصبح إصرارها الأعمى قناعًا يخفي فشلها المؤكد، مما يعكس عمق التوتر بين الفكر والمصلحة الشخصية، ويُظهر كيف يمكن للغرور الإيديولوجي أن يعمي صاحبته عن الواقع المرير. تلعب الشخصيات الثلاث إليزابيث فورستر-نيتشه، وبرنهارد فورستر، وفيرجينيو ميرامونتيس في رواية “نيتشه في باراغواي” دورًا محوريًا في تحريك التوترات الدرامية. تجسد كل شخصية بُعدًا مختلفًا من التفاعل بين الأفكار والطموحات الفردية والواقع الاجتماعي والسّياسي، مما يساهم في تكوين نسيج معقد من التوترات الفكرية والتحديات العملية، ويكشف عن تناقضات جمّة في محاولات تشكيل الواقع من خلال الإيديولوجيا. في مقابل هذا، يُجسد برنهارد فورستر، زوج إليزابيث، الحلم الاستعماري الرامي إلى إقامة مستعمرة ألمانية في باراغواي، حيث يعتبر هذا المشروع وسيلة للهروب من التّدهور الأوروبي، متجاهلًا التحديات الحقيقية التي تفرضها البيئة الجديدة؛ كما يمثل فيرجينيو ميرامونتيس، المغامر الغامض ذو المصير الملتبس، بُعدًا إضافيًا يعقّد التفاعل بين الإيديولوجيا والطموحات، مما يفاقم من التوتر والصراع الذي ينشأ بين الشخصيات على امتداد أحداث الرواية. إضافة إلى ذلك، يتجسد حضور فريدريك نيتشه في الرواية بشكل غير مباشر من خلال الرسائل المتبادلة بينه وبين شقيقته، حيث يبرز صوته الفلسفي في مواجهة أوهامها الإيديولوجية وتناقضاتها. يمثّل نيتشه المفكر الذي تم تحريف أفكاره واستغلالها خارج سياقها، إذ استخدمت رؤاه النقدية لتبرير مشاريع لم يكن ليؤيدها مطلقًا. من خلال هذا الحضور المراوغ، تكشف الرواية عن المفارقة المأساوية لمفكر تُنتزع أفكاره من سياقها التحرري لتُوظَّف في خدمة استبداد لم يكن في حسبانه، مما يجعل شخصيته بمثابة أفق فكري يلقي بظلاله على مصير المستعمرة وأوهام قادتها. تكشف رواية “نيتشه في باراغواي” عن مفارقة لافتة في مصير الأفكار، إذ يمكن أن تكون مصدرًا للتحرر، كما يمكن أن تتحول إلى أداة للتدمير والتشويه، حسبما يوجهها الأفراد والأهداف التي يسعون لتحقيقها. في هذا السياق، لا تقتصر الرواية على سرد مغامرة استعمارية انتهت بالفشل، بل تتجاوز ذلك إلى تقديم تفكيك نقدي لمسار الأفكار عندما تُنتزع من سياقها الأصلي وتُعاد صياغتها لخدمة مشاريع أيديولوجية مشوهة. من خلال شخصياتها وأحداثها، تثير الرواية أمام القارئ أسئلة جوهرية حول حدود الفكر وتأثيراته، وكيف يمكن أن تتشكل المفاهيم الفلسفية وتُستخدم بطرق مغايرة لأغراض تتناقض مع جوهرها: هل يمكن للفلسفة أن تحافظ على نقائها النظري، أم أنها دائمًا مهددة بالتحريف والتشويه عند انتقالها من مجال الفكر إلى حيز الواقع؟ هل يظل الفكر قادرًا على الحفاظ على استقلاله، أم أنه محكوم دومًا بإعادة التفسير لتلبية المصالح السياسية؟ وإلى أي مدى تتحمل الفلسفة مسؤولية التأويلات التي تُفرض عليها، حتى وإن أساءت إلى جوهرها؟ لنتأمل؛ وإلى حديث آخر

هسبريس / الاثنين، 28 أبريل 2025
مبادرة تبتغي تعريب "آداب الجالية"

مبادرةٌ من أجل نقل الأدب المغربي المكتوب بمختلف لغات العالم إلى اللغة العربية، أطلقتها الوزارة الوصية على قطاع الثقافة ومجلس الجالية المغربية بالخارج. وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إن هذه المبادرة تنقل إلى اللغة العربية، في مرحلة أولى، روايات مغاربة من العالم كتبت باللغات الفلامانية والإسبانية والفرنسية ولم تترجم بعد”. وأضاف اليزمي: “لقد التزم السيد الوزير بأن يطلق نفس طلب العروض السنة المقبلة، ويمكن أن تترجم كتب أخرى، وأتمنى أن تأخذ دور النشر مبادرة توسيع لائحة الكتب المترجمة”. وذكر رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج أن هذه الفكرة “كانت تراود مجلس الجالية منذ مدة، عندما كنا نحضّر ذكرى صدور أكبر رواية إلى يومنا حول الهجرة وهي ‘تيوس’ لإدريس الشرايبي التي صدرت بباريس عام 1955، ولم تصدر بالعربية حتى 2021، مما يعني أن أجيالا من القراء باللغة العربية قد حرموا من الولوج إلى متخيّل بُني داخل الجالية المغربية”. وأكد المسؤول عينه أن مثل هذه الروايات “من صلب الأدب المغربي”، رافضا تقسيم آداب المغاربة بين الأدب الفرنكفوني والأدب العربي وغير ذلك”. ومن بين ما لاحظه المتحدث ” تحولات عديدة داخل الرواية المغربية، بتأنيث الرواية، وهذا انعكاس لتأنيث الهجرة، وعندنا اليوم كتابات بكل لغات العالم التي من بينها العربية والفرنسية والأمازيغية والقشتالية والكاتالانية والفلامانية والألمانية والإنجليزية والإيطالية…”. هؤلاء الكاتبات يمثّلن “أجيالا جديدة من الروائيات، يغنين أدب وثقافة دول إقامتهن، وفي الوقت نفسه يبنين الثقافة المغربية بالتيمات، وطريقة الحكي، واستعمال اللغات، المفعمة بالمخيال المغربي، وقصصهن، ومجتمعاتهن، والقصص اللائي ترَعرعن فيها، مع تقديم تجربة العلاقة مع الآخر، فسؤال الكتابة حول الآخر مكتوب على كل المجتمعات والثقافات”

هسبريس / الاثنين، 28 أبريل 2025
آيت الجاوي: أحداث "خارج التغطية" تستحضر المراهق والإدمان الرقمي

أنهى المخرج المغربي لطفي آيت الجاوي تصوير أحدث أعماله الفنية، وهو عبارة عن شريط بعنوان “خارج التغطية”، يعكس من خلاله نبض الشارع المغربي وهموم الأسرة المعاصرة، ويواصل فيه الاشتغال على قضايا اجتماعية ملحة تهم فئة المراهقين والشباب، بعدما بصم اسمه من خلال فيلمه السابق “روتيني” الذي لقي نجاحًا جماهيريًا ملحوظا داخل وخارج المغرب. وكشف آيت الجاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الفيلم الجديد يأتي في إطار تسلسل فني وفكري لأعماله السابقة، ويغوص في عوالم الإدمان على ألعاب الفيديو ومواقع التواصل الاجتماعي، وما تخلفه هذه الظواهر من آثار على العلاقات الأسرية، والتحصيل الدراسي، والصحة النفسية للمراهقين. وأضاف أن أحداث الفيلم تدور حول أسرة مكوّنة من الأب “سعيد”، الذي يكثر من السفر بحكم طبيعة عمله خارج مدينة الدار البيضاء، والأم “زينب”، التي تنشغل بطموحاتها المهنية في مجال التسويق. وفي ظل هذا الغياب المزدوج، ينغمس الأبناء في عالمهم الرقمي الخاص؛ فتتحول الفتاة “هبة” إلى مدمنة على مواقع التواصل، وتصاب بالهستيريا عند انقطاعها عن النشر وتقاسم المحتوى، بينما يغرق أخوها الطالب “طه” في ألعاب الفيديو، مبتعدًا عن دراسته ومحيطه الاجتماعي. وأبرز أن الأحداث تبدأ في التفاعل أكثر حين يلاحظ مدير المؤسسة التعليمية تراجع مستوى التلميذين، فيتصل بوالديهما، مما يخلق أزمة داخل الأسرة ويدفع الأب إلى إلقاء اللوم على زوجته. ثم، وسط هذا التوتر، تحلّ الخالة القادمة من البادية لتقترح حلا غير متوقع، وهو أخذ الأطفال لقضاء عطلتهم الصيفية في البادية، في محاولة لفك الارتباط بالتكنولوجيا. وأضاف أن الوالدين، مع تسلسل القصة، سيستجيبان لاقتراح الخالة، فيقرران تأليف “كذبة بيضاء”، وهي بيع المنزل بالمدينة، بعدما بات البنك على وشك الحجز عليه بسبب أزمة مادية. فينتقل الأبناء لقضاء العطلة في البادية، وتُسحب منهم الهواتف الذكية لبيعها بغرض تسديد الديون، لتبدأ رحلة تحمّل المسؤولية والتغيير. وأوضح لطفي آيت الجاوي، في تصريحه لهسبريس، أن مشاهد الفيلم ترافقها لحظات من الكوميديا والدفء الإنساني، من عجن العجين وتوريد الأبقار، إلى اكتشاف جمال البساطة في الحياة القروية، كما يشهد تطورا في شخصية الابن الطالب، الذي يستعيد شغفه بالرسم، بعد أن غمره ضجيج المدينة ونمطها السريع. وذكر المتحدث ذاته أن اختار منطقة بن سليمان لتصوير الفيلم، وتزامن ذلك مع فصل الربيع، أضفى طابعا بصريا طبيعيا مميزا على العمل، مردفا: “رغم أننا كنا نخطط للتصوير في دار بوعزة، إلا أن بن سليمان رغم البعد قدّمت لنا جمالا طبيعيا لم نكن لنحصل عليه في أماكن أخرى، ولهذا أشكر كل من ساعدنا على إنجاح هذه التجربة”. وأضاف أن الفيلم هو إنتاج للشركة الوطنية للتلفزة المغربية، بتنسيق مع المنتجة المنفذة رشيدة دولا ومحمد الصقلي، اللذين قدّما كل الإمكانات اللوجستية والفنية لإنجاح العمل، معربا عن امتنانه العميق للفريق التقني الذي شاركه هذه المغامرة الفنية، وعلى رأسه مدير التصوير أمين بودور. وعلى مستوى التمثيل، يضم طاقم الفيلم، حسب مخرجه، أسماء بارزة مثل منى فتو وعزيز حطاب، إلى جانب مجموعة من الأطفال “الذين أدوا أدوارهم بإتقان”، حسب تعبيره. كما شهد العمل مشاركة وجوه جديدة، من بينها لينا أكدور، القادمة من عالم “السوشيال ميديا” وعروض الأزياء، التي أثبتت حضورها الفني من خلال هذا الدور

هسبريس / الاثنين، 28 أبريل 2025
محمد السريفي فيلار ينادي بشارع رباطي يحمل اسم "أبراهام السرفاتي"

صراحةٌ حول السياسة والإيمان مِن عدمه، عرفها المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط مع تقديم سيرة محمد السريفي فيلار، الذي عاش 16 عاما و9 أشهر و5 أيام من الاعتقال السياسي في القرن العشرين، إلى جانب معتقلين آخرين انتموا إلى منظمة “إلى الأمام” الماركسية الجذرية. “السماء المربعة” سيرةٌ نشرتها “دار نشر الفنك” بعد 35 سنة من الحرية، التي لا يزال يتشبث بها صاحبها، رافضا التسليم بما يعتبره “خدعة طي الصفحة”؛ لأن على الذاكرة أن تستمر، وعلى الحرية أن تتسع مع ربط المسؤولية بالمحاسبة. وقدم هذا العمل خلال البرنامج الرسمي للمعرض سالف الذكر في دورته الثلاثين، وهو ما اعتبره السريفي فيلار “أمرا يستحق تحية وزارة الثقافة عليه، لأنهم يعرفون ما سأقول؛ ولكنهم لم يعترضوا على اسمي في البرمجة القبلية”. السريفي-فيلار، الذي اشتغل مع منظمات دولية عديدة ودرس الإسبانية، يحمل نسبا مزدوجا يشير إلى قصة عائلية فريدة لأب مغربي بطنجة وأم جمهوريةٍ من إسبانيا رحلت عن إسبانيا من قلاقل متابعة أمثالها من أتباع الجنرال فرانكو ببلدها الأم، ليكون له بالتالي إخوة مسيحيون يحملون أسماء أوروبية، ومسلمون يحملون أسماء عربية. أما هو فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. وكان لكلمة “الحب” حضورٌ في جلسة التقديم، حيث قال السريفي: “في حياتي وحياة كل الناس، لا يمكن أن ندرك بُعدَ الحياة دون الحب، وهو عطاء، ونعمة (…) أبي تبنى إخواني (ذَوي الأسماء الإسبانية)، وأتذكره وهو يأخذهم إلى الكنيسة يوم الأحد، وفي الوقت نفسه لم يكن ممكنا أن يوضَعُ أمامه أبدا طبق سبَق أن وُضع فيه لحم خنزير”. كما أنه رغم اعتراضات العائلة الممتدة على زواج أبيه بإسبانية مسيحية، فإن “العائلة الصغيرة، كان بينها تضامن. عندما نكون أنانيين لا نحب، ولا يمكن أن نحب دون أن نقدم أنفسنا بالكامل للحب”. هنا تحدث المعتقل، الذي قضى 17 عاما خلف القضبان، بعد تعذيب ومحاولة فرار من السجن بسبب منشورات وآراء سياسية: “أحب المغرب حتى الموت، وأعطيه حياتي، للفلاح والعامل… وأتساءل أحيانا من أين يأتي هذا الحب رغم ما عانيته؟”. ثم أجاب بما أدركَه في وقت لاحق عن السؤال: “هو حبي لأمي وأبي، فعندما نحب أحدا نحبه بأكمله. ولو لقنا للأطفال حقيقة حب الوطن، لما كانوا مثل ما يحدث اليوم يتطلعون لمغادرته”. لكن الحب لا يعني المفاضلة بينه وبين العدالة، “فهذا نقاش خاطئ؛ الحب هو الفعل أيضا، والنضال، والعمل للتغيير، ومحبة بلدي والعدالة، لا يتعارضان”، كما أن محبة البلد لا تعني التسليم بشكله السياسي، وكيف تتدخل سلطته المركزية في الاقتصادي والسياسي والديني وحتى الحياة الخاصة، أو نسيان أن الحد “من تسلط القهر والدكتاتورية، قد تم بفضل نضال مغربيات ومغاربة”. رفيق أبراهام السرفاتي وعبد الله زعزاع وعبد اللطيف اللعبي وآخرين من “إلى الأمام” ذكر، في جلسة التقديم، أنه رغم كونه طنجاويا ابن جمهورية إسبانية، لا يتمكن من استيعاب مملكةٍ، إلا أن “له ملِكَين”. وحول “طي صفحة الماضي”، قال السريفي فيلار إنه “يجب أن نكون فرحين بما تحقق من مساحات الحريةِ والقولِ (…) وأن نكون مستعدين للذهاب إلى السجن لتوسيع مساحات الحرية في بلدنا”؛ إلا أنه “لم نكمل بعد ما ينبغي أن يتم (…) وما تم في بداية القرن الحادي والعشرين لم يكن النهاية، بل كان البداية، لكننا أضعنا فرصا مهمة، لانتقال ممكن (إلى الديمقراطية)”. السريفي، الذي يتذكر إضرابه عن الطعام ليحضر جنازة أبيه الذي توفي وابنه في السجن، تحدث عن “جرحه المستمر”؛ لأن “الصفحة لم تطو بعد”، ففضلا عن كونه “ليس له حق طي الصفحة نيابة عن من سُلِبت حياتهم”، في المرحلة التي دُئِب على تسميتها إعلاميا “سنوات الرصاص” وهو اسم لا يفضله كثيرا، فإن السريفي قلق أيضا من “وهم الحرية، الذي نحس به وأنا أتحدث الآن”؛ بينما “الحقيقة أن النقابات قد قُتلت في البادية، والحديث عن الأرض في البوادي، ورد فعل الإقطاعيين، يكشف هذا الوهم (…) وهناك سلطة مرعبة مستمرة للباشا والقائد في المناطق القروية”. السريفي فيلار، الذي كتب سيرته ونشرها في عام عيشه الثالث والسبعين، شدد على أنه “لا يمكن أن نتقدم إذا بترنا الذاكرة”، قبل أن يتحدث عن ضرورة “تحرير القول”؛ لأن “لدينا أنتلجنسيا (نخبة عالمة) مغربية، هي ياقوتة، نورٌ في البلد، من علماء الاجتماع والسياسة والإناسة، والنقابيين، والمناضلين، وهو غنى علينا تحريره”. وتابع المتحدث عن قوة لحظات سياسية كان ينبغي أن تستثمر من أجل مستقبل المغرب، “وأنا جمهوري، خرجت لرؤية ملك الفقراء، الملك الجديد الذي يحمل الأمل”. ولم ينصح الكاتب جمهورَ الحاضرين بقراءة كتاب أحمد البوخاري حول “الأجهزة السرية” و”الجريمة التي مورست ضد نخبتنا ومفكرينا وحالمينا ببلد أفضل في الستينيات، وهي جريمة يفهم عمقها إذا استحضرنا الإمكانات الاقتصادية آنذاك، وما كان يمكن أن يتم. (…) لذلك اعتُقلنا، كما أعتقد، لا لمعارضتنا السياسية؛ بل لسبب اقتصادي، هو أننا كنا ضد احتكار ثروة البلاد”. وأبرز السريفي، الذي يحركه “عطش الحرية من أعماق الأعماق”، أنه “يمكن تدارك الوقت الضائع”، عبر فتح “النقاش حقيقة حول الذاكرة، ونقاش أكثر عمقا حول طبيعة (السلطة)”. مع إطلاقه طلبا، في ختام مداخلته، من منصة وزارة الثقافة: “نقول إن المغرب متعدد، ونعترف بذلك (…) لقد حان الوقت لنسمي شارعا بالرباط باسم أبراهام السرفاتي، لنعترف بمن ناضلوا من أجل مغرب حر ومستقل”

هسبريس / الاثنين، 28 أبريل 2025
الجامعة العربية تطرح وثائق إعلامية

أصدر مجلس وزراء الإعلام العرب عددا من الوثائق من أجل “تنسيق وتعزيز التعاون بين أجهزة الإعلام العربية”. وأوضحت جامعة الدول العربية، من خلال منصة “X”، أن هذه الوثائق تعد أطرا استرشادية لتنظيم عمل أجهزة الإعلام العربي في تناولها للقضايا ذات الصلة بالمواطن العربي في مختلف المجالات التي تمس حياته. ومن أهم الوثائق الصادرة عن مجلس وزراء الإعلام العرب، ذكرت جامعة الدول العربية “الاستراتيجية الإعلامية العربية”، و”الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب”، و”ميثاق الشرف الإعلامي لعام 2019″، و”وثيقة نحو تكامل بين الإعلام والاتصالات من أجل التنمية الإنسانية العربية”. ومن بين الوثائق أيضا “الوثيقة الاسترشادية حول مبادئ تنظيم البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية”، و”الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030″، و”الدليل الاسترشادي للإعلاميين للتنمية المستدامة”. وأكدت جامعة الدول العربية أنه يجري العمل حاليا على استكمال “الاستراتيجية العربية للتربية الإعلامية والمعلوماتية”، و”الخطة العربية الموحدة للتعامل مع قضايا البيئة إعلاميا”

فاس نيوز / الأحد، 27 أبريل 2025
تنظيم نشاط فني تربوي بمؤسسة عبد الله بن ياسين ببنسودة

فاس احتضنت مؤسسة عبد الله بن ياسين ببنسودة نشاطًا تربويًا متميزًا، نظمته جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المؤسسة، بشراكة مع كل من نادي Apollon التابع لكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس، ونادي ARTSY التابع لجامعة الأورو-متوسط بفاس. وتمحور النشاط حول إبداع جداريات فنية تجمع بين الجمال وتضمين رسائل تربوية وإنسانية، بهدف تعزيز انفتاح التلاميذ على عالم الفنون التشكيلية ودورها في تهذيب الوجدان والسلوك. وقد شهد النشاط مشاركة فعالة من الأستاذ الفنان إدريس الهدار، وكذلك من الناديين المرافقين، وإدارة المؤسسة، وأعضاء جمعية الآباء، وعون حراسة المؤسسة. معلومات عن المساهم في النشاط

اليوم24 / الأحد، 27 أبريل 2025
السعودية تختتم مشاركتها في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالمغرب وسط حضور ثقافي لافت

بصمت المملكة العربية السعودية اختتام مشاركتها في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025، الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصلفي العاصمة الرباط، وسط حضور ثقافي لافت،  عمق الروابط الثقافية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية. وشكّلت مشاركة الوفد السعودي، بقيادة هيئة الأدب والنشر والترجمة، إضافةً نوعية ومتبادلة للمعرض، حيث أتاحت فرصة ثمينة للتواصل المباشر مع الأدب المغاربي، وفتح نافذة سعودية للراغبين بالتعرف على النتاج الأدبي وحركة الترجمة في المملكة، بما يعزز جسور التفاهم الثقافي العربي المشترك. وقدّم جناح المملكة برنامجًا ثقافيًا ثريًا ومتعدد الجوانب، شمل ندوات فكرية، وجلسات حوارية مع نخبة من المفكرين والأدباء، مما أضفى على المشاركة طابعًا حيويًا يعكس التنوع الإبداعي الذي تشهده المملكة. وشاركت في الجناح السعودي مؤسسات وطنية بارزة، تشرف عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى جانب جامعة طيبة، في تأكيد للتكامل المؤسسي الثقافي، وإبراز الحراك الأدبي والمعرفي في المملكة، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية، ودعم الحضور الثقافي السعودي في المحافل الدولية. وتأتي هذه المشاركة امتدادًا للجهود التي تبذلها هيئة الأدب والنشر والترجمة في تطوير صناعة النشر، وتعزيز حركة الترجمة، وتحسين البيئة التشريعية الداعمة للقطاع الثقافي، بما يسهم في ترسيخ حضور الثقافة السعودية عالميًا

كش 24 / الأحد، 27 أبريل 2025
بالصور.. السلطات تكثف مراقبة ساحة جامع الفنا

قامت السلطات المحلية بالملحقة الإدارية جامع الفنا بتعليمات من باشا المنطقة، يومه الأحد 27 أبريل الجاري، بجولة لمراقبة نظامية الحنطات بساحة جامع الفنا، وكذا لمحاربة مختلف الشوائب المسيئة لهذه الأخيرة. وتأتي هذه الحملة، في إطار المراقبة اليومية التي تقوم بها سلطات المنطقة، لإلزام أصحاب المأكولات باحترام المساحة القانونية، وإخلاء الممرات وتحسيس أصحاب الجلسات بضرورة المعاملة الحسنة مع الزوار، وفي نفس السياق محاربة الشوائب القريبة أو المترددة على المكان من قبيل المتسولين و عربات بيع الحلوى أو المتربصين. وبحسب المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فقد تم خلال هذه الجولة تنبيه أصحاب حنطات المأكولات من أجل احترام المساحة القانونية المسموحة بها، تحت طائلة العقوبات. قامت السلطات المحلية بالملحقة الإدارية جامع الفنا بتعليمات من باشا المنطقة، يومه الأحد 27 أبريل الجاري، بجولة لمراقبة نظامية الحنطات بساحة جامع الفنا، وكذا لمحاربة مختلف الشوائب المسيئة لهذه الأخيرة. وتأتي هذه الحملة، في إطار المراقبة اليومية التي تقوم بها سلطات المنطقة، لإلزام أصحاب المأكولات باحترام المساحة القانونية، وإخلاء الممرات وتحسيس أصحاب الجلسات بضرورة المعاملة الحسنة مع الزوار، وفي نفس السياق محاربة الشوائب القريبة أو المترددة على المكان من قبيل المتسولين و عربات بيع الحلوى أو المتربصين. وبحسب المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فقد تم خلال هذه الجولة تنبيه أصحاب حنطات المأكولات من أجل احترام المساحة القانونية المسموحة بها، تحت طائلة العقوبات

جميع الحقوق محفوظة لموقع رعد الخبر 2025 ©