الجديد

العمق المغربي / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
من مغرب بسرعتين إلى مغرب العدالة المجالية و الاجتماعية: نداء ملكي يستنهض الضمير السياسي

إن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلائه عرش المملكة في 29 يوليوز 2025، يدشن لحظة سياسية قوية عنوانها المسؤولية. مسؤولية الحكومة القريبة و لايتها من الانتهاء و مسؤولية الأحزاب السياسية التي ستتبارى على حكامة الوطن في الانتخابات التشريعية المفبلة، ومسؤولية المواطنات والمواطنين في الاختيار الموفق لمن بمثلهم لكسب رهان مغرب أكثر انسجامًا، وعدلاً، وإنصافًا. لقد رسم جلالة الملك بوضوح خارطة طريق للقطع مع مغرب بسرعتين، وإعادة بناء و احقاق التنمية الاجتماعية والمجالية على أسس جديدة. وبصفتي امرأة سياسية تنتمي إلى حزب ناضل مند ما يزيد عن نصف قرن من أجل التنوع السياسي والثقافي وإقرار العدالة الاجتماعية والمجالية، لا سيما في المناطق الجبلية، أقرأ هذا الخطاب كدعوة مباشرة إلى إعادة تجديد التعاقد السياسي و الاجتماعي و إعادة الاعتبار لعمل القرب والإصغاء إلى حاجيات المواطنات والمواطنين وجعل النساء في قلب هذا التحول كفاعلات أساسيات في التغيير. لقد شجب الملك، بصراحة، واقع “المغرب بسرعتين”، حيث تتركز الثروات والفرص والبنيات التحتية في بعض الاقطاب و المراكز الحضرية على حساب هوامش قروية أو جبلية أو شبه حضرية. وهذه الفجوة ليست اقتصادية فقط، بل مجالية، واجتماعية، وثقافية، ومجحفة في حق النساء خاصة القرويات، اللواتي يدفعن غاليا ثمن هذا اللاعدل: من غياب الخدمات الصحية، وبعد المؤسسات التعليمية، و صعوبة الوصول الى الماء والتهميش الاقتصادي، وضعف التمثيلية السياسية المحلية. ان الخطاب الملكي السامي يتوجه في نظري الى هاته الفئة من النساء حين يدعو إلى تنمية اجتماعية مندمجة تُعيد للمواطن حقه في التنقل، و التعلم والكرامة، والمستقبل. ولعل من أبرز ما ورد في الخطاب الملكي هي الدعوة:الى تبني مفهوم جديد للتنمية الاجتماعية، لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات للفئات الهشة، بل يهدف إلى بناء مشروع مجتمعي مهيكل وعادل.هذا التعريف الجديد يتجاوز منطق الإحسان نحو اقتصاد للإدماج، والكرامة، والاستدامة. ويتطلب سياسات عمومية مندمجة: في الصحة، والتعليم، والتشغيل و الولوج للسكن اللائق. ان مضامين الخطاب الملكي تعيد الاعتبار لادوار الدولة الاجتماعية وتقطع مع منطق الليبرالية المتوحشة ، الدولة التي تحمي، وتنظّم، وتوجّه في إطار مرجعية ومنظومة تشكل فيها العدالة المجالية رافعة للتماسك الوطني والتنمية الاجتماعية خيارا مهيكلا و ليس احراء مناسباتيا.. وعلى بعد اقل من سنة من موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، يشكل هدا الخطاب الملكي في نظري اختبارا للأحزاب السياسبة فهو يحدد معالم تعاقد وطني جديد، ويدعو الفاعلين السياسيين إلى إعادة النظر في الفعل السياسي بناءً على استحضار الواقع الميداني، و بلورة استراتيجيات قابلة للتنفيذ لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، وتجديد النخب، لاسيما من خلال تعزيز ولوج النساء إلى مراكز المسؤولية الانتخابية والتنفيذية. اذ لم يعد مقبولا اليوم من الفاعلين السياسيين الاستمرار في تسويق الشعارات و الوعود الانتخابية الكادبة،بل أصبح محتم عليهم اكثر من اي وقت مضى إنتاج تصورات و مشاريع ترابية، مدققة، و قابلة للتنفيذ و مستجيبة لانتظارات و تطلعات المواطن.. ويتطلب تنزيل هذه الرؤية الجديدة وتجسيد هذا المشروع المجتمعي المتجدد، افراز نخبة سياسية جديدة: كفؤة، نزيهة، قادرة على صناعة التغيير وغير متورطة في صفقات الريع و تبديد المال العام و استغلال النفوذ و شراء الدمم التي عرقلت عملية التنمية و رسخت أزمة ثقة المواطن في الموسسات. إن المرحلة المقبلة، كما رسم ملامحها الخطاب الملكي، لن تقبل بوجوه سياسية استنفدت صلاحيتها بل تتطلب تعبئة طاقات وكفاءات وطنية من داخل المغرب و بين أبناء الجالية المغربية بالخارج قادرة على الإصغاء والاقتراح و صناعة للتغيير، وتحويل رؤية جلالة الملك إلى برامج فعلية تخدم المواطن المغربي، أينما كان، وخصوصًا المرأة في البوادي والمناطق المهمشة. وما أحوجنا اليوم إلى نخبة سياسية قادرة على استعادة ثقة المواطنات والمواطنين في العمل السياسي، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة ثقة عميقة بين الفاعل السياسي والمجتمع. ان ترميم هذه الثقة المفقودة أو المتآكلة، تشكل الشرط الأول والأساسي لتعبئة جماعية وطنية حول المشروع الملكي الجديد، وتحويله من رؤية سامية إلى فعل جماعي ملموس، ينبني على الالتزام والمشاركة والمسؤولية. وقد ذكّر جلالة الملك أيضًا بأهمية وحدة المغرب العربي، في سياق دولي يشهد توترات وتصدعات. هذا التذكير ليس مجرد موقف دبلوماسي، بل هو نظرة استشرافية. فالاتحاد المغاربي يجب أن ينطلق من توحيد الشعوب حول قيم مشتركة، ومشاريع اقتصادية تضامنية، وسياسات اجتماعية تحترم كرامة الإنسان. والنساء المغاربيات، اللواتي غالبًا ما يتم تهميشهن في مسارات التكامل الإقليمي، يجب أن يكنّ في طليعة هذه الوحدة، عبر الثقافة، والتعليم، والمبادرات الاقتصادية، والدبلوماسية الموازية. إن خطاب العرش هذا لا يخاطبنا كمواطنات فحسب، بل يلزمنا كنساء سياسيات، ويحمّلنا المسؤولية كمُنتخبات، وفاعلات، ومناضلات، ويمنحنا الشرعية لنقترح بدائل طموحة، متجذرة ومتضامنة. نحن، في منظمة النساء الحركيات، لا نقرأ هذا الخطاب كمجرد مبادرة توجيهية ا بل نعتبره نداء ملكيًا من أجل تعبئة وطنية واسعة، ونحن عازمات، بكل مسؤولية، على الانخراط الفعلي والميداني في تنزيل هذه الرؤية، من خلال الذهاب نحو المواطنات والمواطنين، والاستماع لانشغالاتهم، والعمل على إعادة بناء جسور الثقة بينهم وبين الفاعل السياسي، وتعبئتهم مجددًا حول مشروع مجتمعي جديد، وحول ميثاق اجتماعي منصف رسم جلالة الملك معالمه الكبرى بدقة وشجاعة. نحن، نساء الحركة الشعبية، سنحمل هذه الرؤية الملكية في مجالاتنا، وفي خطاباتنا، وفي أفعالنا. وندعو جميع الأحزاب إلى الارتقاء إلى مستوى هذا النداء، لأن مستقبل المغرب لا يحتمل مزيدًا من التأجيل

مدار 21 / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
الأبعاد الاستراتيجية في الخطاب الملكي لعيد العرش 2025

البعد الاقتصادي: الخطاب الملكي بدا بالبعد الاقتصادي لاهميته و تناول مفهوم الصاعد لاهميته من خلال عبارات, المغرب الصاعد, نادي الدول الصاعده, اقتصاد صاعد, بلد صاعد, و هو ما يدل علي طموح المغرب تعزيز مكانته ضمن نادي الدول الصاعده. ثم ذكر الخطاب الملكي بان ما وصل اليه المغرب اليوم من تقدم مغرب موحد ومتضامن و ما حققه من تنميه اقتصاديه هو نتيجه رؤيه بعيده المدي. من خلال النهوض بالتنميه الاقتصاديه والبشريه الشامله. و الهدف هو بناء اقتصاد تنافسي, اكثر تنوعا وانفتاحا; وذلك في اطار ماكرو اقتصادي سليم ومستقر. علي المستوي الصناعي, يشهد المغرب نهضه صناعيه غير مسبوقه, حيث ارتفعت الصادرات الصناعيه, منذ 2014 الي الان, باكثر من الضعف, لاسيما تلك المرتبطه بالمهن العالميه للمغرب. وتعد قطاعات السيارات والطيران والطاقات المتجدده, والصناعات الغذائيه والسياحه, رافعه اساسيه للاقتصاد المغربي سواء من حيث الاستثمارات, او خلق فرص الشغل. علي مستوي الاستثمارات, يتميز المغرب بتعدد وتنوع شركائه, باعتباره ارضا للاستثمار, وشريكا مسؤولا وموثوقا, حيث يرتبط الاقتصاد الوطني, بما يناهز ثلاثه ملايير مستهلك عبر العالم, بفضل اتفاقيات التبادل الحر.ومما يشجع الاستثمار الاجنبي بالمغرب توفر المغرب علي بنيات تحتيه حديثه ومتينه, وبمواصفات عالميه اخرها تمديد خط القطار فائق السرعه, الرابط بين القنيطره ومراكش, وكذا مجموعه من المشاريع الضخمه, في مجال الامن المائي والغذائي, والسياده الطاقيه لبلادنا. البعد الاجتماعي: ان البعد الاجتماعي في الخطاب الملكي اخذ الحيز الاكبر لاهميته فعمل علي التشخيص ومنح الوصفه للعلاج وعبر عن عدم الرضا من معاناه مناطق ولاسيما بالعالم القروي, من مظاهر الفقر والهشاشه, بسبب النقص في البنيات التحتيه والمرافق الاساسيه. وذلك لا يتماشي مع الرؤيه الاستراتيجيه الملكيه في هذا الشان, الهادفه الي تعزيز التنميه الاجتماعيه, وتحقيق العداله المجاليه. ووردت بصريح العباره وبشكل حازم في: لا مكان اليوم ولا غدا, لمغرب يسير بسرعتين. فاذا كان المغرب يعرف تنميه اقتصاديه مهمه فلا معني لها اذا يستفيد منها البعض دون اخر ولا معني لها اذا لم تصل الي جميع الجهات والمناطق ولا معني لها اذا لم تساهم, بشكل ملموس, في تحسين ظروف عيش المواطنين, من كل الفئات الاجتماعيه, لذلك ما فتئ الملك يولي اهميه خاصه للنهوض بالتنميه البشريه, وتعميم الحمايه الاجتماعيه, وتقديم الدعم المباشر للاسر التي تستحقه. بمعني لا مزايدات سياسيه في هذا الموضوع فالملك تولي هذا الامر وينبغي علي مجموع السياسيين ان يسيروا في هذا الاتجاه وعلي اساسه. اما العلاج للوضع الاجتماعي المتمثل في احداث نقله حقيقيه, في التاهيل الشامل للمجالات الترابيه, وتدارك الفوارق الاجتماعيه والمجاليه. اما الوصفه للعلاج فهي دعوه الحكومه بشكل اساسي لانها هي المعنيه عن وضع السياسات العموميه الي الانتقال من المقاربات التقليديه للتنميه الاجتماعيه, الي مقاربه للتنميه المجاليه المندمجه. ليشمل ثمار التقدم والتنميه كل المواطنين, في جميع المناطق والجهات, دون تمييز او اقصاء. وتوجيه الحكومه لاعتماد جيل جديد من برامج التنميه الترابيه, يرتكز علي تثمين الخصوصيات المحليه, وتكريس الجهويه المتقدمه, ومبدا التكامل والتضامن بين المجالات الترابيه. وينبغي علي الحكومه وفق هذا المنظور تفعيل البرامج تهم علي وجه الخصوص: اولا: دعم التشغيل, عبر تثمين المؤهلات الاقتصاديه الجهويه, وتوفير مناخ ملائم للمبادره والاستثمار المحلي; ثانيا: تقويه الخدمات الاجتماعيه الاساسيه, خاصه في مجالي التربيه والتعليم, والرعايه الصحيه, بما يصون كرامه المواطن, ويكرس العداله المجاليه; ثالثا: اعتماد تدبیر استباقي ومستدام للموارد المائيه, في ظل تزايد حده الاجهاد المائي وتغير المناخ; رابعا: اطلاق مشاريع التاهيل الترابي المندمج, في انسجام مع المشاريع الوطنيه الكبري, التي تعرفها البلاد. البعد السياسي: ان البعد الاقتصادي مهم و البعد الاجتماعي مهم ولا يمكن تحقيقهما الا بحسن تفعيل البعد السياسي, فقد اكد الخطاب الملكي في هذا الشان, انه مع اقتراب اجراء الانتخابات التشريعيه, ضروره توفير المنظومه العامه, المؤطره لانتخابات مجلس النواب, وان تكون معتمده ومعروفه قبل نهايه سنه 2025 وذلك بالاعداد الجيد, وفتح باب المشاورات السياسيه مع مختلف الفاعلين. البعد الاقليمي و الدولي: علي المستوي الاقليمي اكد الخطاب الملكي علي التزام المغرب اليد الممدوده اتجاه الاشقاء الجزائريين وكما اكد موقف الملك الواضح والثابت; بان الشعب الجزائري شعب شقيق, تجمعه بالشعب المغربي علاقات انسانيه وتاريخيه عريقه, وتربطهما اواصر اللغه والدين, والجغرافيا والمصير المشترك. وبكل حكمه عاليه عبر الخطاب الملكي عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول; حوار اخوي وصادق, حول مختلف القضايا العالقه بين البلدين.وذلك من اجل العمل علي تجاوز هذا الوضع المؤسف. وذلك بهدف اعاده احياء اتحاد المغرب العربي. هذا الاتحاد الذي لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر, مع باقي الدول الشقيقه تونس ولبيبيا وموريتانيا. علي المستوي الدولي, ان الخطاب الملكي يعتز بالدعم الدولي المتزايد لمبادره الحكم الذاتي, كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربيه.وكما دابت في العاده الخطابات الملكيه تقديم الشكر للدول المسانده لمبادره الحكم الذاتي حلا وحيدا للقضيه. قدم الشكر للمملكه المتحده, والبرتغال, علي موقفهما البناء, الذي يساند مبادره الحكم الذاتي, في اطار سياده المغرب علي صحرائه, ويعزز مواقف العديد من الدول عبر العالم. ومع التاكيد ان الحل المتوخي في قضيه الصحراء هو ايجاد حل توافقي, لا غالب فيه ولا مغلوب. وانني اري ان الاشتغال في هذا الصدد علي كسب رهان روسيا والصين في مساندتهما لمبادره الحكم الذاتي حلا وحيد للقضيه من جهه, ومن جهه اخري الجلوس مع الجزائر في طاوله مستديره بوساطه امريكيه او عربيه. رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجيه والعلاقات الدوليه-

العمق المغربي / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
خطاب العرش 2025: الملك يرسم معالم مرحلة جديدة بين التنمية والعدالة المجالية والانفتاح السياسي

وجه جلالة الملك محمد السادس، مساء الثلاثاء، خطابا ساميا إلى الأمة بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلائه العرش، رسم من خلاله ملامح المرحلة المقبلة على المستويين الاقتصادي والسياسي، مؤكدا على أولوية العدالة الاجتماعية والمجالية، والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مع التمسك بخيار الانفتاح الإقليمي والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. أولا: انجازات اقتصادية وتحديات اجتماعية أكد جلالته أن المغرب حقق خلال السنوات الأخيرة نسب نمو مهمة رغم الأزمات الدولية والجفاف، بفضل صلابة الاقتصاد الوطني وتوجهاته الاستراتيجية، مبرزا أن الصادرات الصناعية تضاعفت منذ 2014، خاصة في مجالات السيارات والطيران والطاقات المتجددة. كما أشار إلى أن المغرب تجاوز هذه السنة عتبة مؤشر التنمية البشرية، ليدخل فئة الدول ذات “التنمية البشرية العالية”. غير أن الخطاب لم يخلُ من الاعتراف بوجود تفاوتات مجالية واجتماعية، خاصة بالعالم القروي، حيث شدد الملك على أن التنمية الاقتصادية لا تكتمل إلا بانعكاسها المباشر على حياة المواطنين، داعيا إلى إطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، يرتكز على التشغيل، وتحسين التعليم والصحة، والتدبير المستدام للموارد المائية، ومشاريع التأهيل الترابي. ثانيا: استحقاقات انتخابية في أفق 2026 على الصعيد السياسي الداخلي، شدد جلالة الملك على ضرورة الإعداد الجيد للانتخابات التشريعية المقبلة، المقررة في 2026، وضمان وضوح القوانين المؤطرة لها قبل نهاية السنة الجارية، بما يعكس الحرص على الاستقرار المؤسساتي وترسيخ الممارسة الديمقراطية. ثالثا: اليد الممدودة إلى الجزائر خارجيا، جدد الملك التأكيد على موقف المغرب الثابت تجاه الجزائر، معتبرا الشعب الجزائري “شعبا شقيقا تجمعه بالمغاربة روابط الدين واللغة والمصير المشترك”، ومجددا دعوته إلى “حوار صريح وأخوي” لتجاوز الخلافات القائمة، في إشارة واضحة إلى تمسك المغرب بخيار حسن الجوار والانفتاح الإقليمي. رابعا: الصحراء المغربية ودعم دولي متزايد وفي ما يخص القضية الوطنية، أعرب جلالته عن اعتزازه بالمواقف الدولية الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي، ولا سيما من بريطانيا والبرتغال، مؤكدا أن الحل المنشود يجب أن يكون توافقيا، “لا غالب فيه ولا مغلوب”، بما يحفظ ماء وجه جميع الأطراف. خامسا: إشادة بالقوات المسلحة واختتم الملك خطابه بتحية إشادة وتقدير لكافة مكونات القوات المسلحة الملكية والأجهزة الأمنية والترابية، مستحضرا تضحيات شهداء الوطن وفي مقدمتهم الملكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني

مدار 21 / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
نحو إعداد الإنسان المغربي لكأس العالم 2030.. استثمار في المستقبل وتنمية للعقل والوجدان

حين فاز المغرب بشرف تنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، لم يكن هذا الانتصار مجرد مكسب رياضي أو دبلوماسي، بل لحظة فاصلة في التاريخ الوطني، تفرض علينا مراجعة شاملة لمنظومة التنمية بكل أبعادها، وفي قلبها العنصر البشري. فلا يمكن أن يكون النجاح في تنظيم هذا الحدث العالمي فقط في الملاعب الحديثة أو الطرق السيارة أو الفنادق الفاخرة، بل يجب أن يكون أساسه إنسان مغربي مؤهل، معتز بهويته، وواعٍ بأهمية موقعه في هذه المرحلة التحولية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يتعين علينا أن نستثمر في الإنسان المغربي باعتباره المحرك الأول لكل المشاريع الكبرى. الرهان لم يعد فقط اقتصاديا، بل هو رهـان حضاري وثقافي وقيمي. المغرب أمام فرصة تاريخية كي يعيد التفكير في منظومته التربوية، وكي ينقل تركيز السياسات العمومية من الاستثمار في الحجر إلى الاستثمار في البشر التعليم يشكل الأساس الذي عليه يُبنى أي تحول مجتمعي حقيقي. ولعل الواقع اليوم يُبين بوضوح حجم التحديات التي تواجه المدرسة العمومية. لكن كأس العالم 2030 يمكن أن يشكل دافعًا لإصلاح حقيقي، إصلاح يُعلي من جودة التعليم ويربط بين مخرجاته ومتطلبات العصر. نحتاج إلى تعليم يُخرج من فصوله شبابًا مبدعًا، متشبعًا بروح المبادرة، قادرًا على الاندماج والمنافسة. كما يجب تقوية التكوين المهني، لا كملاذ أخير، بل كخيار استراتيجي يُواكب الثورة الصناعية الرابعة، ويُغذي قطاعات واعدة كالسياحة الرياضية، والخدمات اللوجستيكية، والتكنولوجيات الحديثة لا يمكن الحديث عن الرأسمال البشري دون استحضار الصحة باعتبارها ركيزة من ركائز تنمية الإنسان. منظومتنا الصحية تحتاج إلى إصلاح شامل وعميق، يضمن العدالة المجالية في الولوج إلى العلاج، ويُحسن من جودة الخدمات ويُثمن كفاءة الكوادر الطبية. المواطن السليم هو من يبني، يبدع، ويستقبل ضيوف بلاده بكرامة وثقة. إن كأس العالم يجب أن يكون أيضًا مناسبة لتحديث المستشفيات، وتوسيع التغطية الصحية، وجعل الوقاية الصحية سلوكًا جماعيًا راسخًا من جهة أخرى، فإن المجتمع المغربي لا يمكن أن يحقق التنمية المرجوة دون إشراك فعلي للنساء والشباب. هؤلاء ليسوا فقط فئات مستفيدة من التنمية، بل يجب أن يكونوا فاعلين وشركاء في صياغتها. تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا سيعزز من حضورها في مختلف مجالات الحياة، كما أن تأطير الشباب وتحفيزهم على الانخراط في مبادرات رياضية، بيئية، وثقافية سيُرسخ قيم الانضباط والمبادرة والمسؤولية. كأس العالم يمكن أن يُحوّل طاقة الشباب من التذمر والانتظار إلى العمل والمشاركة والإبداع هناك جانب آخر لا يقل أهمية، يتعلق بتعزيز ثقافة الانفتاح والتعايش وقبول الآخر. كأس العالم سيجعل من المغرب قبلة لملايين الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات، مما يستوجب إعدادًا ثقافيًا ونفسيًا واجتماعيًا للمجتمع المغربي لاستقبال هذه الموجات البشرية المختلفة. علينا أن نُربي أجيالًا على الاحترام، على التنوع، وعلى الإحساس بأننا ننتمي إلى عالم واسع تتعدد فيه الألسن والثقافات لكن تتوحد فيه القيم الإنسانية الكبرى ولا بد من التأكيد على أن الإعلام الوطني يجب أن يلعب دورًا محوريًا في إنجاح هذا الورش البشري. الإعلام مطالب بمرافقة الإصلاحات، بنقل النقاشات، بإبراز قصص النجاح، وبإشاعة روح الثقة. إعلام يقرب المواطن من الحدث، ويُشعره بأنه شريك لا مجرد متفرج، ويُساهم في نشر ثقافة الإيجابية والمبادرة والانخراط التحول الرقمي أيضًا يمثل رافعة أساسية من أجل تحديث الرأسمال البشري. يجب تسريع رقمنة الخدمات العمومية، وتطوير الكفاءات الرقمية، وتمكين المواطنين من المهارات اللازمة للعيش في عصر الذكاء الاصطناعي. كأس العالم سيكون حدثًا مُتداخلًا مع التكنولوجيا، من حيث التنظيم، والأمن، والتواصل، والخدمات، ما يجعل من الضروري بناء جيل رقمي، يتقن أدوات العصر، ويُساهم في خلق محتوى وطني متجدد وأخيرًا، فإن الرهان الحقيقي ليس فقط في أن نُبهر العالم في صيف 2030، بل في أن نُبهر أنفسنا أولًا بقدرتنا على التغيير، وعلى بناء نموذج تنموي يُقدّم الإنسان على كل شيء. نجاحنا في كأس العالم لن يُقاس فقط بعدد السياح أو الأرباح الاقتصادية، بل بمدى قدرتنا على جعل هذا الحدث نقطة تحول تاريخية نحو مغرب جديد، مغرب يضع الإنسان في صلب اهتماماته، ويجعل من رأس المال البشري ثروته الأولى والأكثر ديمومة. أستاذ بالمعهد العالي للمهندس و التدبير بالدار البيضاء

أحداث أنفو / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
لغزيوي يكتب: بيعتنا المستمرة

وأنت تجول بالناظر في كل مكان، يطرح عليك الزمان السؤال عن أهمية الاحتفال بالمغرب ومناسباته الوطنية، وفي مقدمتها، وعلى رأسها المناسبة الغالية التي تحل اليوم: مناسبة عيد العرش المجيد.لاتجد فقط 26 سببا للاحتفال، بل تجد آلاف المبررات الوجيهة لرفع الرأس فخرا، والصراخ في وجه الجميع: أنا مغربي، وأنا من هذا البراح الحضاري المتحضر، الذي يعرف جيدا من أين أتى، ويعرف أكثر من الجميع أين يقف اليوم، وطبعا يرى رؤى العين إلى أين هو سائر في الأمدين المنظور، والآخر البعيد.بلد اختار أن يكون ورشا كبيرا مفتوحا على التقدم نحو الأفضل، وأنصت لصوت النبوغ فيه، ففهم أن أهم الأهم هو العمل، وتهييء التربة لمستقبله، فترك عنه كل الأشياء التي قد تبقيه عالقا فيما تورط فيه الأغبياء، وراهن فقط على ذكاء أبنائه وذكاء نفسه من أجل شيء واحد ووحيد: العبور الآمن نحو الغد، نحو المستقبل. وأنت تجول بالناظر في كل مكان، يطرح عليك الزمان السؤال عن أهمية الاحتفال بالمغرب ومناسباته الوطنية، وفي مقدمتها، وعلى رأسها المناسبة الغالية التي تحل اليوم: مناسبة عيد العرش المجيد. لاتجد فقط 26 سببا للاحتفال، بل تجد آلاف المبررات الوجيهة لرفع الرأس فخرا، والصراخ في وجه الجميع: أنا مغربي، وأنا من هذا البراح الحضاري المتحضر، الذي يعرف جيدا من أين أتى، ويعرف أكثر من الجميع أين يقف اليوم، وطبعا يرى رؤى العين إلى أين هو سائر في الأمدين المنظور، والآخر البعيد. بلد اختار أن يكون ورشا كبيرا مفتوحا على التقدم نحو الأفضل، وأنصت لصوت النبوغ فيه، ففهم أن أهم الأهم هو العمل، وتهييء التربة لمستقبله، فترك عنه كل الأشياء التي قد تبقيه عالقا فيما تورط فيه الأغبياء، وراهن فقط على ذكاء أبنائه وذكاء نفسه من أجل شيء واحد ووحيد: العبور الآمن نحو الغد، نحو المستقبل

أكادير 24 / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
أساس متين ورؤية شاملة: خطاب عيد العرش يعزز مكانة المغرب الصاعدة

بقلم : البراق شادي عبد السلام عيد العرش المجيد هو يوم الوفاء و الإخلاص لملك البلاد و قائد الأمة الذي حمل الأمانة بكل ثقة و سار بالوطن نحو بر الأمان بخطوات راسخة في عالم مليئ بالتحديات و المتغيرات ، عيد العرش هو يوم تجديد البيعة المقدسة بين شعب وفي و ملك عظيم لينفرد هذا الوطن بالرفعة و الإحترام و التقدير بين الأوطان و الأمم . حب الشعب المغربي لجلالة الملك محمد السادس يتجسد يوميا في سلوك وطني عنوانه الكبير لازمة ” عاش الملك ” التي تحولت من شعار لمختلف فئات الشعب مختلطة بالأهازيج و الزغاريد إلى أسلوب حياة للشعب المغربي ، ” أذكى شعوب العالم ” ،فالعلاقة الفريدة بين الشعب المغربي وعرشه هي الأساس المتين لقوة المغرب ومرونته. هذه العلاقة التي تتجاوز مفهوم الحكم التقليدي لتصبح رابطًا عاطفيًا وروحيًا عميقًا، تمنح المغرب خصوصيته وتفرده. فعبارة “عاش الملك” التي يرددها المغاربة ليست مجرد شعار، بل هي تعبير عن بيعة متجددة وولاء لا يتزعزع، يجدد في كل مناسبة وطنية، وعلى رأسها عيد العرش، العهد على مواصلة مسيرة البناء تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي يظل بعطفه الأبوي رمزًا لوحدة الأمة وعزتها وتقدمها. الشعب المغربي يدرك من خلال مسار تاريخي ضارب جذوره في التاريخ الإنساني أن المؤسسة الملكية في المغرب بقيادة العرش العلوي المجيد هي الحصن الأول و الأخير له في مواجهة المخاطر و التحديات المحيطة به لأن جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين هو المعبر الدائم على تطلعات و آمال الشعب المغربي و القائد الأوحد و الوحيد لنضالاته من أجل الحرية و العدالة و العيش الكريم ، فهو الحاضر بين شعبه، والقريب من آمالهم وتطلعاتهم، رمزًا للأمن، وصوتًا للعدل، وظلًا وارفًا لهذا الوطن العزيز. يستلهم الشعب المغربي من إحتفالات عيد العرش المجيد إرادة قوية لمواصلة مسيرة البناء والتنمية. فكل إنجاز تحقق على أرض الواقع، وكل مشروع أُطلق، يمثل حجر زاوية في صرح المغرب الحديث الذي يرسم معالمه جلالة الملك محمد السادس من خلال رؤية ملكية متبصرة تعضدها الإختيارات الصائبة حيث أن هذا التلاحم بين العرش والشعب ليس مجرد رمز، بل هو محرك حقيقي للتغيير الإيجابي، يبعث الأمل في نفوس المواطنين ويحثهم على العمل والمساهمة الفعّالة في بناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة ، عيد العرش هو قصة ملك و وطن وشعب يتقدمون بخطى ثابتة نحو تحقيق الطموحات الكبرى، مستمدين القوة من عمق تاريخهم ووعيهم بمسؤولية الحاضر. و على هذا الأساس أثبتت المملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس قدرتها على مواجهة التحديات بفضل الرؤية الثاقبة والقرارات الحكيمة. ففي ظل المتغيرات العالمية المعقدة، تمكن المغرب من الحفاظ على إستقراره وتماسكه الإجتماعي، وتحقيق منجزات إقتصادية وسياسية مهمة جعلته نموذجًا يحتذى به في المنطقة، هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا إيمان الشعب المغربي بقائده، وتشبثه بالثوابت الوطنية، وتجسيد الوحدة الوطنية كقيمة عليا تحصن الأمة من كل المخاطر. الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى السادسة و العشرين لتربع جلالته على عرش الدولة العلوية المجيدة أكد حرص جلالته على تحقيق كل مقومات العيش الكريم للشعب المغربي من خلال إصراره على العدالة المجالية في التنمية و ضرورة إستفادة مختلف مناطق المغرب من جهود التنمية المستدامة من خلال التنزيل السليم لمقتضيات النموذج التنموي الجديد لضمان الصعود الإقتصادي و الأجتماعي و بناء مقومات إقتصادي تنافسي متنوع و منفتح في إطار ماكرو إقتصادي سليم و مستقر . و من هذا المنطلق وجه جلالته في الخطاب الملكي السامي مختلف الفاعلين و المتدخلين إلى ضرورة الإنتقال إلى مغرب العدالة المجالية و التنموية لأنه كما أكد جلالته في خطابه السامي : ” لا يتماشى مع تصورنا لمغرب اليوم، ولا مع جهودنا في سبيل تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية.” انتهى الإقتباس ؛ من خلال دعوته المباشرة و الواضحة ” إلى الانتقال من المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية، إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة.” إنتهى الإقتباس ، بالإرتكاز على ” جيل جديد من برامج التنمية الترابية، يرتكز على تثمين الخصوصيات المحلية، وتكريس الجهوية المتقدمة، ومبدأ التكامل والتضامن بين المجالات الترابية. ” انتهى الاقتباس حيث طرح جلالته في خطابه السامي مفهوم “التأهيل الشامل للمجالات الترابية”، الذي يشكل محورًا رئيسيًا ضمن الرؤية الملكية بالمغرب، إلى تحقيق تنمية متوازنة ومنصفة لكافة مناطق الوطن. يتجاوز هذا النهج المقاربات التقليدية للتنمية الاجتماعية ليتبنى مقاربة مجالية مندمجة، تسعى لسد الفجوات التنموية الاجتماعية والمجالية، وضمان وصول ثمار التقدم والازدهار لكل المواطنين دون تمييز، مؤكدة على المبدأ الجوهري: “لا مكان اليوم ولا غداً لمغرب يسير بسرعتين”. يعتمد هذا التأهيل على ركائز أساسية تتجلى في تثمين القدرات والخصوصيات المحلية لكل منطقة، وتفعيل آليات الجهوية المتقدمة بمنح صلاحيات أوسع للجهات في التخطيط والتنفيذ، فضلاً عن تعزيز مبادئ التكامل والتضامن بين الجهات، وتحفيز الاستثمار المحلي لدعم خلق فرص الشغل، وتحسين جودة الخدمات الاجتماعية الأساسية كالتعليم والصحة، مع تبني استراتيجيات مستدامة لإدارة الموارد المائية لمواجهة تحديات الإجهاد المائي وتغير المناخ.فالطموح الأكبر وراء هذا التأهيل الشامل هو التحول نحو تنمية مجالية مندمجة، حيث تتضافر جهود جميع الفاعلين المحليين وتُعبّأ الموارد المالية والبشرية بفعالية قصوى. لهذا الغرض، كان التوجيه الملكي بتبني جيل جديد من برامج التنمية الترابية التي تركز على إطلاق مشاريع تأهيل متكاملة تنسجم مع الأوراش الوطنية الكبرى، وتعمل على سد النقص الحاصل في البنى التحتية الأساسية وتجهيزات القرب، لا سيما في المناطق النائية والصعبة الوصول. تتضمن هذه البرامج محاور عمل واضحة ومشاريع ذات تأثير ملموس، تهدف إلى بناء مغرب مزدهر وعادل للجميع . الخطاب الملكي السامي أكد على الدور الإستراتيجي للوحدة المغاربية كإطار إقليمي للإستقرار و الأمن و الإزدهار فهذا الاهتمام الملكي بالوحدة المغاربية ليس وليد اللحظة،بل هو إرث تاريخي للعرش العلوي المجيد و يترجم حرص العقل الإستراتيجي المغربي على أن تكون الوحدة المغاربية هدفا إستراتيجيا جيوسياسيا يضمن الحقوق التاريخية لشعوب المنطقة في الإستقرار و السلام و الأمن في ظل نظام سياسي قوي و فاعل إقليميا و دوليا في زمن التكتلات الجهوية الكبرى و هو ما يؤكده المسار الأكاديمي لجلالته. ففي 29 أكتوبر 1993، نال الملك محمد السادس شهادة الدكتوراه في الحقوق بميزة “مشرف جدًا” من جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس الفرنسية، وذلك إثر مناقشة أطروحة إستشرافية حول موضوع “التعاون بين السوق الأوروبية المشتركة واتحاد المغرب العربي”. هذا البحث الأكاديمي المتعمق يكشف عن فهم مبكر وعميق للأبعاد القانونية والاقتصادية والسياسية للتعاون الإقليمي والدولي لدى جلالته. كما أن اختيار هذا الموضوع تحديدًا يؤكد على قناعة الملك الراسخة بأن مستقبل المغرب لا يمكن فصله عن محيطه الإقليمي المغاربي، وأن الطريق نحو تحقيق تنمية مستدامة يمر عبر شراكة فعالة ومندمجة بين دول المنطقة، تستلهم من التجارب الناجحة مثل تجربة الاتحاد الأوروبي. هذه المعطيات تظهر أن الرؤية الملكية للوحدة المغاربية ليست مجرد خطاب سياسي ، بل هي نتاج دراسة أكاديمية رصينة وتحليل استراتيجي عميق و خبرة زعيم مغاربي له رؤيته الخاصة و المتفردة للوحدة المغاربية . تتجسد هذه الرؤية الاستراتيجية في المقاربة الملكية السامية المتمثلة في ” اليد الممدودة” تجاه الشعب الجزائري الشقيق. فهي ليست مجرد مبادرة حسن نية، بل هي رؤية دبلوماسية عميقة تدرك حقيقة الإكراهات السياسية و التحديات الجيوسياسية وطبيعة بعض الأنظمة التي ترفض أي تسوية إقليمية تؤمن بالسلام والاستقرار. ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية تؤكد على مبدأ أساسي مفاده أن مصير الشعوب المغاربية هو مصير واحد، وأن تجاوز الخلافات هو السبيل الوحيد نحو تحقيق التكامل الإقليمي المنشود، وتأسيس إطار تعاوني و تشاركي يخدم مصالح الأجيال القادمة. الخطاب الملكي أشاد بالموقف البريطاني و البرتغالي من الوحدة الترابية للمملكة المغربية في تأكيد على الحرص الملكي السامي للحسم النهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل وفق المبادئ الديبلوماسية و الحوار السياسي البناء في إطار مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغرية كحل متواقف عليه لطي هذا الملف الذي يهدد ميكانيزمات الإستقرار و السلام لشعوب المنطقة ، فهذا التأكيد يُجسد الرؤية الثابتة للمغرب تجاه قضيته الوطنية، وسعيه الدؤوب نحو إيجاد حل واقعي وعملي يُؤمن سيادته ووحدته الترابية، ويُعزز مفاعيل الأمن الإقليمي. على سبيل الختم خطاب عيد العرش المجيد لهذا العام لم يكن مجرد مناسبة احتفالية، بل كان خارطة طريق واضحة المعالم، تؤسس لمرحلة جديدة من البناء والتنمية الشاملة ، حيث أكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، برؤيته الثاقبة وحكمته المعهودة، على أهمية العدالة المجالية كركيزة أساسية لضمان تنمية متوازنة يستفيد منها جميع المغاربة، دون استثناء. كما جدد التأكيد على أن الوحدة الترابية للمملكة خط أحمر لا مساومة عليه، وأن اليد الممدودة للجارة الجزائر و للشعب الجزائري الشقيق تعكس إيمان المغرب العميق بمستقبل مغاربي موحد ومزدهر. هذه الرؤية الملكية، المدعومة بتلاحم شعبي لا يتزعزع، تضع المغرب على مسار صاعد نحو تحقيق طموحاته الكبرى، وتعزز مكانته كفاعل إقليمي ودولي موثوق به، قادر على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص لتحقيق التقدم والرخاء.فعيد العرش هو محطة متجددة لتأكيد الولاء، وتجديد البيعة و العهد، واستلهام الإرادة لمواصلة مسيرة البناء تحت قيادة ملكية حكيمة، نحو مستقبل أكثر إشراقًا للمغرب و للشعب المغربي العظيم

لكم / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
غابات المغرب بين رهانات الاستراتيجية وتحديات التنزيل

لا شك أناستراتيجية غابات المغربالتي تم تقديمها أمام أنظار جلالة الملك محمد السادس تشكل محطة فارقة في تدبير الثروة الغابوية ببلادنا، وتترجم الوعي العميق بضرورة اعتماد رؤية استباقية مستدامة تُراعي التحولات المناخية المتسارعة، والإكراهات البيئية المتنامية، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالتنمية القروية. لقد جاء هذا الورش الملكي الطموح ليضع الغابة في صميم السياسات العمومية، من خلال مقاربة مندمجة تشرك الفاعلين الترابيين والسكان المحليين، وتعزز الحكامة، وتحمي التنوع البيولوجي، وتعيد الاعتبار لمجالات طبيعية عانت طويلاً من التهميش والاستنزاف. وهذا ما يجعل منتنزيل الاستراتيجيةليس مجرد تمرين تقني، بل رهانا تنمويا وبيئيا يستلزم تعبئة شاملة وإرادة جماعية صلبة. ورغم الجهود المبذولة من طرفالوكالة الوطنية للمياه والغابات، والتي أبانت عن دينامية ملموسة تحت إشراف مديرها العام السيدعبد الرحيم الهومي، فإن الطريق لم يكن سالكاً بالكامل. فكما هو الحال في كل المشاريع الكبرى، يواجه التنزيل تحديات موضوعية وأخرى ذاتية، تتعلق بالبنيات التحتية، وتداخل الصلاحيات، ونقص الموارد، وأحياناً بالمقاومات المحلية الناتجة عن غياب الوعي البيئي. غير أنالإنصاف يقتضي الإشادةبما تحقق من منجزات على الأرض، وبالروح المهنية العالية التي أبانت عنها أطر الوكالة مركزياً وجهوياً، ممن اشتغلوا بصمت من أجل إعطاء المضمون الواقعي لهذه الاستراتيجية، وتفعيلها في سياقات جغرافية وبيئية واجتماعية شديدة التعقيد. إنالانتقاد البناء، حين يكون دافعه أخلاقي ومنطلقه وطني، يجب أن يُستوعب كرافعة لتقويم المسار، لا كأداة لتبخيس الجهود. فليس كل من يسلط الضوء على مكامن القصور يُضمر سوء نية، بل على العكس، كثيرون ممن يراقبون من موقع مستقل يسعون إلى تحسين الأداء وتعزيز الثقة في المؤسسات، بعيداً عن حسابات التسييس أو منطق التصفية. وفي المقابل، لا يمكن الصمت عن ما تنشره بعضالصفحات المجهولةأو المنابر الإعلامية التي تتعامل مع ملف الغابات بخفة، وتفتقد الحد الأدنى من المهنية والصدق. فالحق في النقد لا يبرر الترويج للأكاذيب أو استهداف الأشخاص بأسلوب متدنٍ يفتقر لأخلاق المسؤولية الصحفية، ويسيء للحق في المعلومة أكثر مما يخدمه. إن التحدي الحقيقي اليوم، ليس فقط فيالاستمرار في تنزيل أهداف الاستراتيجية الغابوية، بل في ترسيخ ثقافة بيئية وطنية، تجعل من المواطن شريكاً لا خصماً، ومن الفاعل المحلي جزءاً من الحل لا من الأزمة. ويكفي أن نُدرك أن الحفاظ على الغابة لم يعد مجرد مسألة داخلية، بل أصبح رهانا دولياً تُقاس به مصداقية الدول في الوفاء بالتزاماتها المناخية. من هنا، فإن السيد عبد الرحيم الهومي، باعتباره مسؤولاً مكلفاً بمهام دقيقة بتكليف ملكي سامٍ، مدعو إلى المضي قدماً بروح الانفتاح والعقلانية، مستحضراً أن استراتيجية “غابات المغرب” ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق تحول بيئي وتنموي ينسجم مع الرؤية الملكية لمغرب أكثر توازناً، وعدلاً، واستدامة. غزة.. ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 154 فلسطينيا بينهم 89 طفلا المغرب يطلب من إسرائيل السماح بإنزال مساعدات إنسانية إلى غزة "الاشتراكي الموحد" يرفض استمرار زواج المال بالسلطة وتصاعد الهجوم على الحقوق الغلوسي: شكاية الفايق تكشف ضخامة "النوار" المستخدم للتأثير على الانتخابات وإفراز أغلبية مصطنعة استفادة 23 محكوما بالإعدام من عفو ملكي.. وبوعياش: عقوبة قاسية وغير مجدية «أخلاقيات» جيش «المدينة الإنسانية» خريطة طريق لرفع أداء و فعالية الاقتصاد المغربي.. المغرب 2030.. فرصة لتأهيل الاعلام مسجد قرطبة الأعظم : تراث ثقافيّ وتاريخيّ معماريّ للإنسانية رحلة برلين.. والتغلغل الصهيوني في المغرب صرخة في وجه علماء المغرب وخطباء المنابر

المنتخب / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
السكتيوي في المحك قبل الشان ..هل يفعلها ويجلب ثالث لقب؟

ستتجه الأنظار للمدرب طارق السكتيوي الذي سيقود المنتخب المغربي في النسخة الثامنة من نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي ستقام بشكل مشترك بين كينيا وأوغندا وتنزانيا. المنتخب المغربي الذي سيدخل من بين المرشحين للتتويج باللقب القاري، بحكم توفره على لقبين في خزانته،يعول على خبرة ربانه الحالي السكتيوي الذي لفت الأنظار رفقة المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة في أولمبياد باريس، لذلك سيحاول من جديد أن يتألق بقيادة الفريق الوطني للتتويج وإسعاد الجمهور المغربي، وبخاصة أولئك الذين ظلوا على إمتداد سنوات يثقون في المنتوج المحلي،وقدرته على اللمعان كلما أتيحت له فرصة الدفاع عن قميص المنتخب المغربي. السكتيوي الذي وضعت فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كامل الثقة، للعمل على مشروع طويل الأمد،وبعدما ظل يراقب كافة فئات المنتخبات الوطنية،ظل يركز منذ أيام على  هدف " الشان" بعدما أخذ على عاتقه ضرورة تكوين جيل محلي،بإمكانه أن يلمع ويطرق أبواب المنتخب المغربي  الأول في الفترة المقبلة. بين هذا وذاك وبعدما سبق للمنتخب المحلي وصعد لمنصة التتويج مع جمال السلامي وحسين عموتة، سيبحث طارق السكتيوي كي يكون ثالث إطار وطني يقود منتخب بلاده لتحقيق لقب قاري، يؤكد من خلاله سطوة المغرب على كأس إفريقيا للاعبين المحليين

أكادير 24 / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
ملك الإنجازات وحب الشعب

بقلم الشاعر والكاتب سعيد ودغيري حسني من شاعر وكاتبإلى جلالة الملك محمد السادس نصره اللهفي ذكرى عيد العرش المجيد ملكييا من جمعت بين الحكمة والحنكةبين القلب الكبير وسداد الرأييا من مشيت على خطى الملوك العظامفكنت امتدادا للملك الحسن الثانيووهجا من نور محمد الخامسحفظك الله يا سليل المجديا من بويعت عن حب لا عن خوفوعن ولاء لا عن مصالح ملكيلقد شيدت للمغرب نهضة تكتب بماء الذهبطرقا سريعة تربط شماله بجنوبهقطارات تسبق الريحمدنا ذكية تتنفس المستقبلوموانئ تصافح القاراتمن طنجة المتوسط إلى الداخلة الأطلسيةمن الرباط الأنوار إلى فاس العالمةمن مراكش الحمراء إلى أكادير العزيزةقلاع بنيتها من حلم وعزيمةوكان الشعب معكيصفق حيناويعمل دوماويحبك كل الوقت ملكيها نحن نستعد لاستقبال إفريقياكأس أممها ستقام على أرض الشجعانوكأس العالم 2030سيرى العالم فيه مغربا لا يشبه إلا ذاتهنظما وملاعبأمنا وكرماووجوها تنبض بالحبتحمل رايات الوطن وتلوح للنجوم ملكيلقد شهد الكبار بجدارتكالعالم كله حياكوصفق لحكمتكوتقديرك العميق للتوازناتالسياسيةوالاجتماعيةوالبيئيةفكان دعمك في المحافلمن الشرق والغربوكان للإماراتأن فتحت قنصلية بالصحراءمع دول كثيرة آمنت بعدالة قضيتناوبسيادتنا التامةمن طنجة إلى لكويرة ملكيتوجت السياسة بالحكمة والرؤية الواضحةفجاء الاعتراف الأممي دون استجداءإسبانيا قالت نعموفرنسا انحنت احتراما للمبادرة الجادةوأمريكا ثبتت دعمها التاريخيوألمانيا عادت بحزم لتعلن أن الحكم الذاتيهو الحل الوحيد والواقعي والنزيهتحت سيادتك الراسخةوتحت راية الوطن الواحد ملكييا من تجلس على عرش لا تزينه التيجانبل يزينه حب الشعبوثقة الأجياليا من جملت الملكية برحمتكوجعلتها قريبة من نبض الشارعتدخل البيوت بعطفكوتسند الضعفاء بابتسامتكوتحنو على كل أبناء الوطنكأنك منهم ولست فوقهم ملكيتهانينا لا تكفيولا القصائد تكفينا حقكولكني أبعث إليك بهذه الأبياتهدية في يوم العرشويوم الشعبويوم الوطن الواحد ملك البلاد وحامي الدار والملكايا من بحكمته قد أشرق الأفقايا سادن العرش يا محبوب أمتهويا إماما إذا نادى الفؤاد لباسرت على الدرب نورا مثل جدكممحمد ثم حسن قد سكنوا القلبانعم البنى يا حبيب الشعب قد رفعتمن المجد صرحا وبالحكمة قد نصبافالعدل رايتك العليا ورايتناحب يرفرف في الآفاق ما خبايا مولاي الحسن يا نجل الملوك سددكرب العباد وخذ بيديك من السُبلاوللأميرة للا خديجة ألف سلامحماك ربي وجعلك للياسمين مثلاوللأمير المولى رشيد كل الدعاءفي كل عيد تزيد محبته أملاوإلى الأسرة الشريفة ألف تحيةشمس المكارم فيهم لا تغيب ولاوشعبك الحر يا مولاي مهنئبالحب يرفع رايات الوفا علنافامض بربك يا مولاي واثقاوعين الله تحمي العرش والوطن عاش الملكعاش المغربعاش الشعب الوفي وشعارنا الخالداللهالوطنالملك

أكادير 24 / الأربعاء، 30 يوليوز 2025
ذكرى عيد العرش و سياسة ” القطار السريع “

بقلم : خير الدين قياد عيد العرش في المغرب هو مناسبة و محطة وطنية بارزة يحتفل بها الشعب المغربي في الثلاثين من يوليوز من كل عام، ويُعدّ موعدا لتجديد البيعة والولاء لجلالة الملك وتأكيدًا على وحدة العرش والشعب. وفي إطار الذكرى 26 لتربع جلالة الملك على عرش اسلافه الميامين لابد لنا أن نستحضر ماحققه المغرب على يديه الكريمتين، وكيف جعل جلالته المغرب يتبوء مكانة مرموقة بين مصاف الدول الافريقية على الخصوص، والعالمية على العموم فمن خلال أكثر من عقدين من الزمن، أطلق جلالة الملك محمد السادس العديد من المشاريع والمبادرات التي تغطي مختلف جوانب الحياة في المغرب. بداية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تهدف إلى محاربة الفقر والهشاشة، إلى مشروع الإصلاحات الدستورية التي تعزز الديمقراطية والشفافية، مرورًا بمشاريع الطاقة المتجددة والمدن الذكية التي تسعى لتحقيق الاستدامة البيئية،مما يظهر الملك محمد السادس التزامه العميق بتحقيق التقدم والرفاهية لشعبه. كما شملت هذه الأوراش الكبرى مشاريع ومبادرات لتحقيق العدالة الاجتماعية مثل مشروع الحماية الاجتماعية.بالإضافة إلى ذلك، وضعت مشاريع طموحة في مجال تحسين البنية التحتية، بحيث تم تنفيذ مشاريع مثل القطار الفائق السرعة وتنمية شاملة للأقاليم الجنوبية، مما ساهم في الربط الإقليمي والتنمية الاقتصادية.كما لم تغفل هذه السياسة عن تطوير التعليم والتكوين المهني، تطوير السياحة، والحفاظ على التراث الثقافي الغني للمملكة كما فتحت أوراش كبرى خصوصا في الجانب الرياضي في ظل استعداد المغرب لتنظيم تظاهر قارية تكمن في نهائيات كأس أفريقيا إلى جانب تنظيم كأس العالم والذي يدل على أن المغرب أصبح له باع كبير في الجانب الرياضي مما دفعه لتشييد ملاعب بمواصفات عالمية 26 عاما ، ليست بالمدة الطويلة لكنها شكلت حقبة مفصلية في تاريخ المغرب نظرا لدينامية صاحب الجلالة الملك محمد السادس وسهره على تنفيذ الأوارش على أرض الواقع رغم ان المغرب لا يتوفر على نفط وبترول أوغاز الا انه يتوفر على إرادة ملكية حقيقية وضعته على السكة الصحيحة في إنتظار وصول القطار السريع لمدينة الداخلة في أقصى الجنوب المغربي بالصحراء المغربية ، لنبين للأعداء أن الوطن فرض سياسة الواقع وجعل حل مشكل الصحراء مسألة وقت لاغير

جميع الحقوق محفوظة لموقع رعد الخبر 2025 ©