الجديد

العمق المغربي / الأحد، 27 أبريل 2025
سؤال التأسيس في الحركة الإسلامية المغربية بين النشأة والتحول

عرف المغرب، منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، بروز عدد من الحركات الإسلامية التي شكّلت مسارات مهمة في المشهد السياسي والاجتماعي والفكري. وقد تميزت هذه الحركات بتنوع مرجعياتها، وتفاوت أساليبها، وتباين مآلاتها. وإذا كانت نشأة هذه الحركات قد جاءت في سياقات سياسية مضطربة، فإن سؤال التأسيس ظل يفرض نفسه بإلحاح؛ هل استطاعت هذه الحركات أن تجيب بفعالية عن سؤال التأسيس؟ أم أنها عاشت لحظات رد فعل ظرفية دون رؤية استراتيجية واضحة؟ وهل ما نراه اليوم من تراجع لبعض هذه الحركات، أو تحوّلها إلى كيانات سياسية أو احتجاجية، يعكس قصوراً في فهم لحظة التأسيس الأولى، أم أنه نتيجة لتغير السياقات الإقليمية والمحلية؟ يهدف هذا الفصل إلى تتبع مسار الحركة الإسلامية المغربية، انطلاقاً من لحظة تشكلها الأولى، مروراً بتحولاتها البنيوية، وصولا إلى سؤال الجدوى والفاعلية اليوم، وذلك من خلال تحليل نماذج بارزة في الساحة المغربية مثل حركة الشبيبة الإسلامية، حركة التوحيد والإصلاح، حزب العدالة والتنمية، وحركات أخرى كحركة البديل الحضاري وحركة من أجل الأمة، مع الإشارة إلى خصوصية جماعة العدل والإحسان التي سنفرد لها فصلاً خاصاً لاحقاً. أولاً: الشبيبة الإسلامية وبداية التأسيس جاء تأسيس حركة الشبيبة الإسلامية في المغرب مطلع السبعينيات بقيادة عبد الكريم مطيع، كاستجابة مزدوجة لضرورات اجتماعية وسياسية متداخلة. فمن جهة، شكّل تصاعد الحركات اليسارية الراديكالية داخل الجامعة والشارع المغربي تهديداً لبنية النظام السياسي التقليدي، بما حمله من دعوات إلى الثورة الاجتماعية وإعادة توزيع السلطة والثروة. ومن جهة أخرى، أدى غياب تنظيمات إسلامية قادرة على تأطير الشريحة المحافظة والمتدينة من المجتمع إلى خلق فراغ أيديولوجي، حاولت الشبيبة الإسلامية أن تملأه، خاصة ان بعض دوائر السلطة التي رأت في الإسلاميين أداة لتطويق المد اليساري غطت الطرف ولم تتدخل. غير أن غظ الطرف لم يكن قائما على تحالف استراتيجي بقدر ما كانت تحكمه اعتبارات تكتيكية ظرفية. فالنظام لم يكن معنياً فعلياً بتمكين تيار إسلامي مستقل بقدر ما كان يسعى إلى توظيفه ككابح اجتماعي مؤقت. ومع حادثة مقتل القيادي اليساري عمر بنجلون سنة 1975، والتي اتُّهمت الشبيبة الإسلامية بالضلوع فيها، انكشفت هشاشة هذا التوازن؛ إذ وجدت الدولة في الحادثة مبرراً للانتقال من سياسة الاحتواء إلى سياسة الاجتثاث الأمني. شكّل هذا التحول منعطفاً حاسماً في مسار الشبيبة الإسلامية؛ فقد أدت الضربة الأمنية إلى انهيار قيادتها المركزية، مع اضطرار عبد الكريم مطيع إلى مغادرة البلاد، ودخول الحركة في حالة من التشظي التنظيمي والفكري. ولم يكن عجز الشبيبة الإسلامية عن التكيف مع التحولات السياسية والأمنية مجرد نتيجة ظرفية، بل كشف عن أزمة بنيوية أعمق تتعلق بغياب آليات مؤسساتية فعالة داخل التنظيم، مما جعل مصير الحركة رهيناً بوجود قائدها التاريخي، دون أن تستطيع بناء جهاز تنظيمي قادر على الاستمرار بعد غيابه. وقد ترتب عن ذلك فراغ تركته الشبيبة الإسلامية في الساحة الإسلامية، مما أفسح المجال لاحقاً لظهور حركات إسلامية أخرى أكثر قدرة على المأسسة والانتشار، مثل جماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح، التي استفادت من تجربة الشبيبة ومن إخفاقاتها في بناء مقاربات جديدة أكثر اندماجاً مع الواقع المغربي. بذلك يمكن القول إن تجربة الشبيبة الإسلامية شكلت نموذجاً تأسيسياً مبكراً للحركية الإسلامية في المغرب، لكنها في الآن ذاته مثلت درساً حاسماً في حدود العمل الدعوي والسياسي حينما يغيب عن التنظيم تصور استراتيجي واضح لعلاقته بالسلطة والمجتمع معاً. تانياً: من الجماعة الإسلامية إلى التوحيد والإصلاح: ملامح التحول وإشكالياته في التجربة المغربية عرف الحقل الإسلامي بالمغرب، خلال الثمانينات، تحولات نوعية نتيجة الفراغ التنظيمي الذي خلّفه تراجع الشبيبة الإسلامية عقب الصدامات الأمنية والسياسية. في هذا السياق، برزت محاولات لإعادة بناء المشروع الإسلامي، كان أبرزها تأسيس “الجماعة الإسلامية” سنة 1981 بقيادة عبد الإله بنكيران وآخرين. وقد جاءت هذه المبادرة استجابة لحاجة مزدوجة: تأطير الحقل الدعوي من جهة، ومواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية من جهة ثانية. لم تلبث الجماعة أن دخلت مرحلة مراجعة فكرية وتنظيمية، أفضت إلى تحولها إلى “حركة الإصلاح والتجديد”، التي جسدت انتقالًا نحو مزيد من الانفتاح على المجتمع ومؤسساته، بعيدًا عن الانغلاق التقليدي الذي ميّز بعض التجارب الإسلامية السابقة. ثم جاءت سنة 1996 لتشكل لحظة مفصلية باندماجها مع “رابطة المستقبل الإسلامي”، وإعلان تأسيس “حركة التوحيد والإصلاح”، التي رسمت خطًا استراتيجيًا يقوم على خيار “المشاركة السياسية” عبر دعم حزب العدالة والتنمية. هذا التحول من العمل الدعوي المحض إلى الانخراط السياسي الموجه شكّل محاولة للإجابة على إشكالية مركزية رافقت الحركات الإسلامية: كيف يمكن التوفيق بين المشروع القيمي ومقتضيات التدافع السياسي داخل أنظمة حديثة؟ لقد أسست حركة التوحيد والإصلاح لاستراتيجية جديدة تتوخى تحقيق التغيير من داخل المؤسسات، بدل سياسة القطيعة والمواجهة، وهو ما اعتبر في حينه نقلة نوعية في التفكير الحركي الإسلامي المغربي. غير أن تجربة التسيير الحكومي التي خاضها حزب العدالة والتنمية ابتداء من سنة 2011 كشفت عن تعقيدات هذه الاستراتيجية، حيث اصطدم المشروع الإصلاحي بواقع سياسي واقتصادي صلب، مما اضطر الحزب إلى تقديم تنازلات كبرى على مستوى السياسات العمومية، أثّرت سلبًا على رصيده الشعبي، وانتهت به إلى تراجع كبير في الانتخابات التشريعية لسنة 2021. هذا الواقع أفرز أسئلة جوهرية حول مستقبل المشروع الإسلامي الحركي بالمغرب، ومدى قدرته على تجديد أدواته الفكرية والتنظيمية لاستيعاب تحولات المجتمع والدولة. فهل تملك حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية القدرة على القيام بمراجعات عميقة تستجيب لمتطلبات المرحلة؟ أم أن تجربة الحكم كشفت عن حدود النموذج القائم، ما يستدعي البحث عن صيغ جديدة تتجاوز التوتر التقليدي بين الدعوي والسياسي؟ تطرح هذه الإشكالات بحدة اليوم، في ظل تغير السياقات الإقليمية والدولية، وهو ما يستدعي مقاربة نقدية عميقة للتجربة من حيث الأسس النظرية، والخيارات الاستراتيجية، ومآلات المشروع الحركي الإسلامي المغربي في أفق إعادة تعريف العلاقة بين الدين والسياسة في السياق المحلي. ثالثاً: تجارب أخرى محاصرة إلى جانب التجربة الرسمية التي جسدتها حركة التوحيد والإصلاح وذراعها السياسي حزب العدالة والتنمية، برزت محاولات أخرى لرسم مسارات مغايرة ضمن الحقل الإسلامي المغربي، لعل من أبرزها تجربتا “البديل الحضاري” و”الحركة من أجل الأمة”. وقد تميزت هاتان التجربتان بحمل خطاب إسلامي حداثي نسبياً، يزاوج بين المرجعية الإسلامية ومقتضيات العمل السياسي المدني ضمن إطار الدولة الحديثة، مع إظهار انفتاح ملحوظ على قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان. غير أن هذه المبادرات لم تكتمل، إذ تعرضت لمحاصرة مبكرة حالت دون تبلور مشاريعها السياسية والاجتماعية بشكل متماسك. فقد تم اعتقال عدد من قياداتها البارزة سنة 2008، في سياق ما عرف إعلامياً بملف “خلية عبد القادر بلعيرج”، وهو الحدث الذي شكل نقطة تحول حاسمة أفضت إلى تجميد أنشطتها وتهميش حضورها في المشهد السياسي الوطني. وقد أسهم هذا الإقصاء في الحد من التعددية داخل التيار الإسلامي المغربي، وأدى إلى اختزال الحضور الإسلامي في الساحة السياسية أساسًا في التجربة الممثلة بحزب العدالة والتنمية. ورغم أن “البديل الحضاري” و”الحركة من أجل الأمة” قد سعتا إلى تأصيل خطاب سياسي إسلامي منفتح ومتجدد، إلا أن سرعة تفككهما، بفعل الضغوط الأمنية والسياسية، حالت دون تمكنهما من بناء قواعد جماهيرية واسعة أو ترك أثر بنيوي مستديم في الخارطة الحزبية المغربية. وقد فتح هذا الواقع نقاشًا مستمرًا حول حدود الانفتاح السياسي في المغرب، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتجارب إسلامية تتجاوز الإطار التقليدي المألوف. لقد جاء ظهور “البديل الحضاري” و”الحركة من أجل الأمة” في سياق إقليمي ومحلي متسم بارتفاع منسوب الحذر الأمني تجاه الحركات الإسلامية، خاصة بعد أحداث 11 شتنبر 2001 وتداعيات ما عرف بـ”الحرب على الإرهاب”. وقد اتسمت السياسة الرسمية المغربية آنذاك بمحاولة تحقيق توازن دقيق بين إدماج بعض الفاعلين الإسلاميين في الحياة السياسية، كما جرى مع حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، وبين محاصرة الأطراف التي قد يُنظر إليها باعتبارها أقل قابلية للضبط أو أكثر راديكالية، حتى وإن لم تكن تمارس العنف. وفي هذا السياق، جاء التعامل مع “البديل الحضاري” و”الحركة من أجل الأمة” ليعكس توجهاً استباقياً يسعى إلى تحجيم أي مشروع سياسي ذي مرجعية إسلامية قد ينافس النموذج الرسمي المسموح به، أو يربك التوازنات السياسية القائمة. وهكذا، فإن القضاء المبكر على هذه التجارب لم يكن مجرد نتيجة لملابسات ملف أمني معزول، بل كان تعبيراً عن بنية سياسية تسعى إلى ضبط الحقل الديني والسياسي ضمن حدود مرسومة بدقة. رابعا: أزمة سؤال التأسيس واستمرارية الجمود الفكري لدى جماعة العدل والإحسان لم تُقدم جماعة العدل والإحسان، منذ وفاة مرشدها ومؤسسها الشيخ عبد السلام ياسين، على مراجعة جذرية لسؤال التأسيس، الذي يُعتبر ركيزة أساسية لضمان استمرارية الحركات الاجتماعية والفكرية في مواجهة التحولات العميقة للمجتمع والدولة. ورغم إصدارها لما سُمِّي بـ”الوثيقة السياسية”، فإنها لم تطرح أطروحات فكرية جديدة أو رؤى استراتيجية مبتكرة قادرة على استيعاب المتغيرات المتسارعة على المستويين الوطني والدولي. وقد انعكس ذلك في حالة من التيه النظري والعملي التي أصبحت تعيشها الجماعة، وهي حالة لا تنفرد بها العدل والإحسان، بل تشاركها فيها معظم الحركات الإسلامية المغربية. فقد تأسست هذه الحركات في سياقات سياسية واجتماعية محددة، كانت فيها إشكالات التأسيس مرتبطة بظروف لحظية واستجابات مؤقتة، مما جعلها عاجزة عن بناء مشروع استراتيجي مؤصل وقابل للتطور مع الزمن. إن المراجعة النقدية لمسار جماعة العدل والإحسان تكشف عن غياب آليات التجديد الداخلي، سواء على مستوى الخطاب أو التنظيم أو آفاق العمل السياسي والاجتماعي. فبعد غياب الزعيم المؤسس، لم تستطع الجماعة بلورة قيادة فكرية جديدة تملك الجرأة على إعادة طرح سؤال المشروع والموقع والدور في ضوء التحولات المتسارعة التي شهدها المغرب خلال العقدين الأخيرين، بدءًا من ديناميات الحراك الاجتماعي إلى تحولات النظام السياسي وانتهاءً بتغير ملامح الحقل الديني نفسه. وهكذا ظلت الجماعة متشبثة بخيارات وخطابات صيغت في مرحلة كانت تتميز بمعطيات مختلفة كليًا، مما جعلها، شأنها شأن باقي الحركات الإسلامية المغربية، تواجه أزمة هوية استراتيجية تتجلى في الانفصال التدريجي عن المجتمع وفقدان القدرة على التأثير الفعّال في مجريات الأحداث. وهذا الانحباس في لحظة التأسيس الأولى، دون تجديدها أو تطويرها، أدى إلى غياب التفاعل الخلاق مع الأسئلة الجديدة التي تطرحها البيئة السياسية والاجتماعية الراهنة، مثل سؤال الدولة الحديثة، وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإشكالات العدالة الاجتماعية، ومستجدات الحقل الديني والفكري. وبهذا المعنى، فإن العدل والإحسان، كما غيرها من الحركات الإسلامية المغربية، باتت في حاجة ماسة إلى إعادة تفكير شاملة تتجاوز مجرد إصدار الوثائق السياسية الظرفية إلى بلورة مشروع حضاري وفكري متجدد قادر على تحقيق توازن بين الوفاء للمبادئ والانفتاح على الواقع. خامسا: سؤال التأسيس عند الحركات الإسلامية المغربية: قراءة نقدية معمقة إن دراسة التجربة التاريخية للحركات الإسلامية المغربية تكشف عن معضلة تأسيسية عميقة، تتعلق بغياب العناية الكافية بسؤال التأسيس، سواء على المستوى الفكري أو التنظيمي. إذ غالباً ما برزت هذه الحركات كرد فعل ظرفي على أوضاع سياسية واجتماعية وثقافية متقلبة، لا كنتيجة لرؤية ناضجة ومكتملة لمشروع حضاري متكامل. فقد افتقرت معظم المبادرات الإسلامية إلى مشروع تأسيسي صلب يحدد على نحو دقيق معالم الغاية والوسيلة والمسار، مما جعلها تتحرك ضمن أطر مرنة وهشة، سريعة التأثر بالتحولات والضغوط المحيطة بها. وبتحليل دقيق لسيرورة تشكل هذه الحركات، يتبين أن البدايات كانت موسومة بقدر كبير من الحماس العاطفي، مع ضعف في البناء الفكري والمنهجي. فقد غلب عليها الانشغال بالشعارات العامة والردود السريعة، دون الخضوع لعملية تأسيس نظري رصين يقوم على مساءلة الواقع بعمق، واستنطاق سننه، وصياغة مشروع تغييري متدرج ومستوعب لتعقيدات المجتمع والدولة. ونتيجة لهذا القصور، لم تستطع كثير من هذه الحركات تحقيق تماسك بين المبدأ والواقع، وبين الغاية والوسيلة، مما جعلها عرضة للتكيف الاضطراري مع المتغيرات، بدلاً من أن تكون فاعلاً رئيسياً في توجيهها. وقد تجلى هذا الضعف في غياب المراجعات الجذرية للأطروحات التأسيسية الأصلية مع تعاقب الأزمات. فبدلاً من مساءلة الأسس الأولى للسؤال الحركي: “ما المشروع؟ ما الغاية؟ ما الوسيلة؟”، اكتفت العديد من الحركات بتغييرات شكلية، كاستبدال الأسماء، وإعادة هيكلة التنظيمات، والانخراط في تحالفات ظرفية، دون أن تمس جوهر المشروع بالتحليل والنقد والتطوير. وهو ما أدى إلى تراكم تناقضات داخلية، وولّد حالة من الانفصال بين الخطاب المعلن والممارسة الفعلية. ومن منظور نقدي، يمكن القول إن الإشكالية المركزية التي عانت منها هذه الحركات تمثلت في غياب الرؤية النهضوية الشمولية: رؤية تجمع بين الإيمان العميق بالقيم الإسلامية ومقتضيات الفعل السياسي والاجتماعي ضمن شروط الواقع التاريخي. فالمشروع الإسلامي عند كثير من هذه الحركات ظل حبيس تصور تجزيئي، يفتقد إلى التكامل المنهجي، وإلى رؤية استراتيجية تضع موطئ قدم للإصلاح ضمن شبكة العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية السائدة. إن الحاجة إلى مراجعة جذرية لسؤال التأسيس لا تزال قائمة، مراجعة تتجاوز مجرد التكيف الظرفي مع الأحداث، نحو بلورة مشروع فكري وحضاري يستوعب تحديات العصر، ويؤسس لنهضة شاملة، تقوم على رؤية استشرافية، وتحقق التوازن بين القيم والمصالح، والمبادئ والمقاصد، والغايات والوسائل. وفي غياب هذه المراجعة، ستظل الحركات الإسلامية محكومة بمنطق الاستجابة للأحداث، لا بمنطق صناعتها. خاتمة إن مسار الحركة الإسلامية في المغرب، بما شهده من تحولات متنوعة، يعكس تعقيدًا في فهم العلاقة بين الفكر والسياسة، بين الدعوة والممارسة. فعلى الرغم من الانتقال الظاهر من المواجهة إلى المشاركة السياسية، ومن التنظيم الحركي إلى البحث عن تموقع داخل النظام السياسي، يبقى السؤال المركزي هو: هل تم فعلاً تأسيس مشروع إسلامي قادر على الاستمرار والنمو في مواجهة التحديات المعاصرة؟ أم أن الحركة ما زالت في مراحلها الأولى، تبحث عن هويتها وتوجهاتها ضمن سياق اجتماعي وسياسي معقد؟ إن النظر إلى التجربة الإسلامية في المغرب لا يجب أن يكون بمنأى عن النقد الجاد والمسؤول، فالحركة الإسلامية على الرغم من قوتها وتأثيرها، لا تزال في حاجة إلى مراجعة شاملة لتأسيسها الفكري والتنظيمي. إن مشروعها، الذي بدأ كمجرد رد فعل على واقع اجتماعي وسياسي معين، يعاني من صعوبة في التكيف مع تغيرات السياق المغربي، حيث تتداخل العديد من العوامل الاجتماعية والسياسية والدينية. من هنا، فإن إعادة التأسيس لا بد أن تكون أكثر من مجرد تجديد شعارات أو تكييف آني مع الواقع، بل تتطلب تفكيرًا عميقًا في كيفية تجديد الفكر الإسلامي بما يتناسب مع تحديات العصر. فالسياق المغربي، الذي يتسم بتعدد الهويات الثقافية والدينية، لا يمكن معالجته بنهج أيديولوجي واحد، بل يتطلب من الحركة الإسلامية أن تستند إلى منهجية تحليلية أكثر شمولية، تتيح لها التفاعل مع مختلف تيارات المجتمع دون التفريط في ثوابتها. إن الخوض في مسألة التأسيس الحقيقي يتطلب التفكير في جملة من الأسئلة المحورية: كيف يمكن للحركة الإسلامية أن تنسجم مع التحولات المجتمعية دون أن تفقد هويتها الدينية؟ وما هي المساحات التي يمكنها أن تشارك فيها بفعالية دون أن تصبح جزءًا من لعبة سياسية مفرغة؟ هل ستظل الحركة قادرة على تقديم مشروع يلامس الواقع اليومي للمغاربة، دون أن يغرق في التجريدات الفكرية؟ هذه الأسئلة تفتح المجال لتفكير أعمق حول إمكانية بناء مشروع إسلامي حقيقي قادر على استيعاب التحولات الكبرى التي يشهدهاالمجتمع المغربي، في وقت تتداخل فيه الإرادات الداخلية والخارجية، ما يستدعي مراجعة نقدية هادئة ومؤسسة من أجل التأسيس لمستقبلٍ مستدام ومتكامل

فاس نيوز / الأحد، 27 أبريل 2025
فوزي لقجع يهنئ نهضة بركان بنجاحه التاريخي وبتأهله لنهائي كأس الاتحاد الأفريقي

اخبار مغربية حقق فريق نهضة بركان المغربي إنجازاً تاريخياً بتأهله إلى نهائي كأس الاتحاد الأفريقي، بعد تجاوزه عقبة شباب قسنطينة الجزائري في الدور نصف النهائي من المسابقة. وكان الفريق المغربي قد حسم مواجهة الذهاب على أرضية ملعبه في بركان برباعية نظيفة، قبل أن يتعادل سلبياً في مباراة الإياب التي أقيمت على ملعب الشهيد حملاوي بمدينة قسنطينة يوم الأحد 27 أبريل 2025. وسيواجه نهضة بركان في النهائي فريق سيمبا التنزاني، الذي نجح بدوره في إقصاء ستيلنبوش من جنوب إفريقيا، مستفيداً من نتيجة الفوز في مباراة الذهاب. وبهذه المناسبة، تقدم السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بالتهاني الحارة إلى فريق نهضة بركان باسمه وباسم أعضاء المكتب المديري، مشيداً بهذا الإنجاز الذي يضاف إلى سجل الكرة المغربية في المسابقات القارية. يذكر أن هذا التأهل يعزز حظوظ الفريق البركاني في المنافسة على لقب البطولة القارية، ويؤكد تواجد الكرة المغربية بقوة على الساحة الإفريقية

المنتخب / الأحد، 27 أبريل 2025
مباشر.. تحليل تأهل نهضة بركان على حساب قسنطينة الجزائري/ ابراهيم دياز يتعرض لهجوم

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل. إطلع على كل المستجدات : إشترك الآن و إحصل على الإشعارات أولا بأول لأهم أخبار الرياضة الوطنية والدولية. عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم علىسياسة خصوصيةالموثع جميع الحقوق محفوظة لموقعجريدة المنتخب2025 ©

أكادير 24 / الأحد، 27 أبريل 2025
تأهل نهضة بركان إلى نهائي الكونفدرالية الأفريقية بعد مباراة مثيرة

agadir24 – أكادير24 نجح فريق نهضة بركان المغربي في التأهل إلى النهائي الثالث له في كأس الكونفدرالية الأفريقية، رغم خسارته أمام شباب قسنطينة الجزائري (1-0) في مباراة الإياب، التي أقيمت مساء الأحد 27 أبريل 2025، على ملعب “حملاوي” في قسنطينة. وكان الفريق المغربي قد ضمن تأهله بفضل فوزه الكبير في مباراة الذهاب (4-0) على أرضية ملعب بركان، مما جعل مهمة شباب قسنطينة شبه مستحيلة في العودة بالنتيجة. سيطر شباب قسنطينة على مجريات الشوط الأول، لكن الدفاع المنظم لنهضة بركان حال دون تسجيل أي أهداف. ومع بداية الشوط الثاني، نجح الفريق الجزائري في افتتاح التسجيل عن طريق اللاعب سفيان بلقاسمي في الدقيقة 47، محاولاً إحياء آمال العودة. لكن حارس نهضة بركان، منير المحمدي، كان حاسماً في أكثر من مناسبة، حيث تصدى لعدة هجمات خطيرة، مما حافظ على نتيجة المباراة عند (1-0) حتى صافرة النهاية. سيواجه نهضة بركان في المباراة النهائية فريق سيمبا التنزاني، الذي تأهل على حساب ستيلنبوش الجنوب أفريقي. ويسعى الفريق المغربي إلى تثبيت اسمه في سجلات الكرة الأفريقية بحصد لقبه الثالث في المسابقة، بعد إنجازاته في 2020 و2022

المنتخب / الأحد، 27 أبريل 2025
الوحدي وغينك لا يقبلان الهدايا .. هل ضاع اللقب؟

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل. إطلع على كل المستجدات : إشترك الآن و إحصل على الإشعارات أولا بأول لأهم أخبار الرياضة الوطنية والدولية. عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم علىسياسة خصوصيةالموثع جميع الحقوق محفوظة لموقعجريدة المنتخب2025 ©

المنتخب / الأحد، 27 أبريل 2025
إتحاد طنجة يجدد الثقة في هلال الطاير

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل. إطلع على كل المستجدات : إشترك الآن و إحصل على الإشعارات أولا بأول لأهم أخبار الرياضة الوطنية والدولية. عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم علىسياسة خصوصيةالموثع جميع الحقوق محفوظة لموقعجريدة المنتخب2025 ©

المنتخب / الأحد، 27 أبريل 2025
هل اتهم أنشيلوتي لاعبه إبرهيم بهدف الخسارة؟

أشار كارلو انشيلوتي مدرب ريال مدريد في ندوته الصحفية امس بعد خسارة فريقه لقب كأس اسبانيا إلى خطأ في تواصل إبراهيم مع زميله قائلا " أرسل له الكرواتي تمريرة منخفضة لم يفهمها زميله. استدار بدلاً من استقبال الكرة وجهاً لوجه، وهنا استغل كوندي الفرصة لسرقة الكرة والتقدم وضربها بقوة في شباك الخصم. ظن إبراهيم أن لوكا كان بإمكانه تمرير الكرة خلفه، لكنه مررها منخفضة. هذه تفاصيل صغيرة أحيانًا لا تكلف شيئًا، وأحيانًا أخرى تكلف الكثير".القصد من هذا الكلام هو ان كارلو أنشيلوتي يشير بأصابع الاتهام إلى إبراهيم بشأن هدف كوندي "تفاصيل تكلف غالياً في بعض الأحيان." ترى من الذي كلف الريال الخسارة هل كورتوا أو لوكا مودريتش او إبراهيم دياز ، لكن انشيلوتي بقصد إبراهيم دياز . تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل. إطلع على كل المستجدات : إشترك الآن و إحصل على الإشعارات أولا بأول لأهم أخبار الرياضة الوطنية والدولية. عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم علىسياسة خصوصيةالموثع جميع الحقوق محفوظة لموقعجريدة المنتخب2025 ©

المنتخب / الأحد، 27 أبريل 2025
الأهلي يعلن رحيل مدربه السويسري كولر غداة فقدانه لقب عصبة أبطال إفريقيا

أعلن النادي الأهلي المصري لكرة القدم رحيل مدربه السويسري مارسيل كولر غداة فقدانه لقب بطل مسابقة عصبة أبطال إفريقيا على يد ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي في الدور نصف النهائي. وقال النادي في بيان رسمي "تم تقديم الشكر للمدرب مارسيل كولر على الفترة التي قضاها مع الفريق الأحمر، ودخل الأهلي في مفاوضات مع كولر لإنهاء التعاقد بالتراضي وبالشكل الذي يليق بالطرفين". وخرج الأهلي من نصف نهائي عصبة الأبطال بعدما تعادل مع ماميلودي صن داونز 1-1 إيابا الجمعة بعدما عاد بتعادل سلبي ذهابا من بريتوريا، فودع المسابقة التي يحمل لقبها في الموسمين الماضيين بقاعدة الهدف خارج الأرض. وقال مصدر بالنادي الأهلي لوكالة فرانس برس إن "قرار رحيل كولر جاء بالإجماع بسبب تراجع نتائج الفريق في الفترة الأخيرة. السويسري سيرحل برفقة جهازه المعاون بالكامل"، كاشفا ان نائب المدير الرياضي محمد شوقي فقط سيستمر في منصبه. وتابع المصدر "المدير الرياضي محمد رمضان طلب الرحيل بدوره أثناء اجتماعه السبت مع محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادي. سيتم حسم مصير رمضان خلال ساعات والأقرب هو الموافقة على طلبه". وكشف أن الأهلي سيعين مدربا مصريا مؤقتا الأحد لقيادة مران الفريق استعدادا لمواجهة بتروجت في البطولة المصرية الأربعاء، مع ترشح أسماء مثل محمد يوسف المدير الفني لحرس الحدود، وعماد النحاس مدرب المقاولون العرب السابق، على أن يتم تعيين مدرب أجنبي جديد خلال أيام لقيادة الفريق في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأمريكية في حزيران/يونيو المقبل. وقاد كولر الأهلي منذ شتنبر 2022، وحقق معه لقبين في عصبة أبطال إفريقيا ومثلهما في البطولة المصري وآخرين في كأس مصر، بالإضافة لأربعة ألقاب للكأس السوبر المصرية ولقبا مسابقة فيفا إفريقيا وآسيا والباسيفيك. كما حقق مع الفريق الأحمر المركز الثالث في كأس العالم للأندية مرتين والمركز الرابع مرة واحدة، وبلغ نصف نهائي كأس الانتركونتيننطال العام الماضي. تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل. إطلع على كل المستجدات : إشترك الآن و إحصل على الإشعارات أولا بأول لأهم أخبار الرياضة الوطنية والدولية. عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم علىسياسة خصوصيةالموثع جميع الحقوق محفوظة لموقعجريدة المنتخب2025 ©

العمق المغربي / الأحد، 27 أبريل 2025
مطار بغداد.. طريق أحمد الشرع الى القمة

أثارت الصورة الثلاثية الجامعة بين أمر قطر الحكيم ” تميم بن حمد آل ثاني” والرئيسين السوري ” أحمد الشرع” والوزراء العراقي ” محمد السوداني”، كماً هائلاً من الأسئلة التعجبية في العراق، ليس من كل العراقيين، وإنما من جهات معينة وهي الأطراف الحاكمة من الإطار الشيعي، مع أنّ السوداني هو ممثلهم في قيادة الحكومة. لكن أكثر ما أثار الضجة ومازال، هو دعوته الى الحضور الى بغداد للمشاركة في القِمّة العربية، بغداد الحكومة التي ترى في الشرع متهماً صادراً بحقه قرار الاعتقال. الهدف من كتابة هذه الأسطر هو التحليل من دون تأيد طرف، مع الإقرار بأن السياسة في العالم الراهن تتحمل كل شيء، بما أن المصلحة هي التي تحددها، فما الكامن وراء موقف الرافضين من التقارب مع دمشق؟ • إن المنزعجين من دعوة الشرع هم من الفصائل المسلحة، والأطر السياسة القريبة منهم، أو ممن يرون في أنفسهم ممثل الشيعة والدولة العميقة، وعند التفكير يمكن ذكر الأسباب التالية لموقفهم الممتعض: – – الشعور بالإنكسار، لقد حاولت الفصائل تلك، خلال السنوات الخمسة عشر الماضية الإبقاء على النظام البعثي الحاكم في سورية، وشاركت الجيش والمسلحين التابعين للنظام في التصدي للثائرين من الشعب السوري، فسقوطه لم يكن محل القبول بالنسبة اليهم، لأنهم لم يكونو يرون الأسباب الداعية لإسقاطه وجيهاً، على خلاف ما كان يرونه في النظام البعثي العراقي، علماً أن النظامين من حيث طبيعة الحكم والعلاقة مع الشعب في مستوى واحد من السوء، أي أنهم خسروا نظاماً حليفاً ضمن محور يعرف بمحور المقاومة، كما أن الدماء التي قدمت من أجل وأد الثورة أو الحركة التغييرية السورية ذهبت هدراً. – الإنسجام مع السياسة الإيرانية في المنطقة، وهذا شيء غير مخفيّ، ولا يخفونه، فهم يرون في طهران قائدة محور المقاومة، وسوريا الأسد الضلع الأهم الرابط بين أطرافها جغرافياً، كما أن قادة الحرس الثوري قادوا السند الشعبي الشيعي للنظام السوري السابق، وهم من جاءوا بالشباب من أفغانستان وباكستان ومن العراق، لخوض معركة المقاومة على الأراضي السورية، وإذا كان الأمر هكذا، فإن السياسة الإيرانية تجاه النظام السوري الجديد هي الرفض و الحدّ من تطبيعه كنظام حاكم جاء على أنقاض نظام كان حليفاً في كل شيء، علماً أن السنوات الأخيرة من حياته كانت على خلاف مع طهران. – الطائفية، أو النظر الى الشرع وطبيعة الحركة التي قادها بأنها نظام مناويء من حيث الجوهر، فهيئة تحرير الشام، وسابقتها جبهة النصرة التي كانت مُبايعَة لأيمن الظواهري، هي التي أمام عيون العراقيين الرافضين لمجيء الشرع، خسارة بشار لم تكن خسارة نظام سياسي فحسب وإنما خسارة نظام كان محكوماً من الأقلية العلوية المندرجة ضمن الإطار العام للفكر الشيعي، مع أن الرجل كان بينه وبين الدين ما بين السماء والأرض، بعثي علماني، الدين كان عنده مناسبات فقط، لكن إذا كان متوقعاً إتخاذ موقف مذهبي إزاء الشرع ممن يصفون أنفسهم بأنهم جيش عقائدي، فإن الغرابة كبيرة من موقف العلماني الليبرالي أياد علاوي والكلمات الطائفية أو الدينية التي قالها، علاوي قال إنه ضد مجيء ودعوة الشرع الى بغداد لأنّ حركته أموية وهو أموي، إنه يمثل الحالة الأموية، معروف بأن أياد علاوي شيعي، لكنه كان على خلاف مع الكيانات الشيعية العراقية وعلى خصومة مع الإيرانيين، وهم يرون فيه بقايا البعث البائد، لكنه نطق بكلمات حتى المتشددين من أصحاب الدروس الحسينية لم يقولوها بتلك الصراحة. • أما عن المضايقات التي تعرض لها السوداني بدعوته الشرع الى بغداد، ليكون في القِمّة، فقد يستغل من المناوئين السياسيين له، ويكون شعاراً إنتخابياً في الشهور المقبلة، لكن هناك أمور تسعفه: – إن الدعوة ليست من الدولة العراقية، وإنما من الجامعة العربية، فالدولة المضيفة ليس لها من بدّ سوى توجيه الدعوات إلى كل قادة ورؤساء وأمراء وملوك الدول الأعضاء في الجامعة العربية، إلا إذا كان الموقف من الجامعة موقفاً سلبياً من قائد ما وبالتالي رفض حضوره، تحديداً من الدول العربية ذات وزن وتأثير، وهذا لا ينطبق على الشرع. – ليس كل العراقيين رافضين لمجيء الشرع الى بغداد، السنة والكرد ليس لديهم اعتراض، كما أن العلاقة بين قادة إقليم كوردستان والشرع موجودة، وليس كل الإطار الشيعي أيضاً من الرافضين، هناك أسماء معتبرة تقبل أو تتفهم توجيه الدعوة له، مثل عمار الحكيم، وهذا يخفف على السوداني الحرج الذي تعرض له من الفصائل وعدد من الشخصيات السياسية من ذوات الوزن والتأثير في الساحة الشيعية. – سياسة العراق، أو هويته التي يتحرك بها في المنطقة ذات لون ديني شيعي، ما يفسر التواصل بينه وبين الحوثيين واللبنانيين، وقديما مع السوريين، والعلاقة مع هيئات معينة في البحرين، خلال الأيام التالية لإنشغال الاعلام العراقي بمجيء الشرع إستقبل رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني في 22-4-2025 رئيس الطائفة العلوية في سوريا الشيخ عبد الله نظام، قد لا يكون مقصوداً إستقباله في هذا الوقت، لكنه يثبت قرب الحكومة العراقية من الشيعة في سوريا ويخفف من المعارضة التي يواجهها السوداني، وقد يكون العراق وسيطاً بين الأقلية العلوية والنظام السوري أو ناقلاً رسائل ومطالب شيخهم الى القيادة في دمشق، بمعنى قد يكون العلويون نقطة قوة إنتخابية للسوداني في المرحلة القريبة المقبلة. • لكن إلى متى يستمر هذا التوتر أو القلق والإرتباك العراقي في الموقف تجاه دمشق بنظام حكمه الجديد؟ متى يمكن تجاوز ذلك؟ في الحقيقة المسار العام للسياسة هو التعامل والتعاون، فالبلدان محتاجان لبعضهما في التعامل الأمني والتجاري أكثر من الحاجة لبلدان أخرى، والمدقق يرى أن الحاكمين في بغداد يريدون التأقلم مع الشرع، لكنهم بحاجة الى الوقت، لهذا يأتي التحرك خجولاً، وقد يحتاجون الى المساعدة ورفع الحرج عنهما كما فعل أمير قطر، فالشيخ تميم لم يساعد الشرع على التطبيع مع العراق وإنما ساعد العراق على تجاوز الحساسية النفسية تجاه الشرع أيضاً، وقد تتجاوز الأطراف الشيعية الحاكمة في العراق مأزق الشرع عند حالتين: – تغليب مصلحة العراق كدولة وشعب على حساسيات تاريخية أو عقد فكرية، والتفكير بعقلية الدولة وليس أجنحة سياسية، كما الإيرانيون يفعلون. – التقليل من التماهي مع السياسة الإيرانية في المنطقة، وفكّ مصلحة العراق عن مصلحة إيران، والنظر الى العراق كبلد مستقل وندّ لكل الدول المجاورة وغير المجاورة

العمق المغربي / الأحد، 27 أبريل 2025
مغرب الحضارة: رسالة إلى صانعي الفتن: هونوا عليكم فالقافلة تسير

هذه رسالة صريحة!!! من أجل البيان والشرح عن المسار الذي اخترناه، بعد اتصال الكثير من الأعضاء والأصدقاء من أجل الرد على المشككين أو الاستفسار عن المسار. فعسى أن أكون عند حسن ظنهم فأبين مسار الذين اختاروا العمل الوطني الإصلاحي التنموي بعيدا عن التقاطبات. فقد علمنا الوطن وعلمتنا أسرنا الكبيرة والصغيرة وعلمتنا حركاتنا وهيآتنا وعلمنا أستاذتنا في المدرسة والجامعة وعلمنا القادة الكبار من الوطنيين والعلماء والساسة وعلمتنا الرفقة الطيبة مع الإخوة والأصدقاء … علمتنا الحياة أن نتحرك ونعطي ونشارك وننصح ونتعلم ونحن تلاميذ وطلبة وموظفون وعاملون ومهنيون ومنتخبون وبرلمانيون ومسؤولون ومثقفون ومتقاعدون … ولن نتوانى في أن نساهم بما استطعنا، عسى أن نكون نافعين ونكمل طريقنا بنفس المنهج الذي تربينا عليه منذ الصغر والقائم على الوطنية الصادقة والإصلاح والاعتدال والعطاء والتدرج والتعاون مع الغير على الخير والنزاهة والصبر على المخالفين وعوادي الزمن وعوائق الطريق وصعابها وعدم المبالاة بألسن المتوهمين والحاقدين والمتوجسين والمشككين وحتى من ضربات المقربين الذين يضيعون حسناتهم في ظلم الآخرين. أولئك الذين تغيضهم كل حركة أو مبادرة أو زيارة أو خطوة. أولائك الذين لا ينفعون بخير ولا يتركون من يقوم به. فقد جبلوا على الإساءة وسوء الظن والتشكيك والتبخيس وهدر الكلام وإطلاق اللسان ليكونوا في أتفه الدوائر ويقوموا بأسوء الأدوار. لذلك أقول لهم : “هونوا على أنفسكم فأنتم ضيعتم وتضيعون وقتكم وجهدكم في الغيبة والنميمة وقول الزور والإشاعة والتفاهة والتلفيق وسوء الظن. فلن تزيدوننا وتزيدون كل المخلصين والمناضلين إلا إيمانا وإصرارا… فانتظروا أكثر مما عرفتم ورأيتم. ولا ريب أن هؤلاء، صناع الفتن، يحتاجون إلى دروس، إن كانت لهم عقول يستوعبون بها، ليعرفوا أن الوطن ليس فيه أمثالهم إلا القليل. بل إنه عامر بمن جعل الوطن أولا ومقدما على كل شيء. أقول لهم أننا اخترنا الطريق ولن نحيد عنه، ونسال الله أن يوفقنا أن أكون من المغاربة المخلصين والغيورين والمناضلين وهم كثر والحمد لله ولسنا أفضل منهم. وهم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم. فمنهم من قضى نحبه، رحمهم الله جميعا وتقبل منهم ماقدموه للوطن، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ووما أثناهم عن ذلك بائعو الكلام ومحترفو الإشاعة والسباب وآكلوا لحم الأحياء والأموات وناشروا الفتن والمتلصصين على المبادرات والخطوات. ولمن يريد المزيد من التبيان للاطمئنان أو الاقتناع أو من يصر على إطلاق العنان لتفاهاته، أؤكد أننا تشرفنا بأن نكون من رواد الحركة الإصلاحية التنموية المستقلة “المبادرة الوطن أولا ودائما”، والتي تشق طريقها بثبات ورزانة وجهد وتدرج وانفتاح بفضل مسؤوليها وأعضاءها، وهم من الخيرين وطنية ونزاهة، وبفضل فروعها وشركاءها داخل الوطن وخارجه. وأملنا جميعا أن تنضاف هذه الحركة الناشئة إلى كل مبادرات الخيرين والعاملين والصادقين الذين يسترخصون كل غال ونفيس من أجل نفع الوطن ومواجهة من يريد سوءا به من الداخل والخارج، وذلك بما قدرنا الله عليه وأنعم علينا من إيمان وقدرة وعلم وتجربة وبما تيسر من كفاءات وإمكانيات وعلاقات. فنفع الوطن ليس له باب واحد بل أبواب كثيرة لا تعد، وكلما أغلق باب فتحت أبواب أوسع. ومصب الوطن ليس له رافد واحد بل روافد عديدة، كلما جف رافد تدفقت روافد تغني المصب. فقد أنعم الله على الوطن برواد وكفاءات يقوي بعضهم بعضا، فالأنوار لا تتزاحم. ونتشرف أن نكون في القافلة التي تسير ولو كنا في آخرها!!! لكن نرجو أن لا نبطيء سيرها بالالتفات إلى الضجيج من حولها. وفي هذا الطريق، سنبقى أوفياء لمنهجنا في علاقاتي، فمن توافق معنا على سلك طريق الإصلاح وتنمية الوطن في إطار “المبادرة” فلن ينال منا إلا العون والتقدير والتحفيز ، ومن رافقناهم ردحا من الزمن وفرقت بيننا السبل فقد قال ربنا: “ولا تنسوا الفضل بينكم” ولا أدننكر جميلهم علينا!. ومن سار مصلحا وخادما للوطن في طريق أخر فسنحرص على التعاون معه فيما اتقفنا عليه والتجاوز فيما اختلفنا فيه، ومن انتقدنا بأدب فسنقابله بأكثر من أدبه بالبيان والرد، ومن أساء إلينا فسنقابله بالسماح في الأولى ومن أصر على الإساءة فسيكون لتا معه حزم وشأن آخر…! “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض” صدق الله العظيم

جميع الحقوق محفوظة لموقع رعد الخبر 2025 ©