دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدو هؤلاء النساء كبطلات خارقات بأقنعتهن الزاهية، حيث تحيط بهن زرقة المياه اللانهائية، وعند التعرف إلى قصصهن والجهود التي قمن ببذلهالكسب لقمة العيش، قد يعتبرهنّ البعض بطلات بالفعل. صادفت المصورة الإيرانية، فروغ علائي، النساء اللواتي يصطدن الأسماك لأول مرة عند زيارتها لجزيرة "هنجام" قبالة ساحل إيران في عام 2018. وقالت علائي في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "أجريت بحثًا عنهنّ، وأبهرتني قصصهن". لم تنتظر المصورة الإيرانية طويلاً، إذ عادت إلى الجزيرة في العام التالي وطلبت الإذن لمشاركة قصص هؤلاء النساء اللواتي مارسن هذه المهنة إلى جانب آبائهن وأمهاتهن منذ سن المراهقة. وثّقت علائي عالمًا غير معروف على نطاق واسع يجسد المثابرة والإلهام والأنوثة في آن واحد، خاصةً عند رؤية ممارسة النساء مهنة يهيمن عليها الرجال عادةً، وهنّ يرتدينملابسهن التقليدية الزاهيةوغطاء الوجه التقليدي. وأكّدت المصورة الإيرانية: "عندما وصلتُ إلى الجزيرة، انجذبت نحو أسلوب لباسهنّ الفريد". في الصور، تظهَر امرأة وهي تدفع قاربها نحو البحر، بينما تظهر أخرى مهارتها في التعامل مع صنّارة الصيد. سلّطت علائي الضوء على الجانب الآخر من هذه المهنة، إذ قالت: "للأسف، حتى عام 2023، لم تعترف منظمة مصائد الأسماك الإيرانية بهنّ كصيادات محترفات (لاعتقاد الحكومة أن هذا العمل مخصص للرجال)، ما حرّمهن من الوصول إلى الوقود المدعوم والتأمين، وهذه تحديات عرضتهنّ لخطر كبير". ترى المصورة الإيرانية أن الصور التي وثقتها تجسد قوة وصمود النساء العاملات في مجال لطالما اعتُبر حكرًا على الرجال، فهنّ "لا يكتفين بكسب الدخل وإعالة أسرهن فحسب، بل يواجهن أيضًا التحديات والعقبات التي تكتنف هذه المهنة". استذكرت علائي أنّها عانت من دوار البحر عندما بدأت بتوثيق عملهن داخل قوارب الصيد، موضحة: "لم أكن معتادة على البحر أو صيد الأسماك". وشكّل اكتساب ثقة النساء تحديًا آخر واجهته، إذ كانت الصيادة الشابة، خديجة، المعروفة بـ"خاجو"، التي تعلمت الصيد من والدتها، من أولى النساء اللواتي قابلتهن خلال رحلتها. وقالت المصورة الإيرانية: "تحدثتُ معها وأقمتُ في مسكنها الصغير بضعة أسابيع. وخلال النهار، كنتُ أزور أكشاك النساء لبيع المشغولات اليدوية، وعندما لا يكون لديهن زبائن، كنتُ أتحدث إليهن عن تحديات الحياة، وصيد الأسماك، وأمور أخرى كثيرة، حتى يتعرفن عليّ تدريجيًا ويثقن بي". وأكدّت أن "هذه الصور تُوضح أن المرأة قادرة على إيجاد مكانها وصوتها في أي مجال"
في ظل التناول الإعلامي الدولي، خاصة في بعض الصحف الفرنسية، الذي يميل أحيانًا إلى اختزال الواقع المغربي في صور نمطية أو تحليلات سطحية، تبرز الحاجة إلى قراءة بديلة، رصينة، ومرتكزة على المعطيات الميدانية والمعرفية. النقد مشروع، لكن عندما يغيب عنه العمق والسياق، يتحول إلى تشويه غير بريء أو إلى تبخيس لجهود دولة تتحرك وفق خصوصياتها وتوازناتها التاريخية والثقافية. منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش سنة 1999، شهد المغرب تحولات جوهرية مست مختلف مناحي الحياة: إصلاحات قانونية، تحديث للبنيات التحتية، مشاريع اجتماعية كبرى، وإعادة هيكلة للمؤسسات. كل هذه الخطوات لم تكن معزولة، بل جاءت ضمن رؤية إستراتيجية تروم تحديث الدولة دون المساس بأسسها الثقافية والدينية، وتحقيق التنمية المتوازنة دون التفريط في الاستقرار. إصلاحات عميقة وتحولات ملموسة خلافًا للصورة النمطية التي تروّج لها بعض المنابر، فإن المغرب عرف إصلاحات تدريجية وملموسة، طالت القوانين الأساسية مثل مدونة الأسرة، والنظام الصحي، والتعليم، والحماية الاجتماعية، والجهوية المتقدمة، والعدالة. كما تم اعتماد دستور جديد سنة 2011، عزز من صلاحيات البرلمان واستقلالية القضاء، وكرّس مجموعة من الحقوق والحريات. على مستوى التنمية، شُيّدت مشاريع استراتيجية كبرى غيرت الخريطة الاقتصادية للبلاد، من موانئ ضخمة ومجمعات صناعية متقدمة، إلى مشاريع رائدة في مجال الطاقات المتجددة والنقل. هذه الإنجازات لم تكن فقط في البنية التحتية، بل رافقتها سياسات اجتماعية موجهة نحو تقليص الفوارق وتحقيق العدالة الاجتماعية. الملكية، في هذا السياق، لم تكن عائقًا أمام الإصلاح، بل كانت عنصر توازن ورافعة للتغيير. فهي تؤمّن الاستمرارية، وتوجه الإصلاحات، وتجمع بين الرمزية الدينية والشرعية السياسية، في صيغة متفردة تحمي الهوية وتضمن الاستقرار. نموذج هجين قائم على التوازن النموذج المغربي لا يشبه النماذج الغربية الكلاسيكية للملكية البرلمانية، ولا يتطابق مع أنظمة الحكم المركزي الصارم. بل هو نموذج هجين، يجمع بين سلطة تنفيذية يمارسها رئيس حكومة منتخب، ومؤسسات دستورية مستقلة، وسلطة ملكية تشتغل ضمن منطق الضامن والمرجع، وليس المتحكم المطلق. هذا التوازن، وإن بدا غريبًا لمن ينطلق من تصورات معيارية مستوردة، إلا أنه يعكس واقعًا تاريخيًا وثقافيًا وسياسيًا متجذرًا في المجتمع المغربي. لذلك، فإن فهم هذا النموذج يتطلب التفاعل معه من الداخل، وليس فرض نماذج خارجية عليه، أو إسقاط مقارنات غير منصفة. الملك، بصفته أميرًا للمؤمنين، يلعب كذلك دورًا محوريًا في تأمين المرجعية الدينية المعتدلة، ومواجهة الفكر المتطرف، والحفاظ على وحدة المذهب والخطاب الديني، في سياق إقليمي هش ومفتوح على التوترات المذهبية والفكرية. تحديات إعلامية وسؤال السيادة السردية في السنوات الأخيرة، تكررت التوترات بين بعض وسائل الإعلام الفرنسية والمغرب، نتيجة تغطيات تميل إلى التعميم والتهويل وتجاهل الوقائع والسياق. هذا التوتر لا ينفصل عن العلاقة التاريخية المعقدة بين البلدين، حيث تتداخل المصالح مع الحساسيات، والقرب الثقافي مع النظرة الفوقية أحيانًا. في مواجهة هذا الواقع، أصبح من الضروري أن يبني المغرب قوة سردية خاصة به، تعتمد على أدوات حديثة: صحفيون متمكنون من لغات العالم وأساليبه، إنتاج ثقافي وفكري قابل للتصدير، شبكات من المثقفين والخبراء القادرين على الدفاع عن الرؤية المغربية في المنابر الدولية، وتطوير دبلوماسية ناعمة ومهنية. بالموازاة مع ذلك، يجب الاستمرار في تعميق الإصلاحات الداخلية، خاصة في الميادين الاجتماعية والقضائية والإدارية، وتعزيز الشفافية والمحاسبة، باعتبارها أفضل رد على أي تشكيك خارجي، وأداة لتقوية الجبهة الداخلية. ختاما: النقد مطلوب… لكن بفهم وعمق المغرب ليس دولة مثالية، لكنه ليس أيضًا دولة جامدة أو متقوقعة. هو بلد في حالة تحول مستمر، يخوض إصلاحاته بتدرج، ويواجه تحدياته بإرادة سياسية واضحة، ويبحث عن موقعه في عالم متغير دون التفريط في هويته. الملكية في هذا المسار ليست عائقًا بل هي عنصر استقرار، وفاعل موجه للإصلاحات، وصمام أمان ضد الانزلاقات. والملك محمد السادس، من خلال اختياراته ومبادراته، لم يقد البلاد فقط باعتباره رمزًا، بل أيضًا كفاعل استراتيجي يسعى إلى بناء مغرب جديد. النقد الإعلامي مرحب به، لكنه يفقد قيمته عندما يتحول إلى تشويه، أو عندما يُبنى على جهل بالسياق. من يريد أن يفهم المغرب، فعليه أن ينظر إليه من داخله، وأن يصغي إلى نبضه، لا أن يحكم عليه من وراء مسافة ثقافية أو أيديولوجية
اهم اخبار اليوم الاحد: اضغط علي روابط العناوين للاطلاع: 1- مصر ترد علي ضغوط اسرائيل. وجود الجيش في سيناء قرار سيادي لحمايه الامن القومي 2- مظله نوويه فوق السعوديه “تحليل” 3- عبد الله ساعف. المغرب يعيش الحد الادني من السياسه وسط تغول منطق الصفقات 4- اطباء القطاع الحر يرفضون تاجيل الانتخابات ويطالبون باصلاح قانون 08-12 5- الزي الفلسطيني. يربك اشغال البرلمان الهولندي ويوجه صفعه للكيان الصهيوني 6- كندا وبريطانيا واستراليا. تعلن رسميًا الاعتراف بدوله فلسطين: تحوّل تاريخي في مواقف حلفاء اسرائيل التقليديين 7- المغرب. يحصل علي قرض يفوق مليار درهم من صندوق “اوبك” للتنميه لدعم الحوكمه والمناخ 8- اكتشاف “شبكه عنكبوت حجريه” غامضه علي سطح المريخ يثير تساؤلات علميه 9- بركه يدعو ساكنه الاقاليم الجنوبيه للاعتزاز بالنموذج التنموي للاقاليم الجنوبيه “فيديو” 10- الخطر الداخلي. الطابور الخامس وتهديد استقرار المغرب 11- شريهان. ملكه البهجه وساحره الفوازير 12- سوريه مابعد سقوط الاسد! The post appeared first on.
حين يرفع حزب سياسي شعار “زجر التزوير وتدليس الانتخابات”، فهو لا يكتفي بمطالبة تقنية تخص القوانين، بل يسعى قبل كل شيء إلى إعادة تشكيل صورته في الفضاء العمومي. ذلك أن الخطاب الانتخابي في المغرب لم يعد يقاس فقط ببرامج أو وعود، بل بات يُبنى على رمزية من يقف في صف النزاهة ومن يُتَّهم، ضمناً أو صراحة، بالاستفادة من الغموض. إن الأصالة والمعاصرة، وهو حزب حاضر في الحكومة، يدرك أن معركة الشرعية المقبلة ليست مجرد تنافس على مقاعد البرلمان، بل هي معركة ثقة. فحين يطرح فكرة “الميثاق الأخلاقي بين الأحزاب”، فهو يرسم مشهداً يضع نفسه فيه في موقع المدافع عن الطهارة السياسية، وكأنه يريد أن يستعيد براءة الأصل في لحظة يغلب عليها خطاب الشك الشعبي. أما الدعوة إلى تشديد العقوبات ضد التزوير، فهي تتجاوز منطق الردع القانوني، لتُقدَّم كعلامة على موقف أخلاقي يريد الحزب أن يُثبت به أنه ليس جزءاً من لعبة “المال الأسود” ولا من شبكة النفوذ الخفي، بل طرف يريد أن يتماهى مع صورة القانون الصارم. إنها محاولة لتجسيد صورة الحزب كـ”حارس للشرعية” في زمن تتنازع فيه القوى السياسية على من يملك حق الكلام باسم الشعب. غير أن الأهم في هذا الموقف، هو حرص الحزب على تبني إرادة النزاهة في لحظة يُدرك فيها أن الاتهامات والانتقادات التي وُجّهت إليه في مراحل سابقة، لا تزال حاضرة في الذاكرة السياسية. فهذه المذكرة التي رفعها إلى وزارة الداخلية ليست مجرد مقترحات تقنية، بل يمكن قراءتها كـ مبادئ يعكس ضمناً رغبة الحزب في طي صفحة الماضي وما ارتبط بها من سلبيات، خصوصاً تلك التي أثارتها بعض المتابعات القضائية في حق عدد من قيادييه. وكأن الحزب يريد أن يقول إن المستقبل لا يُبنى إلا على إعادة تعريف الذات من جديد، والتصالح مع صورة نظيفة قادرة على استعادة ثقة الرأي العام. لكن هذه المبادرة الأخلاقية لا يمكن فصلها عن المشروع الفكري والسياسي الذي تأسس عليه الحزب ذاته. فقد جاء “البام” منذ بداياته بفكرة تحديث الحياة السياسية عبر إدماج أفكار تقدمية، ومحاولة الجمع بين الأصالة كعمق هوياتي ومعنوي، والمعاصرة كإطار للتأقلم مع مغرب وعالم متغير. لقد كان طموحه المعلن أن يُحدث نقلة نوعية في مفهوم السياسة بالمغرب، وأن يحررها من انغلاقها التقليدي نحو أفق أكثر عقلانية وتحديثاً. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بإلحاح هو: هل تمكن الحزب، خلال أكثر من عقد من الزمن، من إنجاز هذه النقلة فعلاً؟ هل استطاع أن يُسخر منظّرين ومفكرين لإغناء خطابه وإنتاج رؤية سياسية متجددة تواكب تحولات المجتمع المغربي والعالمي؟ أم أن اللحظة الراهنة تكشف أن أمامه فرصة جديدة لإعادة ترتيب بيته الداخلي وصياغة خطاب يستعيد طموحات التأسيس الأولى، لكنه بواقعية أكبر وبسقف انتظارات شعبية لا يمكن القفز عليها؟ إن الأفق لا يزال مفتوحاً أمام الأصالة والمعاصرة. فالحزب الذي وُلد من رحم فكرة التجديد قادر، إن أحسن قراءة التحولات العميقة التي يعرفها المغرب والعالم، على أن يعيد صياغة هويته السياسية بما يجمع بين قوة التنظيم ورصانة الفكرة ونزاهة الممارسة. وعندها يمكن أن يتحول من مجرد فاعل في التوازنات السياسية إلى قوة اقتراحية مؤثرة، ومن حزب متأرجح بين الماضي والحاضر إلى حامل لرؤية مستقبلية تُعيد للسياسة معناها، وللثقة الشعبية مكانتها
يُحكى، من باب الطرافة، أن أحدهم التقى الطبيب الألماني ألويس ألزهايمر في آخر أيامه، وهو الذي لم يُعمِّر طويلًا، إذ توفي سنة 1915 عن عمر ناهز 51 عامًا فقط. فسأله عن أسباب وأعراض مرض الخرف وفقدان الذاكرة الذي يحمل اسمه، فرد عليه الدكتور ألزهايمر بعد طول تفكير قائلاً: “لقد نسيت”… هكذا هي الحياة: “نسي” ألزهايمر أنه اكتشف مرض النسيان، لكنه جعلنا نفهم لماذا كان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن يُصافح الهواء بعد انتهاء خطاباته أمام الملأ، وكيف التقى سنة 2023 في ألمانيا بالرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران المتوفى منذ 1996، ولماذا كان يظن أن عبد الفتاح السيسي رئيس المكسيك، ولماذا ردَّد بعد إنهاء إحدى خطبه عبارة: “حفظ الله الملكة”، وهو شعار بريطاني في عهد فيكتوريا وإليزابيث لا علاقة له بالأمريكيين. وأخيرًا ـ وليس آخرًا ـ كيف ومتى خاض بايدن مغامرات في جبال الهملايا رفقة الرئيس الصيني شي جين بينغ رغم أن هذا الأخير لا علم له بالأمر. حدث كل هذا بينما كان بايدن يرأس “أخطر” دولة في العالم… وكأن ترامب أراد الإمعان في التنكيل بنا، فقد دأب على نعته بـ”جو النائم” Sleeping Joe. وكأن العالم كان يركب سيارة يقودها سائق “نائم”! وها نحن رأينا كيف ارتطمت تلك السيارة برصيف أوكرانيا، ودهست سكان غزة، وتسببت في العديد من الكوارث حتى اضطر الأمريكيون إلى تغيير السائق. لكن بدل سائق “نائم”، حصلنا على سائق متهور هذه المرة! لا يرتكب الحوادث بسبب “الإرهاق”، بل لأنه ببساطة يعشق “التفحيط”… جاءنا محمولًا على أجنحة عاصفة من الوعود والوعيد، لكنه مثل ألزهايمر سرعان ما نسي لماذا جاء أصلًا. قال لنا ـ من بين ما قال ـ إنه سينهي الحرب في كوريا… عفوًا، في أوكرانيا، خلال 24 ساعة! (يا إلهي، هل أصبنا جميعًا بالخرف؟). وقال إنه سيسحق بنغلاديش… عفوًا، الصين تجاريًا، ويفرض عليها رسومًا جمركية تصل إلى 60%. وقال إنه سيطرد المكسيك… عفوًا، الصين من منظمة التجارة العالمية. وقال إنه سيبني سياساته على شعار “روسيا أولًا”… عفوًا، أقصد “أمريكا أولًا”. وقال إنه سيحارب “الدولة العميقة” التي تسببت في هزيمته السابقة. وقال أيضًا إنه سيطرد كل الهنود… عفوًا، المهاجرين، من أمريكا، ويفتح “الشباك الأوتوماتيكي”… أقصد “الحقّ الأوتوماتيكي” في الجنسية! وغير ذلك كثير. الحرب في أوكرانيا لا تزال مستعرة، وستبقى بعد أن يرحل ترامب. وروسيا، التي هدد بتدمير اقتصادها، استطاعت أن تفرض عليه استقبال رئيسها فلاديمير بوتين في ألاسكا بكل طقوس الإمبراطوريات. بل إن أمريكا صارت مستعدة للانخراط ـ ومعها أوروبا الغربية ـ في اتفاق سلام برعاية موسكو، يُعيد رسم الخريطة الأمنية والسياسية لأوروبا والعالم، مع التسليم بضم الشرق الأوكراني، بما في ذلك القرم والدونباس وربما حتى ميناء أوديسا إلى الاتحاد الروسي. وهو ما يُكرس الهزيمة العسكرية والاستراتيجية الكبرى للغرب، مع ما سيترتب عن ذلك في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. سنرى النفوذ الروسي يتوسع من جديد في الفضاء السوفييتي السابق، وسنرى الصين تُضيّق الخناق أكثر على تايوان، فيما دول بأمريكا اللاتينية مثل المكسيك والبرازيل وبنما وفنزويلا تتمرد على الهيبة الأمريكية. وسنرى دولًا آسيوية مجاورة للصين تبحث عن تسويات سلمية معها لحجز مكان في النظام العالمي الجديد. وسنرى بلدانًا إفريقية جديدة تتحرر من ربقة الاستعمار المباشر وغير المباشر، خصوصًا في غرب إفريقيا والمحيط الهندي، مثل مدغشقر التي قد تُحيي مطالبها باسترجاع “الجزر المتناثرة” المحتلة من فرنسا منذ القرن الماضي. وسنرى أزمة هوية وأزمة أهداف داخل الحلف الأطلسي تُمهّد لتفكيك تلك البنية العدوانية العجوز التي عمَّرت ثلاثة أرباع قرن… إفلاس سياسي وهزيمة استراتيجية أليست كذلك يا سيد ألزهايمر يا متعلم؟! أما في الشرق الأوسط، فالحرب والإبادة في غزة ما تزالان مشتعلة. لقد فشل ترامب في تحريكها من مكانها، بل فاقمها، وفقدت أمريكا والغرب كل مرجعية أخلاقية ـ أو لعلهم نسوا أن لهم واحدة أصلًا. صاروا شركاء في أبشع كارثة إنسانية، بينما محور الشرق يثبت أحقيته سياسيًا وأخلاقيًا ويُعرّي وعود ترامب الانتخابية… إفلاس أخلاقي أليس كذلك يا سيد ألزهايمر؟ أما إيران، فقد تحولت إلى قوة إقليمية كبرى بعدما “نسي” ترامب أنه كان يريد تدميرها. والهند، التي وعد بضمها إلى تحالف ضد الصين وروسيا، وجدناها اليوم في تحالف ثلاثي معهما. والبرازيل، التي كانت ورقة بيد أمريكا زمن بولسونارو، صارت مقتنعة بأن مستقبلها مع بريكس لا مع واشنطن. والقادم أعجب وأغرب
لا يختلف اثنان على أن قطاع الصحة قد حظي، بفضل العناية الملكية السامية والمتواصلة، بمكانة استراتيجية جعلت منه ورشاً ملكياً كبيراً، حيث رسمت التوجيهات الملكية، برؤية استباقية وحكمة راسخة، معالم طريق واضحة لإصلاح جذري للمنظومة وتعميم الحماية الاجتماعية وفي قلبها التأمين الإجباري عن المرض. وقد شكّل هذا التوجيه الملكي البوصلة التي اهتدت بها الحكومة، فارتقى القطاع إلى صدارة الأولويات ضمن البرنامج الحكومي باعتباره حقاً دستورياً وجب ضمانه لكافة المواطنات والمواطنين. إنه إصلاح جيلي بامتياز، هادئ في أسلوبه لكنه عميق في جوهره، يروم معالجة الأعطاب المتراكمة وتخفيف العبء عن المواطن، ويؤسس لمنظومة متينة قائمة على الحكامة قادرة على خدمة الأجيال الصاعدة. وفي سياق النقاش العمومي الراهن حول واقع المستشفيات العمومية ، يجب التأكيد أن ما يعيشه القطاع اليوم ليس وليد اللحظة، بل هو حصيلة تراكمات ممتدة عبر سنوات: تشتت مسارات العلاج، ضعف التكامل بين مستويات الرعاية، تعثر صيانة التجهيزات وسلاسل الإمداد، خصاص في الموارد البشرية، وتفاوت في وتيرة الرقمنة. من هنا، يفرض الإصلاح الملكي نفسه باعتباره الخيار الاستراتيجي الوحيد لتجاوز هذه الأعطاب، وتشييد منظومة صحية حديثة، عادلة وناجعة، تضع الإنسان في صلب أولوياتها وتستجيب لتطلعات المغاربة في العدالة الصحية والكرامة الإنسانية. غير أن التحدي الجوهري اليوم يتمثل في تجسيد الحكامة على أرض الواقع، باعتبارها مسؤولية مشتركة لا يختلف حولها اثنان: فهي أولاً مسؤولية الحكومة في التخطيط والقيادة، وهذا أمر محسوم، لكنها أيضاً مسؤولية كل مواطن غيور، وكل فاعل داخل المنظومة الصحية، من موقعه وبقدر إسهامه.في هذا الصدد، وجب الاعتراف بكل موضوعية بأن ما أقدمت عليه الحكومة الحالية يُعد خطوة نوعية غير مسبوقة في مسار إصلاح المنظومة الصحية، حيث جسدت مقاربة هيكلية جديدة في حكامة التنزيل تحت إشراف رئاسة الحكومة، بما يضمن الالتقائية بين مختلف المتدخلين والتعبئة القطاعية المندمجة. وقد تم أولاً إرساء الإطار القانوني عبر المصادقة على القانون الإطار 06-22 وما انبثق عنه من نصوص تنظيمية متعلقة بالحكامة، تلاها إحداث مؤسسات استراتيجية وازنة، من بينها الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، والوكالة المغربية للدم ومشتقاته، والمجموعات الصحية الترابية، إضافة إلى الهيئة العليا للصحة. على المستوى المالي، تم تخصيص ميزانية تاريخية غير مسبوقة بلغت 33 مليار درهم، بزيادة تفوق 60% مقارنة بسنة 2020، وهو ما أتاح إطلاق ورش إعادة تأهيل نصف المراكز الصحية الوطنية، وتسريع بناء المستشفيات الجامعية لتغطية مختلف جهات المملكة، إلى جانب استثمارات كبرى أخرى. كما شمل هذا المجهود المالي تحسين أوضاع مهنيي الصحة عبر الرفع من أجورهم في إطار حوار اجتماعي مسؤول وبنّاء، بما يعزز مكانتهم كركيزة أساسية في إنجاح ورش الإصلاحأما على المستوى المؤسساتي، فقد شرعت هذه الهيئات الجديدة في مباشرة مهامها الميدانية: فالوكالة المغربية للدم ومشتقاته دشّنت عملها بجولات جهوية مع المهنيين لوضع سياسة وطنية للدم، فيما عقدت المجموعات الصحية الترابية أول مجالسها الإدارية، كما هو الشأن في جهة طنجة–تطوان–الحسيمة تحت رئاسة رئيس الحكومة. إن هذه الدينامية التشريعية والمالية والمؤسساتية، مضافاً إليها الاتفاقية الإطار التاريخية لتكوين الأطر الطبية بمختلف فئاتها، والتي ستمكّن بلادنا من تجاوز المعدل الموصى به دولياً لمهنيي الصحة في أفق 2030، تؤكد أن ما تحقق ليس مجرد تدابير مرحلية عابرة، بل هو تحول هيكلي عميق يؤسس لحكامة صحية جديدة، ويرسم معالم انتقال سلس نحو منظومة أكثر عدالة ونجاعة، تجعل خدمة المواطن في صدارة أولوياتها. وفي خضم هذه الدينامية الإصلاحية، من المهم التأكيد أن خروج المواطن للاحتجاج لا يُفترض أن يُقرأ كرفض للإصلاح أو اعتراض على خياراته الوطنية الكبرى، بقدر ما هو تعبير طبيعي عن معاناة متراكمة لسنوات ارتبطت بصعوبة الولوج إلى العلاج، وطول مسارات الانتظار، وضعف جودة الاستقبال في بعض المرافق. ومن هذا المنطلق، يمكن اعتبار صوت الشارع عنصراً مكمّلاً لمسار الإصلاح، ودعوة بنّاءة لتسريع وتيرة التنزيل وضمان أن يشعر الجميع بأن المنظومة الصحية الجديدة أُنشئت لخدمتهم، وجعل كرامتهم في صلب كل تحول. فما وقع في أكادير ليس سوى شاهد حي ودليل قاطع على إلحاحية هذا الورش، وضرورة التسريع أكثر في تنزيل الحكامة الطبية عبر خطوات عملية واضحة: تنظيم مسالك العلاج، تطوير أقطاب التميز، وتوسيع دائرة الانخراط لتشمل جميع المهنيين بدون استثناء — من الطبيب العام إلى الأستاذ الباحث، ومن الممرض إلى أساتذة علوم التمريض، ومن القابلة إلى الإداري. فالإصلاح لن يتحقق إلا بتكامل هذه الطاقات، ضمن خريطة الطريق التي حدد معالمها القانون الإطار 06-22، باعتباره المرجعية القانونية والعملية لبناء المنظومة الصحية الجديدة. وهنا لابد من التأكيد على أن أعقد تحدٍّ يواجه أي مسؤول عن هذا القطاع الحيوي هو إيجاد المعادلة المتوازنة بين طموح الإصلاح العميق، بما يحمله من رهانات استراتيجية، وبين ثقل الإرث التاريخي الذي ما زالت المنظومة الصحية مثقلة به. هذا الإرث لا يواجهه المسؤولون المركزيون فقط، بل يصارعه يومياً مهنيّو الصحة في الميدان، بأجسادهم وطاقاتهم وإرادتهم، وهم الركيزة الأولى لأي تحول حقيقي. من هذا المنطلق، تبرز الحاجة الملحّة إلى دعم مهنيي الصحة ومواكبتهم بشكل عملي، والانفتاح الذكي على مختلف مكوّنات المنظومة الصحية، في إطار شراكات استراتيجية متوازنة تُبنى على أسس صلبة وبُعد نظر، تفعيلًا لمقتضيات الباب السادس من القانون الإطار 06-22. إن الهدف ليس مجرد سدّ الخصاص، بل ضمان عدالة الولوج وجودة الخدمات، بما يمكّن المواطن من التمتّع بحقّه الدستوري في العلاج. وأضحى من الضروري اليوم تعزيز دور الهيئة العليا للصحة، ليس فقط في تقنين التأمين الإجباري عن المرض وابتكار آليات لتخفيف أعباء الإنفاق وضمان جودة العلاجات، بل كذلك في تقييم مستوى السلامة وجودة الخدمات الصحية المقدَّمة داخل المستشفيات والمراكز الصحية، العمومية والخاصة على حد سواء. وتكمن إحدى أهم وظائفها في اعتماد المؤسسات الصحية ومنحها الاعتماد وفق معايير دقيقة، بما يضمن احترامها لمستويات صارمة من النظافة، وسلامة الممارسات الطبية والجراحية، وحسن استعمال الأدوية، وحسن تدبير الاستعجالات. إن الهدف الأسمى من هذه المهام هو أن يشعر المواطن، أينما قصد المرفق الصحي، أنه يتلقى خدمة علاجية آمنة، ذات جودة، تحترم كرامته وحقه في الصحة، دون أي فرق بين القطاع العام والقطاع الخاص، لا من حيث الكلفة ولا من حيث مستوى الرعاية. إن ربح هذا الرهان ليس بالمستحيل، بل هو ممكن وواقعي، لاسيما وأن بلدنا قد أثبت في أكثر من محطة قدرته على تحويل التحديات إلى نجاحات، بفضل القيادة المتبصّرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده. إن إصلاح قطاع الصحة ليس رهين ولاية حكومية واحدة، بل هو ورش وطني ممتد عبر حكومات متعاقبة، يتطلب نفساً إصلاحياً طويلاً يعلو فوق الحسابات السياسية الضيقة. ومن ثَمَّ، لا ينبغي أن يقتصر التعامل مع الاحتجاجات على ردود فعل آنية، بل يجب أن يكون مبنياً على المسؤولية والموضوعية، خاصة وأن البنيات التحتية اليوم تعرف دينامية إعادة تأهيل وبناء، مع مستشفى جامعي في طور الإنجاز بكل جهة، وورش الرقمنة في طور التنزيل، والموارد البشرية في مسار تكوين متواصل. إن المرحلة الراهنة تفرض عملاً ميدانياً مشتركاً مع أسرة القطاع، وفق مؤشرات دقيقة قابلة للقياس والمساءلة، بما يضمن إعادة بناء الثقة بين المواطن ومنظومته الصحية. فالصحة، في نهاية المطاف، ليست مجرد قطاع إداري، بل هي تاج فوق رؤوسنا جميعاً، ورهان وطني لا يقبل التأجيل، يتطلب تعبئة جماعية بروح وطنية عالية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده
لا احد يمكنه ان ينكر ان الرهان علي اصلاح قطاع الصحه, الذي دابت الاحزاب السياسيه علي التهرب منه, يعكس شجاعه سياسيه ومسؤوليه وطنيه عاليه. خصوصا اذا اخذنا بعين الاعتبار ان تحقيق تحول حقيقي في هذا القطاع لا يتم خلال ولايه حكوميه واحده, بل هو مسار طويل قد يمتد لعقد من الزمن او اكثر, كما تؤكد ذلك معظم التجارب المقارنه. خصوصا ان كان الوضع يتعلق بارث ثقيل, ارث ناجم عن تراكمات سلبيه ومعقده, بسبب سنوات طويله من التدبير السيئ والاصلاحات الترقيعيه. لهذا كان الرهان علي الارتقاء بالمنظومه الصحيه عبر اصلاحات جذريه وعميقه, بعيدا عن منطق الاصلاحات السطحيه, التي لم تقدم اي نتائج تُذكر في السابق. فكانت البدايه باخراج القانون الاطار المتعلق بالمنظومه الصحيه الوطنيه, لوضع الارضيه الصلبه لجميع الاصلاحات القادمه, واعاده تشكيل ملامح المنظومه الصحيه برؤيه متجدده وطموحه. ولتنزيل هذه الرؤيه الاصلاحيه, تم رفع ميزانيه الصحه من 19.7 مليار درهم سنه 2021, الي 32.6 مليار درهم سنه 2025, بزياده غير مسبوقه بلغت 65.48%. قفزه هامه ستنعكس بشكل مباشر علي تاهيل العرض الصحي, وتعزيز البنيات التحتيه الصحيه. وهذا ما كان. فقد تم اطلاق خطه طموحه لتعميم المستشفيات الجامعيه علي مختلف جهات المملكه, حتي تتوفر كل جهه علي مستشفي جامعي قريب يضمن الرعايه الصحيه المتخصصه. وفي هذا السياق, تم تحقيق خطوات هامه المستشفي الجامعي باكادير بلغ مراحله النهائيه, الاشغال بالعيون والداخله قطعت اشواطا متقدمه, في حين تم الشروع فعليا في بناء المستشفي الجامعي بكلميم, وبني ملال, والراشيديه, فضلا عن قرب نهايه الاشغال بالمستشفي الجامعي ابن سينا, الذي يعد معلمه صحيه بمواصفات عالميه. وبالموازاه مع ذلك, كان الرهان علي تاهيل المراكز الصحيه للقرب, او ما يُعرف بصبيطار الحومه. فتم اطلاق برنامج غير مسبوق لتاهيل 1400 مركز صحي من الجيل الجديد, مزوده باحدث التجهيزات الطبيه والرقميه, واطقم طبيه وتمريضيه متخصصه, بهدف تعزيز العلاج الاولي, وتقليص الضغط عن المستشفيات العموميه. لكن الحكومه كانت واعيه ان اي اصلاح حقيقي يقتضي معالجه معضله الموارد البشريه ونزيف هجره الاطباء. وهذا ما كان. فقد تم اتخاذ اجراءات هامه, في مقدمتها الزياده في رواتب الاطباء ب 3800 درهم شهريا, والرفع من تعويضات الاطر الاداريه والتقنيه الي 1400 درهم, من اجل تحفيز وتثمين دور العاملين في القطاع الصحي. ثم تلا ذلك اصدار قانون الوظيفه الصحيه, الذي ارسي نظاما جديدا للاجور, لتصبح بذلك تركيبه الاجور في القطاع الصحي تتضمن جزئين رئيسيين: جزء ثابت يشمل المرتب والتعويضات المقرره, وجزء متغير يعتمد علي حجم الاعمال المنجزه. اما الهدف الاكبر, فكان يتمثل في رفع عدد مهنيي الصحه الي العتبه الموصي بها من قبل منظمه الصحه العالميه. وهذا ما كان. فلتحقيق هذا الطموح, تم تعميم كليات الطب بجميع جهات المملكه, بعد احداث ثلاث كليات جديده للطب والصيدله, وثلاث مراكز استشفائيه جامعيه بالرشيديه, وبني ملال, وكلميم. مع تقليص مده التكوين الطبي من سبع سنوات الي ست سنوات. ورفع الطاقه الاستيعابيه للمقاعد البيداغوجيه في كليات الطب والصيدله وطب الاسنان بنسبه 88%, وفي المعاهد العليا للمهن التمريضيه وتقنيات الصحه بنسبه 75%, مقارنه مع الوضعيه التي كانت عليها قبل سنه 2021. وقد بدات نتائج هذه السياسات تظهر فعليا, حيث ارتفع معدل الاطباء من 1.7 لكل 1000 نسمه الي 2.5, مع طموح بلوغ 4.5 في افق 2030, وهو معيار التنميه المستدامه. ولان الاصلاح لا يكتمل دون القطع مع التدبير البيروقراطي للقطاع, فقد حرصت الحكومه علي ارساء حكامه جديده للمنظومه الصحيه, من خلال السعي لماسسه مجموعه من الاختصاصات, بل وتفويض تدبير الاستثمار والتكوين والتوظيف للجهات. وهذا ما كان. فقد تم احداث المجموعات الصحيه الترابيه, التي ستنهي مع منطق التدبير المركزي للقطاع الصحي. حيث تتضمن هذه المجموعات مختلف المرافق الصحيه, من المستشفيات الجامعيه والجهويه والاقليميه, وصولا الي المراكز الصحيه للقرب, لتشتغل وفق برنامج طبي مستقل عن التدبير المركزي في الرباط. انها بالفعل ثوره هادئه في تدبير المنظومه الصحيه. خاصه اذا علمنا ان هذه المجموعات ستتولي صلاحيات الاستثمار وفق اولويات كل جهه, كما ستتولي تدبير الموارد البشريه, والتكوين, والتوظيف, علي اساس حاجياتها الواقعيه. هذا ليس مجرد اعلان نوايا, بل هو مسار عملي انطلق فعلا من جهه طنجه–تطوان–الحسيمه في مرحلته التجريبيه, في افق تعميم التجربه علي باقي الجهات. ولتعزيز حكامه القطاع, تم احداث ثلاث هيئات جديده: اولا: الهيئه العليا للصحه, كهيئه مستقله لتقييم السياسات الصحيه وضمان استمراريه الدوله في المجال. ثانيا: الوكاله المغربيه للادويه والمنتجات الصحيه, لضمان وفره الادويه وجودتها. ثالثا: الوكاله المغربيه للدم ومشتقاته, لضمان مخزون كاف للمستشفيات. كل هذه الاصلاحات تترافق مع استفاده 11 مليون مغربي, يمثلون 4 ملايين اسره, من ضمن 9.7 مليون اسره مغربيه, من التغطيه الصحيه ليستفيدوا من نفس سله العلاجات التي يستفيد منها الموظفون والاجراء. لكن بالمجان. ومن دون اداء اي مساهمات. فالحكومه ستتحمل اداء الاشتراكات عنهم بميزانيه ضخمه تقارب العشر ملايير درهم سنويا. هذا مجهود استثنائي وغير مسبوق ببلادنا. مجهود سيغير وجه المنظومه الصحيه من دون شك في المستقبل القريب, وسيجعل خدمات المستشفي العمومي تضاهي خدمات القطاع الخاص. لكن مسار الاصلاح طويل ومعقد بفعل تراكمات الماضي واخفاقاته. مسار شاق, مليء بالعراقيل, مثقل بارث الماضي, وبعقليات ما زالت اسيره التدبير البيروقراطي القديم. وفي هذا الطريق, من الطبيعي ان تظهر بعض الهفوات, او تقع بعض العثرات. ومن الطبيعي ايضا ان يخرج المتربصون وتجار الازمات. ومن البديهي ان يستغلها سماسره الانتخابات, ليتخذوا من هذه العثرات وقودا للتهويل والافتراءات. لكن الفرق الجوهري اليوم, هو ان الحكومه لا تتجاهل هذه الانزلاقات. ولا تتعامل معها بمنطق المناورات و المراوغات, بل تواجهها بسرعه, وتتعامل معها بالصرامه والنجاعه اللازمه, وبالحضور الميداني الفعلي. وهذا بالضبط ما يكرس الثقه في مسار الاصلاحات. ويؤكد ان ورش الصحه دخل مرحله جديده لا رجعه فيها. مرحله انطلقت علي السكه الصحيحه, وتخطّت منطق الشعارات. مرحله وضعت اسسها الكبري بوضوح, ورُسمت معالمها بثبات.
ليس من السهل علينا كبشر أن نكون إيجابيين طوال الوقت، خاصةً عندما نُواجه عقبة. ويجب علينا أن نُدرك أن الحياة قد تكون صعبة، وأن علينا أن نجد سُبلاً، ليس للبقاء على قيد الحياة فقط، بل للازدهار أيضاً. ووفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية، فإن مُمارسة مهارات التفكير الإيجابي يُمكن أن تُساعدك على بناء حياة رائعة. وهناك 4 طرق لتعزيز التفكير الإيجابي... تذكر أنك عندما تؤمن، لا تفكر في الكيفية. الكيفية تستخدم عقلك المنطقي، الذي يفتقر أحياناً إلى الخيال، ولا يفكر إلا في العالم المادي. بالأمل، لا تعرف كيف، لكنك تثق بأن الأمور ستسير على ما يرام. هذا الإيمان هو ما يجعل الوضع محتملاً. قد يكون النظر إلى الجانب المشرق صعباً أحياناً، لكن ذكّر نفسك أن الأمور قد تسوء دائماً. كن ممتناً لما لديك بإجبار نفسك على البحث عن النعم في حياتك. اعلم أنك أعظم من أي عقبة. بدلاً من التفكير «لماذا أنا تواجهني العقبات؟»، فكّر «لماذا ليس أنا؟»، فتحدياتك لن تُحطمك، بل ستجعلك أقوى. كن مرناً وذكّر نفسك بأنك «محارب، لست ضحية». تحدياتك اختبار ستجتازه. وعقبات الحياة موجودة لجذب انتباهك وتلقينك بعض الدروس. لا أحد إيجابي دائماً. لسنا آلات، بل بشر. امتلاك المشاعر أمر عادي وطبيعي. اعتبر مشاعرك السلبية استنزافاً للطاقة يجب معالجته. استشعر أحاسيسك، وعبّر عن أفكارك لتجاوزها. ابحث عن طرق للتحكم في مشاعرك السلبية ولا تدعها تتحكم بك. ووفقاً للباحثة والطبيبة، لورا غابايان، مؤلفة كتاب «الحكمة الشائعة: 8 عناصر علمية لحياة ذات معنى»، فإن الحكمة عبارة عن 8 عناصر أو مهارات حياتية تُسهم في عيش حياة أفضل. وكانت الإيجابية هي العنصر الثالث في ترتيب الأهمية. فهي تُمكننا من العيش بمرونة (العنصر الأول والأهم) والتمسك بالأمل، وتقودنا إلى الإيمان بغدٍ أكثر إشراقاً. وفي النهاية، الإيجابية ليست خياراً، بل ضرورة في حياتنا
مرة أخرى، يطل عبد الإله بن كيران بخطابه المعتاد: فلسطين، التطبيع، الشارع. الرجل يكرر نفسه منذ عشرين عاما وكأنه لم يتعلم شيئا ولم ينس شيئا. في آخر خرجاته أمام شبيبة حزبه، دعا إلى “تعبئة قوية لإسقاط التطبيع”، مذكرا بما وقع سنة 2001. لكن الحقيقة أن ابن كيران يبيع الوهم، ويعيد تدوير أسطوانة مشروخة، متغافلا عمدا عن أبسط الحقائق: التطبيع ليس شعارا حزبيا، بل قرار استراتيجيا مرتبطا بالأمن القومي وبمصير المغرب في صراعه مع جار معاد يسّلح نفسه حتى الأسنان. لنبدأ من النقطة التي يصر عليها بن كيران: سنة 2001. يومها، يزعم أن “المظاهرات الشعبية” أسقطت العلاقات مع إسرائيل. وهذا تضليل فج. الجميع يعرف أن القرار كان سياديا اتخذه جلالة الملك محمد السادس بعد أحداث المسجد الأقصى التي هزت العالم الإسلامي. الدولة تصرفت وفق رمزية المغرب في رئاسة لجنة القدس، ولم تكن مضطرة لإرضاء شارع غاضب. كان ذلك قرارا سياسيا ودبلوماسيا مرتبطا بالسياق الإقليمي، لا صدى لهتافات بن كيران وأشباهه. اليوم، السياق تغيّر جذريا. المغرب يواجه جارًا عدوانيا في الشرق، يعقد صفقات تسلح بالمليارات مع روسيا، ويستضيف جنرالات يسعون لزعزعة استقرار المنطقة. أي عاقل يفهم أن التطبيع مع إسرائيل ليس نزوة سياسية، بل ركيزة في منظومة الردع المغربية. طائرات مسيرة، تكنولوجيا دفاعية متقدمة، تعاون استخباراتي… كلها أوراق حاسمة لحماية حدودنا وصحرائنا. فهل يريد بن كيران أن نعود عزّلا في مواجهة “السوخوي” و”الإس-400”؟ ابن كيران يتحدث عن فلسطين وكأنه وصي عليها. لكننا نعلم جيدا أن كل خطابه لا يخدم سوى تنظيم الإخوان في غزة: حماس. هذه الحركة التي رهنت القطاع لإيران، ودفعت بأهله إلى الهلاك باسم “المقاومة”، بينما قياداتها تتمتع بالرفاه في الدوحة وإسطنبول. عندما يهاجم بن كيران التطبيع المغربي – الإسرائيلي، فهو عمليا يردد ما تمليه عليه ماكينة حماس وطهران. المفارقة أن المغرب، الدولة التي احتضنت لجان دعم القدس، والتي ظلت تاريخيا من أكثر المدافعين عن الفلسطينيين، تتهم اليوم بالخيانة لأن مصالحها اقتضت بناء تحالف استراتيجي جديد. أما حماس التي تتاجر بدماء الغزيين وتفرط في المصالحة الفلسطينية، فهي بالنسبة لبن كيران “المقاومة الشرعية”. أي منطق أعوج هذا؟ لنكن واضحين: بن كيران لا يخاطب الدولة، بل يخاطب قواعده الإخوانية. بعد الهزيمة الساحقة في انتخابات 2021، يبحث الرجل عن طوق نجاة يعيد حزبه إلى المشهد. والشارع، في نظره، هو الملعب الوحيد الممكن. لذلك يستحضر “التعبئة الشعبية” و”المظاهرات”، وكأن المغاربة لا يميزون بين الدفاع الصادق عن فلسطين وبين الاستغلال السياسي البائس لها. المغربي العادي يعرف أن أمن بلاده واستقرارها فوق كل اعتبار. يعرف أن نصرة فلسطين لا تعني الانتحار الاستراتيجي. ويعرف أيضا أن من يتباكى اليوم على “التطبيع” كان بالأمس رئيس حكومة يوقع تحت عينه اتفاقيات التعاون مع إسرائيل ولم ينبس ببنت شفة. المضحك المبكي أن حزب العدالة والتنمية نفسه، الذي يقوده بن كيران، كان شريكا في السلطة عندما انطلقت أولى خطوات التعاون المغربي – الإسرائيلي. وزراؤه جلسوا على الطاولة، وقعوا الاتفاقيات، التقطوا الصور، ثم صمتوا. اليوم، وقد فقدوا الكراسي، صاروا فجأة “مناضلين ضد التطبيع”. هذه هي البراغماتية الإخوانية: المبادئ مجرد ورقة في لعبة السلطة، ترفع عند الحاجة وتطوى عند المصلحة. المغرب اليوم يقف على مفترق حساس: تحديات أمنية، صراع مفتوح مع الجزائر، رهانات كبرى على ملف الصحراء. في مثل هذا السياق، لا مكان للشعارات الجوفاء. الدولة تتحرك بمنطق المصالح العليا، لا بمنطق البكاء على المنابر. التطبيع بالنسبة للمغرب ليس انخراطا في “حب إسرائيل”، بل استثمار في أوراق قوة لحماية السيادة الوطنية. أما من يريد أن يحوّل المغرب إلى حديقة خلفية لحماس، أو إلى فرع من فروع الإخوان المسلمين، فليعلم أن المغاربة تعبوا من المتاجرة بفلسطين. ابن كيران، بخطابه الأخير، يكشف كل شيء: شعبوية فجة، خدمة مجانية لحماس وإيران، وجهل – أو تجاهل – للمصالح الاستراتيجية العليا للمغرب. الرجل يعيش على “نوستالجيا المظاهرات” ويتخيل أن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه. لكن الحقيقة أن المغرب ماض في بناء تحالفاته بعقلانية وواقعية، بعيدا عن زعيق المنابر والشعارات. إن أخطر ما في خطاب بن كيران ليس فقط أنه يضلل الرأي العام، بل أنه يحاول جرّ المغاربة إلى معركة ليست معركتهم. معركتنا الحقيقية هي حماية الصحراء، تعزيز قوتنا الردعية، وضمان أمننا القومي. أما فلسطين، فهي في قلوب المغاربة بلا حاجة إلى مزايدات حزبية. وبين دولة تتحرك بمنطق المصالح، وزعيم إخواني يعيش على فتات الشعارات، لا شك أن المغاربة يعرفون أي طريق يختارون
يحكي ان فلاحاً مغربيا كان يتناول عشاءه في منزله بعد يوم عمل شاق, فظهر له ان عجلا من عجوله غير مربوط ويتجول عشوائيا في ساحه المنزل, فامر احد ابنائه, المسمي بوشعيب, بربط العجل في مكانه, من شديد فرحته بالثقه التي وضعها فيه والده, وفي محاوله منه لاظهار قوته وبراعته; نهض بوشعيب هذا مسرعا فاذا به يضرب القنديل الذي كان يضيء المنزل واطفاه, فصار كل شيء مظلما. ولان بوشعيب لم يعد يري شيئا بعد ذلك, داس علي الصحن الذي كان يتعشّي منه والده فانقلب, تلطخ وجه ابيه وملابسه ببقايا الطعام, ثم داس علي رجله فكاد ان يكسرها حينها بدا الفلاح المفزوع مما يحصل يصيح قائلا: اربطوا بوشعيب واتركوا العجل, اربطوا بوشعيب اولا. اربطوا بوشعيب واتركوا العجل, لعل ذلك يحد من الخسائر التي تسبب فيها. تنطبق هذه الطرفه علي ما يقوم به ترامب في كل ما تدوسه قدماه او يصل اليه علمه او سمعه او بصره. كان العالم يشهد فوضي وحروبا ومشاكل كبيره قبل مجيئه, وظن الجميع, كما كان يصرح ترامب بانه سيحل تلك المشاكل ويوقف الحروب في اوكرانيا وغزه وغيرها, ويعيد الاوضاع الدوليه الي حاله من الاستقرار والنظام. ما حدث كان العكس تماما. واخر حوادث ترامب هو تصريحه خلال زيارته الاخيره لبريطانيا بانه يسعي للعوده الي افغانستان واسترجاع قاعده باغرام الجويه التي بناها الاتحاد السوفياتي في خمسينيات القرن الماضي. والمبرر هذه المره هو قرب هذه القاعده من احد المواقع النوويه الصينيه. هكذا بوضوح وبساطه. داس ترامب علي كندا وكاد يقلبها, ووطات قدمه جزيره غرينلاند ولكن الله سلّم, لحد الان علي الاقل, ثم عاث تكسيرا وتدميرا في اقتصاديات عدد من الدول عبر الرسوم الجمركيه التي صارت مثل سيف داموقليس فوق رقاب الاصدقاء والاعداء علي حد سواء. ولحد الان, مازال العجل الذي كان يفترض في الرئيس ترامب ان يربطه حرا طليقا, بينما راح يهدد بالتهام الصين التي تبين له ان عظامها صلبه, تركها وراح يرفس الهند, وفرض عليها رسوما جمركيه تبلغ 50%, ونعتها بالاقتصاد الميت, فارتمت في احضان التحالف الروسي-الصيني, واغلقت في وجهه احدي النوافذ التي كان يطل منها علي اعداء امريكا في المنطقه. قبل يومين, وقّع ترامب قرارا رئاسيا يفرض من خلاله علي التاشيرات المتعلقه باستقطاب الكفاءات من الخارج, مبلغ 100 الف دولار علي التاشيره الواحده (للعلم كانت الرسوم المتعلقه بهذا النوع من الفيزا تتراوح بين الف وخمسه الاف دولار فقط). طبعا من سيتضرر من هذا القرار هو قطاع التكنولوجيا المتطوره والذكاء الاصطناعي, لان امريكا تستورد العقول التي تستاثر بالعمل وتطوير هذه القطاعات من الخارج وتحديدا سبعون بالمائه منهم هنود. قرار مدمّر وغير مفهوم بتاتا, وهديه رائعه ومجانيه للصين. واليوم يطلع علينا ترامب, بقرار يتعلق بالسعي للعوده الي افغانستان, وبالضبط الي قاعده باغرام شبه الحدوديه مع الصين (تبعد عناه ب92 كيلومتر فقط). ولا يُخفي ترامب انه يسعي لذلك من اجل مراقبه الموقع النووي الصيني القريب منها, ويكاد هذا الامر يعتبر اعلان حرب من طرف ترامب علي الصين. كل هذا علما ان عِجل الحرب الاوكرانيه الذي كان يفترض في ترامب ان يربطه, انطلق اصلا بسبب اقتراب الولايات المتحده والحلف الاطلسي اكثر من اللازم من الحدود او الحظيره الروسيه, وهو ما اعتبرته موسكو تهديدا لامنها وسلامه اراضيها فاضطررت لتقرير ما يسمي العمليه الخاصه الروسيه في اوكرانيا اي السيطره العسكريه علي منطقه الدونباس. لقد شهدت افغانستان تعزيزا كبيرا لعلاقاتها مع روسيا مؤخرا, وحذفت موسكو طالبان من لائحه المنظمات الارهابيه, وتوجد اتفاقيات تعاون استراتيجي قيد الدراسه, ومنها ما هو قيد التنفيذ بين موسكو وكابول, وروسيا تعرف ان قاعده باغرام البعيده لا تبعد سوي قرابه ثلاثه الاف كيلومتر منها, وقد تستعمل لمهاجمتها بسهوله بواسطه الطائرات المسيره او الصواريخ طويله المدي. لكن الاهم هو ان القاعده تعتبر قريبه جدا من ممرات الطاقه من روسيا نحو الصين وايران. وقّعت روسيا كذلك منذ ماي الماضي, عده تفاهمات تتعلق بالطاقه والتجاره ومجالات مدنيه اخري مع كابول. والحقيقه ان كل تلك الاتفاقيات انما تمهد الطريق فقط, وتبني الثقه بين روسيا وافغانستان من اجل اتفاق استراتيجي شامل لن يتاخر الاعلان عنه وسيكون للرئيس ترامب كبير الفضل في تحقيقه. دعونا الان نذهب الي الصين, لنكتشف ان بكين وقعت في شهر ماي من سنه 2024 اتفاقا استراتيجيا شاملا, اي يحتوي علي بعد امني, وهو ما يعتبر مدخلا مستقبليا لاي تعاون عسكري بين البلدين. ومره اخري سيكون السيد ترامب كبير الفضل في تحقيق ذلك وبسرعه, بل ان هناك حوارا ثلاثيا بين الصين وباكستان وافغانستان حول القضايا الامنيه في المنطقه. واذا اخذنا بعين الاعتبار التردي الذي تشهده العلاقات الباكستانيه الامريكيه في الفتره الاخيره, فان من الواضح ان اسلام اباد لن تسمح, مثلها مثل موسكو وبكين, باسترجاع قاعده باغرام العسكريه الجويه من طرف الامريكان. خلاصه القول ان قرارات ترامب لن تساعد اطلاقا في تحسين الوضع السياسي والامني الدولي بقدر ما ستساهم في تازيمه, وان ترامب سيتسبب عاجلا او اجلا في اندلاع حروب جديده قد تكون امريكا طرفا مباشرا فيها, او حرب اهليه امريكيه داخليه بدات بوادرها مع عمليه اغتيال شارلي كيرك. لذلك دعونا نتفق مع الفلاح المغربي انه من مصلحه الجميع ان يُربط بوشعيب حتي وان بقي العجل طليقا, لانه لن يتسبب في خسائر اكثر من تلك التي تسبب فيها بوشعيب. ولا يزال. The post اربطوا ترامب! appeared first on صوت المغرب.
جميع الحقوق محفوظة لموقع رعد الخبر 2025 ©